غداً.. افتتاح المؤتمر الدولي الخامس
5 ديسمبر، 2016المؤتمر الدولي الخامس بموروني يواصل اعماله
7 ديسمبر، 2016- 46 ورقة عمل تحكي مجد من تاريخ عمان
- الضوياني: مجداً عظيماً وإنجازاً غنياً مليئاً بالمواقف المشرفة والوقائع الخالدة
- انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس علاقات عمان بدول القرن الأفريقي
- أكثر من 200 وثيقة تجسد علاقة السلطنة بدول القرن الافريقي
افتتح فخامة الرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية القمر المتحدة اليوم بالعاصمة القمرية موروني أعمال المؤتمر الدولي الخامس علاقات عمان بدول القرن الأفريقي والمعرض المصاحب، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسئولين والباحثين والمهتمين والمختصين في مجال الثقافة والإعلام ، الذي تستضيفه جمهورية القمر المتحدة، والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية القمر المتحدة، يأتي تنفيذه بناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه، والذي يعقد خلال الفترة من 6 الى 8 ديسمبر الجاري بمقر البرلمان الاتحادي. يشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر ثلاثة أيام نخبة من الأساتذة والباحثين يمثلون١١ دولة مختلفة، منها أمريكيا وبلجيكيا وروسيا وبريطانيا والجزائر وكينيا ومصر وتنزانيا واليمن.
المؤتمر يعرض 46 ورقة عمل ضمن خمسة محاور تعرض وتناقش علاقة السلطنة ودورها بدول القرن الافريقي في الجوانب التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والثقافية، حيث اتسمت فيه هذه العلاقة بروابط متينة ربطت عمان بدول القرن الافريقي منذ القرن الأول، المؤتمر الدولي يبث بأربع لغات، فإلى جانب اللغة العربية فاللغة الفرنسية والانجليزية والقمرية حاضرة طيلة أيام المؤتمر.
غزالي عثمان
قال ان انعقاد المؤتمر الدولي الخامس حول علاقات عمان بدول القرن الافريقي في موروني يعتبر منعطف تاريخي يقودنا الى الحلم وتخيل هذا التاريخ الجميل والطويل الذي يتقاسمه شعبي سلطنة عمان وجمهورية القمر المتحدة وإعادتها في الوقت الحاضر حتى نتمكن من رسم صورة لمستقبل زاهر ومشترك للدولتين الشقيقتين. واكد غزالي في كلمته على حرص حكومة وشعب جمهورية القمر المتحدة على نجاح هذا المؤتمر موفرين كل الدعم المطلوب من اجل تنفيذ قرارات وتوصيات وهذا المؤتمر.
سعادة الدكتور/ حمد بن محمد الضوياني
من جانبه قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في افتتاح المؤتمر إنه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بكم أجمل ترحيب ونحيكم تحية طيبة في بلد طيب عزيز نفتخر بأهله أخوة كرام أشقاء ربطتنا بهم روابط القربى فكان إرتباطاً وثيقاً على مدار الحقب التاريخية التي شهدت النشاط والتبادل التجاري والهجرات الفردية والجماعية إلى منطقة دول القرن الإفريقي وتعاظم هذا الدور وتعزز الوجود العماني بظهور الإسلام الذي جمعنا للتعايش والعيش المشترك وتأسيس ثقافة يسودها الاحترام والسلام بين الجميع انطلاقا من علاقات وطيدة مع عمان فكان لهذا البلد الخير موطئاً لحركة عبور واتصال وتواصل وامتدادا من عمان إلى زنجبار لما لهذا التراث الزاهر من عراقة وعمق على امتداده وتواجده الحضاري مسجلاً الاحداث والانجازات فيبقى تراثاً إنسانياً خالداً أفلا يدل ذلك على ضرورة إحياء تلك السمات البارزة والمعالم القائمة بحثاً في أعماق التاريخ العماني والكشف عن أثاره الحضارية ومعالمه التراثية سنرى هنا وهناك مجداً عظيماً وإنجازاً غنياً مليئاً بالمواقف المشرفة والوقائع الخالدة والاعلام البارزة والعلوم النافعة والمعارف الواسعة والمحفوظات والمدونات القيمة إنها ثـمرة جهود إنسانية تمتد جذورها وأصالتها إلى حياة العمانيين وتاريخهم وتاريخ أشقائهم في دول القرن الافريقي تجمعنا جميعاً قواسم مشتركة وهوية إقليمية ممتدة فعمان تلتقي بكم كونها دولة بحرية تمتد من بحر عمان والمحيط الهندي كل ذلك منحها ومنحكم تكاملا ثقافياً واجتماعياً ارتبط بخصوصية طبيعية واقتصادية ساهمت في امتداد العلاقات التجارية في عمق الاراضي الآسيوية والأوروبية والافريقية وحظيت إفريقيا باهتمام في علاقات العمانيين بأخوانهم في الساحل الشرقي الافريقي لتؤكد المواقف النبيلة والمبادئ السامية الرفيعة لحسن التعامل وثوابت المواقف ومديد المحبة والسلام ونشر الطمأنينة والآمان فصار الركب على هذا النهج الممتد منذ وطأت أقدام العمانيين هذه المناطق لتصل إلى ذروتها في عهد السلطان سعيد بن سلطان في القرن التاسع عشر الذي أرساء العلاقات الخارجية وعقد المعاهدات الدولية وتبادل التمثيل السياسي والدبلوماسي وإرسال السفراء إلى رؤساء وزعماء العالم وأوجدت عُمان توازناً في العلاقات مع الدول الأوروبية في إطار الاحترام المتبادل وقد مكنت تلك السياسة في خلق الأمن والاستقرار وأسهمت في إزدهار الحضارة ليصل هذا الالتزام الثابت في النهج الحكيم إلى ذروته وتمكينه وتأسيسه وفق المبادئ التي أرساها مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه واتسمت سياسة سلطنة عُمان بحب الخير للإنسانية جمعاً بقلوب صادقة ومؤمنة مدركة بأن أفعال وأعمال الخير خير ثـمرة تجني وخير عطاء يبذل ينبت على الأرض نباتاً طيباً.
