تبلــورت أهميــة الاعتنــاء بالوثائــق فــي ســلطنة عمــان منــذ عــدة ســنوات وذلــك بهــدف إنشــاء وتكويــن رصيــد وطنــي يــؤدي إلــى مرحلــة جديــدة للتعامــل مــع الوثائــق وفــق المواصفــات والمقاييــس المعمــول بهــا فــي هــذا المجــال ، ويمثــل الاهتمــام بالبعــد التراثــي والثقافــي تجســيدا لهــذا التوجــه المباشــر مــن قبــل مؤسســات الدولــة لدعــم قطــاع الوثائــق والمحفوظــات وتطويــره.
وقــد تبنــت الســلطنة مــن خــلال هــذا التوجــه رؤيــة تقــوم علــى بنــاء نظــام عصــري للوثائــق يرتكــز علــى النظــرة الشــمولية ، حيــث يهتــم بالوثائــق منــذ نشــأتها وعبــر المراحــل التــي تمــر بهــا مــن خــلال تبنــي نظريــة الأعمــار الثــلاث للوثائــق بالجهــات المعنيــة بمــا يجعــل الملفــات والوثائــق التــي تنشــأ فــي التقســيم الإداري المعنــي خــلال الفتــرة الجاريــة تنتقــل إلــى مرحلــة ثانيــة يعبــر عنهــا بالفتــرة الوســيطة يتــم فيهــا الرجــوع إلــى الوثائــق كلمــا كانــت هنــاك حاجــة إدارة لذلــك لينتهــي بهــا المصيــر النهائــي إلــى فتــرة مواليــة تتعلــق ســواء بحفظهــا حفظــا دائمــا فترحــل إلــى هيئــة الوثائــق والمحفوظــات الوطنيــة أو يكــون مصيرهــا النهائــي الإتــلاف لانتهــاء الحاجــة الإداريــة لهــا و انتفــاء قيمتهــا الشــاهدية والتاريخيــة.

تماشــياً مــع مفهــوم النظــام العصــري لإدارة الوثائــق ولتبنــي الســلطنة لمنظومــة وثائقيــة متطــورة تراعــي مختلــف الجوانــب الإداريــة والبيئيــة والأمنيــة تتعلــق بحمايــة المعلومــات والوثائــق المصنفــة مــن حيــث نشــأتها وتداولهــا وحفظهــا والتخلــص منهــا ، وكذلــك مراعــاةً للاتفاقيــات الدوليــة المتعلقــة بســلامة البيئــة والمنــاخ والحــد مــن الانبعاثات المضــرة بالبيئــة نتيجة الممارســات الخاطئــة علــى الطبيعــة ، مــن هنــا تبلــورت فكــرة إنشــاء معمــل الإتــلاف الآمــن للوثائــق بهيئــة الوثائــق والمحفوظــات الوطنيــة فــي إطــار رؤيــة استشــرافية تــم التخطيــط لهــا منــذ فتــرة طويلــة لتأميــن عمليــات الإتــلاف الآمــن للوثائــق لجميــع مؤسســات الدولــة .

ويعــد معمــل الإتــلاف الآمــن مشــروعاً حكوميــاً، يقــوم بتقديــم كافــة الحلــول وخدمــات الإتــلاف الآمــن للوثائــق الورقيــة و الأوعيــة الإلكترونيــة ومــا يشــابهها لكافــة الجهــات والمؤسســات الحكوميــة و الشــركات والمؤسســات الخاصــة و الأفــراد حســب الإجــراءات القانونيــة والإداريــة المتبعــة فــي ذلــك باســتخدام أحــدث التقنيــات والتكنلوجيــا العصريــة فــي مجــال عمليــات الإتــلاف الآمــن مــع مراعــاة كافــة معاييــر الدقــة والســرية وذلــك تماشــياً مــع توجهــات الحكومــة الرشــيدة فــي مجــال تعزيــز أمــن المعلومــات والمحافظــة علــى البيئــة العمانيــة ،