يشهد العالم اليوم حالة من التقارب والتكاتف بين الشعوب والأجناس المختلفة وكل ذلك يصب لصالح الانسانية في مجالات التنمية المختلفة نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي فإن التقارب والروابط المتينة بين العمانيين والقمريين ودول القرن الإفريقي في الثقافة والدين والعادات والتقاليد والمصاهرة فضلاً عن اسهامات القمريين والعمانيين في المجالات الأدبية والعلمية وتواصل العلماء والمفكرين كل ذلك كان أثره جلياً من خلال مساهمة القمريين في حكومة سلطنة زنجبار فأدوا دوراً قيادياً في حركة التنمية الاجتماعية والثقافية فضلاً عن مشاركتهم في التركيبة الهيكلية الحكومية هذا ما أدركناه وعرفته الأجيال وبعضه الآخر ما زال مجهولاً تتوزعه المكتبات وخزانات الكتب وهو يختزن مساهمات فكرية وفنية مما يدعونا إلى الحرص حفاظاً على التراث ونشره والاستفادة منه ، وتشكل الوثائق والمخطوطات الدليل الأثبت لهذا الينبوع لفهم الثقافة العمانية والقمرية في مختلف ميادينها والمرآة التي تعكس صورة الانسان الذي أسهم بذاته في انتاج حاضره ومستقبله ، وانطلاقاً من ذلك يعقد المؤتمر الدولي الخامس علاقات عُمان بدول القرن الإفريقي في رحاب بلدكم والذي جاء بناء على التوجيهات السامية لمولانا جلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه لتحتضن موروني هذا الحدث العلمي والحضاري والتاريخي تأكيداً للعلاقات الطيبة والمتينة التي تجمع عمان ببلدكم الشقيق فأنتم يا فخامة الرئيس وحكومتكم الموقرة خير عون ودعم وترحيب فقد حظينا بالتقدير وتسهيل الإجراءات وبناء على توجيهاتكم الكريمة عملت اللجنة الرئيسية في الاعداد والتحضير والاشراف والمتابعة وصولاً لهذا اليوم الذي نتشرف بحضور فخامتكم الكريم فتحية إجلال وتقدير لكم وتحية إحترام وثناء لأعضاء اللجنة الرئيسية من الجانب القمري والذي يرأسها معالي الأخ الدكتور/ حامد كرهيلا ولكافة الأعضاء ، كما أتوجه بالتقدير لمعالي الدكتور/ رئيس البرلمان الإتحادي على حُسن الترحيب والتعاون ليكون البرلمان مقراً لانعقاد المؤتمر والمعرض الوثائقي المصاحب له والشكر موصول لجميع الجهات الحكومية في جمهورية القمر المتحدة على التعاون والتنسيق الشامل لتسهيل الاجراءات ، تحية خاصة إلى كافة أعضاء الوفد من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وجميع الجهات الحكومية والخاصة في سلطنة عُمان على حُسن المشاركة في هذا الحدث المبارك وفي الختام نسأل الله جلت قدرته أن ينعم علينا بدوام فضله ونعمه ويحقق لوطننا دوام التقدم والازدهار حفظ الله مولانا جلالة السلطان المعظم وأدام عليه نعمة الصحة والعافية والعمر المديد داعياً الله سبحانه وتعالى أن يمد فخامتكم بعونه وتوفيقه لخدمة بلدكم الشقيق لما تصبون إليه من تقدم وازدهار وأن يكتب الله تعالى الطمأنينة والآمان لشعبكم الشقيق.
الأهداف
يهدف المؤتمر الى الوقوف على حجم العلاقات العمانية بدول القرن الأفريقي (ومنها جزر القمر، وأثيوبيا، ومدغشقر، وموريشيوس، وجيبوتي، والصومال، بالإضافة إلى “سقطرى”) في خدمة القضايا الأفريقية وسبل توطيدها وتقييم دور سلطنة زنجبار وارتباطها بدول القرن الأفريقي وتحليل الأبعاد التاريخية والحضارية في آسيا وأفريقيا ودراسة الأبعاد والمحددات الدبلوماسية العمانية ودول القرن الأفريقي بالإضافة الى التركيز على الدور الحضاري الذي لعبته عمان على مدى الحقب التاريخية. كما سيلقي الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في مناطق دول القرن الأفريقي، والدور العماني وتأثيراته في هذه المجالات ودراسة هجرات القبائل العمانية، ومدى تأثيرها في التقارب والتنوع السكاني في مناطق دول القرن الأفريقي وتحليل دور العلاقات الأوربية مثل الفرنسية والبريطانية بسلاطين عمان في زنجبار، وتأثيرها على العلاقات العمانية مع دول القرن الأفريقي وتأثير الحضارة العمانية والإسلامية في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي، فيما يتعلق بالمواقع الأثرية، والنشاط البحري العماني، العمارة، الفنون، الكتابات، النقوش، والمنشآت المدنية مثل المساجد والقصور، والعسكرية، مثل القلاع، والأسوار العلاقة التجارية التي أوجدوها بين الموانئ في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي وتقييم الإنتاج الفكري بمختلف أشكاله في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي ودراسة أبعاد العلاقة السياسية والاقتصادية بين سلطنة زنجبار ودول القرن الأفريقي.
محاور المؤتمر
يركز المؤتمر على خمسة محاور أولها المحور الجغرافي والسكاني، ويدرس دور الظروف المناخية والجغرافية في تعميق التواصل بين العمانيين ودول القرن الأفريقي (ومنها جزر القمر، وأثيوبيا، ومدغشقر، وموريشيوس، وجيبوتي، والصومال، بالإضافة إلى “سقطرى”) وتحديد دور هجرات القبائل العمانية وأهميتها لمناطق دول القرن الأفريقي والإشارة إلى الأصول السكانية، ودراسة أثر الهجرات على طبيعة العلاقات والتنوع بين الأقوام السكانية ودراسة أهمية المدن التي أسسها المهاجرون العمانيون بشرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي. كما يدرس أهمية حركة الملاحة والتواصل البحري بين الموانئ العمانية ودول القرن الأفريقي وإبراز وتحليل دور عمان وموقعها الجغرافي، وصلات الجوار في مختلف العصور القديمة والحديثة مع دول القرن الأفريقي وتحديد أهمية الدور البشري العماني في معرفة المدن والبنادر والموانئ الهامة على ضفاف المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي وتحليل التركيبة الديموغرافية وأثرها على السكان والبيئة الطبيعية في عمان وشرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي ودراسة الأحوال البيئية والمناخية، كالأمطار والجفاف والأعاصير والحوادث والكوارث والمجاعات والأوبئة.
ويأتي المحور التاريخي والسياسي ثانيا حيث سيتم دراسة دور التجار العمانيين والمسلمين في نشر الإسلام في دول القرن الأفريقي (ومنها جزر القمر، وأثيوبيا، ومدغشقر، وموريشيوس، وجيبوتي، والصومال، بالإضافة إلى “سقطرى”) وإبراز وتقييم دور انتشار الإسلام والممالك الإسلامية في دول القرن الأفريقي وتحديد أثر الاحتلال الأجنبي على حركة التواصل الاقتصادي والاجتماعي مع عمان وسلطنة زنجبار ودول القرن الأفريقي ودراسة نمط العلاقات بين سلطنة زنجبار والمناطق المجاورة لها ومنها دول القرن الأفريقي وإبراز وتحليل أهمية التواصل بين سلطنة زنجبار وعمان وأثرها في تقوية العلاقات العائلية والأهلية بين الشطرين في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي.
كما سيقوم المؤتمر بتحليل وإبراز دور الأنشطة العلمية والثقافية ومنها حركة التأليف ونظام التعليم ووسائله ومؤسساته في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي (مثل جزر القمر، وأثيوبيا، ومدغشقر، وموريشيوس، وجيبوتي، والصومال، بالإضافة إلى “سقطرى”) من خلال المحور الثالث وهو المحور الأدبي واللغوي والثقافي. وستتم أيضا دراسة أثر اللغة العربية على اللغات في دول القرن الأفريقي وعلاقاتها باللغات المحلية والتحليل الأدبي واللغوي لدور الشعر والكتابات النثرية في دول القرن الأفريقي ودراسة تأثير الخطاب النثري في الثقافة المحلية في دول القرن الأفريقي وتحليل وإبراز دور الرحلات في إثراء المعرفة الأدبية والثقافية في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي وأخيرا تقييم العوامل التي أدت إلى استخدام اللغات المحلية في دول القرن الأفريقي.
ويأتي رابعا المحور الاقتصادي والاجتماعي حيث ستتم دراسة وتحليل دور التجار والعلماء العمانيين في نشر الإسلام والثقافة العربية في دول القرن الأفريقي وإبراز دور الإسلام والمسلمين في دول القرن الأفريقي (ومنها جزر القمر، وأثيوبيا، ومدغشقر، وموريشيوس، وجيبوتي، والصومال، بالإضافة إلى “سقطرى”) ودراسة النشاط التجاري للعمانيين في دول القرن الأفريقي، وأثره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
كما ستتم دراسة أثر تفاعل الجمعيات الأهلية في انتعاش الأنشطة الزراعية والتجارية والاجتماعية والتبادل التجاري والاستيراد والتصدير للمنتجات بين العمانيين ودول القرن الأفريقي وتحديد أنواع السفن التجارية العمانية وأثرها على الحياة الاقتصادية والتجارية والوقف وأنواعه في دول القرن الأفريقي وتحليل الآثار الاجتماعية والاقتصادية للمناسبات الدينية مثل المولد النبوي، والهجرة النبوية، والأعياد الدينية، والتاريخ الميلادي في دول القرن الأفريقي وتحديد دور القضاء والمحاكم الشرعية في الحياة اليومية في دول القرن الأفريقي ودراسة وإبراز القواسم المشتركة بين مكونات المجتمع في دول القرن الأفريقي.
ويأتي خامسا محور الوثائق والمخطوطات والآثار حيث ستتم دراسة أهمية الوثائق في مجال حفظ وصيانة وتأمين الذاكرة الوطنية لدول القرن الأفريقي (ومنها جزر القمر، وأثيوبيا، ومدغشقر، وموريشيوس، وجيبوتي، والصومال، بالإضافة إلى “سقطرى”) كما سيتم تحليل تفاعل الدور الأوروبي وتأثيره على مكونات الوثائق والمخطوطات في دول القرن الأفريقي وتحديد أهمية المخطوطات في حفظ الجوانب التاريخية والفقهية والأدبية واللغوية. كما سيقوم المؤتمر بدراسة نتائج ما تم رصده من خلال الوثائق والآثار من أثر للعمارة العمانية الإسلامية في المساجد والأسوار والقلاع والحصون والقصور والمنازل، وغيرها في شرق أفريقيا ودول القرن الأفريقي.
جلسات المؤتمر
تضمنت الجلسة الأولى سبع أوراق عمل وترأسها الدكتور عبدالواحد النبوي، حيث استهلت الجلسة بورقة معالي الدكتور حامد كرهيلا وزير الدولة المكلف بالتعاون مع العالم العربي، والتي تحمل عنوان ” الوجود العماني في جزيرة مايوت القمرية قبل الاستعمار الفرنسي لها عام 1841″ حيث عرف الباحث مايوت أو جزيرة الموت، هي إحدى الجزر الأربع المكونة للأرخبيل القمري، وعرفت هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 375 كم2 الوجود العماني العريق في بدايات تاريخها ونظامها السياسي. حيث تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن النباهنة العمانيين قد حكموا هذه الجزيرة لمدة 195 سنة، وذلك ابتداء من تولي السلطان بوانا فوم النبهاني الحكم في حوالي عام 1595م وانتهاء في عام 1790 م، سنة وفاة السلطان بوانا كومبو بن سالم (سالم الأول). وقد انتقل الحكم بعد هذا التاريخ إلى أسرة عمانية أخرى أقامت ببلدة شينغوني، الحاضرة القديمة لجزيرة مايوت، وكانت هذه الأسرة ذات ثروة وتجارة ناجحة، وأحسنت استعمالها في وجوه الخير والبر، مما أكسبها سمعة طيبة واحتراماً عظيما لدى الناس، وقد تزوج واحد من أفراد هذه العائلة واسمه صالح بن محمد المنذري بابنة سلطان مايوت، وتقلد مقاليد الحكم خلفا له من عام 1790إلى 1807م، وأصبح منذ عام 1891 يعرف بسالم الثاني، باعتبار والد زوجته الذي ورث منه الحكم سالم الأول، وتجدر الإشارة إلى أن سالم الثاني هو الذي قام في بدايات حكمه بنقل عاصمة الجزيرة في عام 1791أو 1792م، من “شِنغُونِي” إلى “دزاودزي”، وقام بتحصينها مما جعلها في أمن وحماية من أعمال القرصنة التي كان يقوم بها الملغاش في الجزر القمرية، الأمر الذي جعل كثيرا من السكان يلجؤون إلى الحاضرة الجديدة للبحث عن مكان آمن، ولما قام السلطان أندريان سولي، وهو مدغشقري الأصل بالتنازل عن الجزيرة لفرنسا، بتوقيع معاهدة بهذا الشأن عام 1841م مع الضابط الفرنسي “باسو”، سارع السيد سعيد سلطان زنجبار بتقديم شكوى ضد فرنسا لدى الإنجليز مطالبا بسيادة عمان على تلك الجزيرة.
الذاكرة العمانية
وجاءت الورقة الثانية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء، بعنوان “سقطرى في الذاكرة العمانية” وفيها عرف الشيخ السيابي بموقع جزيرة سقطرى في بحر العرب جنوب المهرة من أرض اليمن، وتشتهر بالصبر أو دم الأخوين، وهو شيء سائل، لذلك يقال له الصبر القاطر، ولأهمية جزيرة سقطرى ومنتجها المذكور أشار الفيلسوف اليوناني أرسطاطليس على الإسكندر المقدوني باحتلالها وهو الأمر الذي قام به الإسكندر فقد استولى عليها وأسكن بها مجموعة من اليونانيين الذين اعتنقوا الديانة النصرانية فيما بعد، ثم زحفت إليها القبائل العربية من مهرة وغيرها فسكنتها وغلبت عليها، وبما أن عمان ما قبل الإسلام وما بعده كانت تمتد على مساحة واسعة من الأرض تبدأ جنوباً من جزيرة سقطرى وشمالاً إلى أرض اليمامة، فمن هنالك كانت سقطرى واقعة ضمن المساحة الجغرافية العمانية آنذاك، ولعل السؤال الذي يدور لدى محرّك البحث في الإنسان أنه متى كانت بداية تبعية الجزيرة لعمان؟ ففي رأي الباحث: إن ذلك كان قد تزامن مع حكم آل الجلندى، ولعله كان إبـّان حكم الجلندى بن المستكبر لأنه هو الذي أنشأ الأسطول البحري العماني في عهد ما قبل الإسلام، ونتيجة لذلك فإنه ربما وسّع من نفوذه البحري فاستولى عليها. ولذلك عندما وصل الإسلام إلى عمان، ودخل أهلها فيه وفي مقدمتهم وعلى رأسهم الملك جيفر بن الجلندى وأخوه عبد، أخذ جيفر يبعث رسله إلى كل أنحاء عمان يخبرهم بالإسلام ويأمرهم بالدخول فيما دخل فيه، ولا شك أن مهرة وسقطرى شملتهما تلك الدعوة، واستمراراً على ذلك فإن الإمام الجلندى بن مسعود أول إمام بعمان، قام بأخذ الجزية من النصارى على رؤوسهم، إلى أن حدث ما حدث من بعض النصارى فيها من انقلاب متعاونين مع احتلال نصراني حبشي على والي الإمام الصلت بن مالك الخروصي في القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي وقتل الوالي وعدد من جنوده ومن العمانيين، الأمر الذي حمل الإمام على تجهيز أسطول مكوّن من أكثر من مائة سفينة على وجه السرعة فتمكن من استعادة السيطرة عليها وإخضاعها للدولة العمانية.
طريق الحرير
فيما تناولت الورقة الثالثة للباحث الأستاذ الدكتور مارك هورتون من جامعة بريستول بريستول البريطانية، بعنوان ” استكشاف طريق الحرير البحري الجنوبي جزر القمر، وساحل شرق أفريقيا وعمان 700-1200م” حيث حدد العمل الميداني الأثري الحديث أن التجارة البحرية لمسافات طويلة معقدة بين شرق أفريقيا وسلطنة عمان بدأت من حوالي 700م، وهي تمتد حتى جزر القمر وساحل موزمبيق ومدغشقر الشمالية، والعديد من الحفريات الرئيسية ومنها كميات من السيراميك والزجاج والخرز الزجاجي الخليج مكنت علماء الآثار من تحديد حجم واتجاه هذه التجارة والرحلات التي من شأنها أن تكون قد غطت أكثر من 6000 ميل (حوالي 10000 كيلومترا). فالباحث يكشف عن بعض من هذه الأدلة الجديدة لرحلات المسافات الطويلة، ووضعها في سياقها التاريخي، وعلى وجه الخصوص يؤكد أن الفترة الأولى كانت واحدة من فترات التجارة البحرية المكثفة ولمسافات طويلة مع أفريقيا مع المجتمع الإباضي في بلدة قنبولة Qanbalu))، التي يشير بعض العلماء أنها تقع في جزر القمر، ويؤكد مارك أن المصالح العمانية في ساحل جنوب شرق أفريقيا وجزرها كانت مرتبطة بمعرفة الطرق التجارية الاستوائية التي تربط الجنوب بجنوب شرق آسيا وإندونيسيا مع جزر القمر ومدغشقر، وخلال هذه الفترة قامت جزر القمر بدور الوسيط الذي ربط جنوب شرق آسيا وخارجها مع دول الخليج، وركز أيضا على اثنين من الاكتشافات منها غرق السفينة بيليتونغ وسيريبون، والذي أدى إلى هذا الفهم الأوسع للعولمة التجارة العالمية في أواخر الألف الأول الميلادي.
إمارة آل بوسعيد
وعنونة ورقة الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، أستاذ مشارك، بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، ” بإمارة آل بوسعيد في جزيرة موهيلي القمرية 185م -1898م” حيث تعد جزيرة موهيلي (Moheli) من أهم الجزر الأربع القمرية استقلالا، وأصغرها مساحة (290كم2)، ويطلق عليها الأوروبيون “الجزيرة الخضراء”. تقع في شمال قناة موزمبيق تعاقب على حكمها ممالك عربية هاجروا إلى تلك الجزر منذ العصور الأولى للإسلام. فالدكتور الهاشمي القاء الضوء على حكم السيد سعيد بن محمد وأولاده جزيرة موهيلي، وإلى أي مدى فرضوا سلطتهم في ظل الأطماع الفرنسية على الجزيرة، ولتحقيق هذا الهدف عالجت الورقة الموضوع في مبحثين، أولها الأسباب التي أوصلت السيد سعيد بن محمد إلى الجزيرة وزواجه من صاحبة السمو فاطمة بنت عبد الرحمن رومانيتكا الملغاشي، وثانيهما كيف نجح سعيد بن محمد أن يحكم الجزيرة ثم أبنائه من بعده في ظل الأطماع الفرنسية.
طرق التجارة
اما الورقة الخامسة للأستاذ الدكتور كزافييه لوفان، أستاذ اللغة العربية والأدب العربيبجامعة بروكسل الحرة بلجيكا، جاءت بعنوان “التواجد القُمُري بالكونغو في فترة ما قبل وبداية الاستعمار (القرن التاسع عشر – 1908): دور طرق التجارة العُمانية” سلط الباحث الضوء على تواجد القُمُريين في الكونغو مُنذ البدايات الأولى لتوسع المجتمعات الإسلامية به خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والدور الذي لعبته كل من عُمان وزنجبار في حركة الهجرة هذه، حيث أن القُمُريين كانوا يعملون بصفة عامة مع التجار العُمانيين والسواحليين في شرق ووسط أفريقيا، كما أقاموا في زنجبار حيث ترسخت جالية قُمُرية، ويقول الباحث الدكتور كزافييه، هناك ما لا يقل عن ثلاثة أنواع من المصادر المختلفة التي تشير إلى وجود القُمُريين ضمن المجتمع الإسلامي في الكونغو خلال فترة ما قبل وفي بدايات فترة الاستعمار: منها المصادر التاريخية العربية والسواحيلية كالـ “المعيشة” لتيبو تيب المرجبي، والشهادات العُمانية التي جمعها كتاب “جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار”، لسعيد المغيري، وكذلك المصادر الاستعمارية الأوروبية (كتقارير ومقالات الملازم توباك)، وأخيراً المخطوطات العربية والسواحيلية التي عُثِر عليها في الكونغو والمحفوظة حالياً في بلجيكا، وفي واقع الأمر فإن بعض هذه المصادر تعطي تفاصيل كافية عن خلفية ونشاطات بعض الشخصيات القُمُرية في الكونغو، مثل محمد بن أحمد الذي رافق التجار العُمانيين الأوائل إلى شرق الكونغو عام 1860، وشانزي بن جمعة وعلي مشانغاما، أو مابيلانجا اللذين عملا بالنسخ والترجمة في خدمة التجار السواحليين والأوروبيين منذ عام 1890.
وفي الورقة السادسة “موروني: مدينة قمرية على تخوم الجزيرة العربية وأفريقيا” للدكتور أحمد أولاديي، محاضر بجامعة جزر القمر، تطرق من خلالها للفضل العماني لجزيرة موروني بما تزخر به من تراث ثقافي وحضاري، كما أنها تعكس شخصيتها من خلال عمارتها القديمة وحجارتها المتميزة وأزقتها الضيقة وأبواب أبنيتها الخشبية الثقيلة المنحوتة بعبارات قرآنية.
علاقة الثقة
واختتمت الجلسة الأولى بالورقة السابعة للدكتور طبيبو علي محمد مركز تشابنتيه الدولي للغات
غاتينو، بكندا، وعنونها ” السكان القمريين في زنجبار وأسرة البوسعيد العمانية (1832-1964)
علاقة قائمة على الثقة” قام الباحث بتحليل قضايا العلاقات الضاربة في القدم التي وحدت أسرة البوسعيد العمانية والسكان القمريين في زنجبار حتى عام 1964، كما ركز الباحث على الخصوصية التجارية بين الأمتين والتي مثلت فيها زنجبار نموذجا للعديد من القمريين. فبعد وفاة السيد خليفة بن حارب سلطان زنجبار قام المفكر والأديب أحمد قمر الدين، الذي كان يعمل حينها بمكتب وزير العمل مع رئيس حكومة جزر القمر، بتأليف لحن جنائزي أعرب من خلاله عن الأسى والحزن الذي انتاب سكان جزر القمر بسبب مأساة وفاة السلطان التي أصابت أسرة البوسعيد العمانية، ومنذ أن قام السلطان سعيد بن سلطان بفتح الباب أمام القمريين في زنجبار في عام 1832 قامت الحكومة المركزية ببناء علاقات قائمة على الثقة معهم، مما جعلهم موظفين يتمتعون بامتيازات خاصة، حيث كان لبعضهم دورا هاما في نقل المعرفة الدينية، في حين أن آخرين كانوا يعملون لتحقيق العدالة، وفي الوقت نفسه كان القمريون يتوافدون إلى زنجبار للتعرف على الإسلام، فمنذ القرن التاسع عشر أصبح أرخبيل زنجبار بمثابة مركز لنشر الإسلام. وقد حاز القمريون في عهد السيد خليفة بن حارب (1911-1960) على ميزات عديدة ومكانة سياسية عالية، حيث تم تعيين ثلاثة وزراء، ولم تشهد “الجاليات القمرية” في سلطنة زنجبار وتنجانيقا (دار السلام) حتى عام 1964 أي تهديد، بل عاشت بسلام مع شرائح المجتمع الأخرى من السكان (كالعرب والهنود والأفروشيرازيين)، على الرغم من أنهم شعروا بقربهم من الأفارقة ذوي الأصول العربية وذلك بسبب الروابط الدينية وغيرها، ولذلك فقد طالتهم يد حركة 12 يناير 1964 التي قادها جون أوكيلو (1937-1971)، كما طالت العرب في الأرخبيل أيضا، وتم سجنهم أو في أحسن الأحوال أجبروا على مغادرة الأرخبيل في عام 1965، فكانت مطاردة البوسعيد مرادفة لمطاردة القمريين والمتعاونين معهم من الهنود.
الجلسة الثانية
وفي الجلسة الثانية ترأسها الدكتور نور الدين محمد باشا، والتي قدم من خلالها سبع أوراق عمل، استهلت فيها الدكتورة الباحثة أسمهان سعيد الجرو، أستاذة التاريخ القديم المشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية جامعة السلطان قابوس، بعنوان “أرخبيل سقطرى: أهمية استراتيجية وتحديات دولية” ناقشت ا الدكتورة الباحثة الأهمية الاستراتيجية والبيئية لأرخبيل سقطرى اليمني، والتحديات الدولية التي واجهتها منذ العصور القديمة وحتى التاريخ الحديث. حيث تحظى جزيرة سقطرى بأهمية خاصة منذ العصور القديمة وحتى الوقت الراهن بسبب موقعها الاستراتيجي حيث تقع في الممر الدولي البحري الذي يربط بين دول المحيط الهندي بالعالم، بسبب ما تحظى به من تنوع بيولوجي مع الحياة النباتية والحيوانية الغنية والمتميزة وفي القرن الأول قبل الميلاد ذكر مؤلف كتاب “الطواف حول البحر الأريتيري عن جزيرة سقطرى أنها تتبع ملك حضرموت، وإن سكانها خليط من العرب والهنود والإغريق. وفي القرن التاسع الميلادي استنجد أهل سقطرى بإمام عُمان (الصلت بن مالك) لنصرة الإسلام وتحريرهم من النصارى الأحباش وتم لهم ذلك. وفي القرن السادس عشر الميلادي تعرضت جزيرة سقطرى للاحتلال البرتغالي، وفي عام 1876 احتلت بريطانيا جنوب اليمن، وغدت سقطرى محمية بريطانية إلى أن حصل على استقلاله عام (1967) بعد ذلك أصبحت سقطرى جزء من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتبع لمحافظة حضرموت.
الطليان والسفن العمانية
وقال ناصر بن سعيد بن العتيقي عضو الدراسات والمتابعة، بوزارة التربية والتعليم في ورقته الثانية والتي تناولت ” مصادرة الطليان للسفن العمانية في السواحل الصومالية” حيث سيطر الإيطاليون على السواحل الصومالية وسنوا القوانين التي تضمن سيطرتهم على المنطقة، ومن أهم القوانين التي سنوها منع تجارة الأسلحة في الصومال، وحادثة السفينة العمانية الخضرا تأتي كنموذج على نوعية تعامل سلطة الاحتلال الإيطالي مع السفن العمانية في تلك الفترة حيث تم اكتشاف وجود أسلحة في السفينة الخضراء من نوع البغلة التي يملكها مبارك بن خميس بن راشد التمامي العلوي من سكان صور. ويتناول مبحثين الأول تفاصيل الحادثة كما وردت في الوثائق، وأهم المراسلات التي تمت بين السلطان فيصل والقناصل البريطانيين في كلا من مسقط وعدن، وهي المراسلات التي تبين وقوف السلطان إلى جانب رعاياه ومطالبته بإرجاع حقوقهم، وانها الباحث ورقته بما أسفرت عنه حادثة السفينة الخضرا والتعويض الذي تم لمالك السفينة عن خسائره في تلك الحادثة، ومن خلال البحث قام الباحث بعرض لأهم الوثائق التي تناولت موضوع البغلة الخضرا وأسلوب السلطان فيصل في حل الموضوع بالاعتماد على دعم قناصل الدولة البريطانية، كما ذكر حوادث مماثلة تعرضت لها سفن عمانية في الصومال.
ساحل البنادر
من جانب اخر تحدث الباحث أحمد بن خلفان بن علي الشبلي عضو فني امتحانات وشؤون طلبة بالمديرية العامة للتربية والتعليم، في الورقة الثالثة ” دور كلا من إيطاليا وبريطانيا في اقتطاع ساحل البنادر (الصومال) من سلطنة زنجبار في نهاية القرن 19م” حيث شهد بداية العقد الثامن من القرن التاسع عشر للميلاد مرحلة جديدة من التنافس الأوروبي على منطقة أفريقيا الشرقية، فيما كان التنافس قبل ذلك محصورا على فرنسا وبريطانيا، دخلت كلا من ألمانيا وبلجيكا مدفوعتين بالرغبة في التوسع خارج القارة الأوروبية، كما سعت إيطاليا للحصول على موانئ لها مطلة على المحيط الهندي، وقد جاء مؤتمر برلين الذي عقد في الفترة من نوفمبر 1884 إلى فبراير 1885م، لينظم عملية تقسيم القارة الأفريقية بين المتنافسين الأوروبيين، بما فيها الأجزاء الشرقية منها، وعلى الرغم من أن قرارات مؤتمر برلين لم تقر لإيطاليا أي من أراضي شرق أفريقيا، والتي هي في الأصل ضمن أملاك سلطنة زنجبار، إلا أن الإيطاليين، وبالتواطؤ مع بريطانيا استطاعوا انتزاع ساحل البنادر الصومالي (مقديشو، وارشيخ، مريكه، براوة) من أملاك سلطنة زنجبار، وتأتي هذه الدراسة لتوضح الامتداد التاريخي لساحل البنادر الصومالي، وارتباطه السياسي والاقتصادي والديموغرافي بسلطنة زنجبار، موضحة في ذات الوقت أهم معالم السلطة والإدارة التي فرضتها عليها سلطنة زنجبار، ويستند الباحث في الدراسة على الشواهد الأثرية التي شيدتها على أرض البنادر، وكذلك الوثائق المتبادلة بين السلطات المحلية والسلطة المركزية في زنجبار بالإضافة إلى تقارير اللجان التي شكلتها الدول الاستعمارية لتحديد مناطق نفوذ السلطنة في البر الأفريقي، وتتبع الدراسة للخطوات التي اتخذتها كلا من إيطاليا وبريطانيا للسيطرة على ساحل البنادر، والذي توج بتوقيع السلطان خليفة بن سعيد سلطان زنجبار، لاتفاقية حق انتفاع كل من إيطاليا وبريطانيا بساحل البنادر في 3/8/1889م.
الولاة العمانيين
وقدم الباحث مالك بن سليمان العامري، المدير العام المساعد للمديرية العامة لتنظيم الوثائق، الورقة الرابعة بعنوان ” دور الولاة العمانيين في تعزيز الحضور العماني في مناطق القرن الأفريقي” ولاة دولة آلبوسعيد في دول القرن الأفريقي، وفيها يقول بإن توسع الدولة العمانية إلى شرق أفريقيا جاء بناء على طلب من سكانها، وذلك لمساعدتهم في طرد الاستعمار، وتعد فترة دولة آلبوسعيد الماجدة أزهى فترة للوجود العماني في شرق أفريقيا، مما أدى إلى الاستقرار السياسي للوجود العماني صاحبه وجود إدارة محلية متمثلة بالولاة ومعاونيهم. وتكمن أهمية الدراسة في كونها تكشف الدور الكبير الذي قام به الولاة في توطيد النفوذ العماني في مناطق القرن الأفريقي، وأهم الأعمال التي قاموا بها، وذلك من خلال القراءة التاريخية التحليلية الوصفية للوثائق والمخطوطات والكتب التي ترصد ذلك خلال فترة دولة آلبوسعيد، ومن أهم النتائج التي استخلصها الباحث بأن أسلوب الولاة في إدارة شؤون تلك المناطق وطريقة حكمهم وما يتسمون به من صفات كان له دور كبير في تقبل الشعب الأفريقي للوجود العماني والتمسك به والولاء له، واعتناق الإسلام في تلك المناطق خلال تلك الفترة.
بات النبهانية
وفتشت الباحثة الغالية بنت سالم المغيرية، من جامعة السلطان قابوس، في الورقة الخامسة ” سلطنة بات النبهانية في شرق أفريقيا” على دور النباهنة العُمانيين في نشر الدعوة الإسلامية في مستوطنة بات بأرخبيل لامو (كينيا حاليا)، وأوضحت من خلالها طرقهم وأهمية نشرهم للإسلام في تلك المنطقة الأفريقية، حيث شهد التاريخ اتصال عُمان بشرق أفريقيا منذ القدم، وتوالت الهجرات العُمانية للشرق الأفريقي نتيجة معرفة العُمانيين بالطريق إليها، إضافةً إلى وجود علاقات تجارية ضاربة بين الطرفين منذ الأزل، وكانت قبيلة النباهنة هي إحدى القبائل التي هاجرت إلى شرق أفريقيا منذ أوائل القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي، حيث أقامت تلك القبيلة سلطنة إسلامية لها في ( بات) في أرخبيل لامو (كينيا حاليا) وظلت موجودة حتى عام 1861م، حيث أقامت هذه المستوطنة تزامنا مع الحكم النبهاني لعُمان، وتولت حكم جانب كبير من هذا الساحل الأفريقي، أقام النباهنة حكما مستقلا خاصا بهم واستطاعوا إخضاع العديد من المدن الساحلية الواقعة شمالي (بات)، وقد نشطت الحركة التجارية في مستوطنة بات ازدهارا كبيرا، وشهدت تطورا حضاريا تمحور حول مجالات عدة منها الجانب المعماري والثقافة والعلوم واللغة والأدب، فانتشرت اللغة العربية (لغة حكامها) بجانب اللغة السواحلية (لغة السكان الأصليين)، وذلك بدوره ساعد على انتشار الإسلام بين السكان المحليين. ولم يكن أمر نشر الإسلام بالأمر الهين ولكن الإصرار والعزيمة التي أبداها العُمانيون تجاه أهل المستوطنة، بالإضافة إلى الاندماج والتزاوج بين الجانبين ساعد على رفع راية الإسلام في تلك المنطقة. اتخذت الباحثة المنهج البحثي الوصفي في دراسة هذا الموضوع.
عمان الحضارة
واختتم اليوم الأول من المؤتمر بجلسة الأستاذ الدكتور أمجد يوسف علي مدرس مادة التاريخ، معهد الإرشاد الثانوي بجمهورية القمر المتحدة بعنوان “سلطنة عمان ودورها في منطقة شرق أفريقيا جزر القمر نموذجا” وفيها يقول بإن عمان عاشت ولم تزل منذ قدم التاريخ مركزا حضاريا وتجاريا وبحريا واستراتيجيا بسبب ما هباها الله من موقع استراتيجي حيوي ربط بين العالم العربي والأفريقي خاصة منطقة شرق أفريقيا منذ وقت مبكر، وفيها هدف الباحث إلى إبراز الدور الكبير الذي لعبته سلطنة عمان في جزر القمر، خاصة في المحور التاريخي والسياسي. وتشمل هذه الورقة المحاور التالية.
جلسات الغد
تتضمن فعاليات الغد للمؤتمر “علاقات عمان بدول القرن الافريقي” جلستان بواقع 16 ورقة عمل، تبدأ في الثامنة والنصف صباحا بتوقيت العاصمة القمرية موروني، وتستمر حتى الثانية والنصف، وستتطرق أوراق اليوم إلى عناوين عديدة، منها: جسور العلاقات التاريخية بين عمان وجزر القمر، و الأثر الفرنسي في علاقة عمان بدول القرن الأفريقي، و دور السلاطين وعلماء عمانيين في تنشيط الحركات العلمية في دول شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، والعمانيون في جزر القمر وأبعاد الأثر والتأثير، ودراسة أهمية المدن التي أسسها المهاجرون العمانيون بشرق أفريقيا
ودول القرن الأفريقي.
المعرض الوثائقي
يحتوي المعرض على أكثر من 200 وثيقة تجسد علاقة السلطنة بدول القرن الافريقي الى جانب صور ووثائق تتعلق بارتباط السلطنة بجمهورية القمر المتحدة، و15 مخطوط، وعدد من الصور والخرائط إضافة إلى مجموعة من المخطوطات العمانية القديمة تتناول حقب زمنية وتاريخية مختلفة بداية من القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين، التي بدورها تعكس جوانب مضيئة من الحضارة العمانية العريقة في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلاقات الشراكة الدولي التي تربط السلطنة بدول العالم المختلفة، بالإضافة الى عرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والسواحل العمانية وخرائط للمدن، مثل خريطة توضح ساحل عمان طبقا لرحلة استكشافية قامت بها سفينة هولندية (ميرلات 1666)، ويشمل المعرض أيضا على صور الزيارات الرسمية بين سلطنة عمان وجمهورية القمر المتحدة، كما يشمل المعرض على نماذج من المخطوطات العمانية القديمة التي تتحدث مواضيعها عن الفلك والفقه وغيرها من المواضيع مثل مخطوط (مسالك الابصار في ممالك الأنصار 1408م)، كما يشمل أيضا على مقالات تاريخية للصحف العالمية التي تتحدث عن عمان وسلاطينها و الحياة الاجتماعية فيها ، الى جانب عرض مجموعة من الصور لبعض الإنجازات في السلطنة منها ابرز المشاريع الاقتصادية والمواقع الاثرية و السياحية، والصناعات التقليدي والفنون الشعبية وأيضا صور عن اسهام المرأة العمانية في مسيرة التنمية في جميع المجالات. وصور توثق العلاقة التي تربط عمان وجمهورية القمر المتحدة وكذلك علاقة عمان مع دول القرن الافريقي، ناهيك عن علاقتها مع الدول الاوربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا وعلاقة عمان مع الهند وامريكا وتركيا وإيران وروسيا وغيرها من الدول في مختلف انحاء العالم.