الهيئة توقع مذكـــرة تفـــاهم مع المكتبة الوطنية بالمملكة الأسبانية
29 أكتوبر، 2013
اعتماد نظام إدارة الوثائق الخصوصية بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة 7/1/2014
7 يناير، 2014
المعرض الوثائقي الرابع
17 نوفمبر، 2013

(المعرض الوثائقي الرابع)

من 17 نوفمبر إلى 22 نوفمبر 2013م

في مسقط ( الجمعية العمانية للفنون التشكيلة )

 

عمان الحضارة والتاريخ التليد

هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تنظم المعرض الوثائقي الرابع

  • سعادة الدكتور: الهيئة شرعت في الإعداد لمعرض وثائقي دائم يحكي تاريخ عمان على مر العصور.
  • مالكو الوثائق : المحافظة على الوثيقة أمر واجب على كل أبناء الوطن.
  • المعرض: يضم ما يزيد عن 500 وثيقة وصور نادرة وخرائط وعملات وطوابع.

 

افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الوثائقي الرابع بالسلطنة وحفل تكريم الدفعة الرابعة من المواطنين المبادرين في تسجيل وثائقهم الخاصة، وذلك تحت رعاية معالي محمد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، ويأتي ذلك تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثالث والأربعين المجيد، وسعيا من الهيئة في إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة حيث استمر المعرض من 17 – 22 نوفمبر 2013م بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالقرم.

في بداية الحفل استهل بخير الكلام آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها قدم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة الهيئة قال فيها” يشرفنا أن نرحب بكم أجمل ترحيب ونحييكم تحية طيبة مباركة وإنه لمن دواعي سرورنا وامتناننا وتقديرنا للمواطنين الكرام الذين أولو إرثهم التاريخي والحضاري عناية خاصة وأهتماماً ينبع من الإدراك القائم على ضرورة المحافظة على ما أنجزه الإنسان العماني في مختلف مجالات الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية وإسهامه في البناء الحضاري الإنساني لتشكل تلك الانجازات العمانية على مر العصور والدهور تاريخاً حضارياً تليداً تحكي شواهده وآثاره وسجلاته ورسوماته ومبانيه قصة تاريخ حافل بالبطولات والإنجازات الحضارية وما نجده اليوم من آثار وقلاع وأدوات تنطق شاهدة لأحداث جرت ولجولات وصولات وقعت وما تلك المدافع في القلاع والحصون إلا لها حدث وحكاية تنطق عن الإنسان العماني الذي اشتراها للدفاع عن حوض الوطن ودق معاقل الأعداء أو استولى عليها من الغزاة وأعاد استخدامها وكل وتد أو مرابض خيل أو مرسى سفن كلها تاريخ يتذكره الإنسان العماني وكل مخطوط وكتاب تتناقله الأجيال وتنهل من معارفه لتؤكد بكل فخر واعتزاز بأن الإنسان العماني هو حاضر في وجدان الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعا.

كما قال سعادة الدكتور: إن عمان بمختلف مسمياتها في العصور الغابرة ظلت حاضرة في الكتابات السومرية والبابلية والآرامية والفرعونية وغيرها بجغرافيتها وامتداداتها التاريخية فــي قلب الحدث التاريخي لكل الحقب الزمنية وكل عابر لجغرافيتها يستوقفه تاريخها أرضاً وبحراً وسماءً وأعلاماً وأقواماً لتشكل معاً حضارة إنسانية تمد بالمحبة والوئام والسلام وتدعو أبناءها من المؤرخين والباحثين وأساتذة الجامعات للعمل معاً من أجل إيلاء مزيد من البحوث والدراسات عن عمان تاريخاً وحضارة وتواصلاً إنسانياً مع العالم أجمع حظيت به عمان وشعبها وامتد هذه الاتصال ليصل في هذا العهد إلى أعلى المراتب السامية في التعاملات الإنسانية   والعلاقات الدولية مما يجدر بنا الإسهام في البحث والدراسة عن العلاقات وأنماطها بين عمان ودول العالم بل يتوجب العمل سوياً مع الباحثين والدارسين في المنطقة لدراسة القواسم المشتركة لهذا التاريخ المشترك وتقديمه للاستفادة من مكوناته والوقوف على إنجازاته .

وأكد سعادته بأن الهيئة تعمل على مد نشاطها والتوسع في برامجها سعياً نحو جمع الوثائق التي تخص عمان وتاريخها وعلاقاتها وتواصلها مع دول العالم وفي سبيل ذلك تعمل سوياً مع الجهات المختصة في وزارة الخارجية الموقرة لبناء علاقات عمل مع تلك الأرشيفات ودور الوثائق في العمل معها في إقامة الأنشطة المشتركة في مجالات الدراسات والبحوث والمعارض الوثائقية والندوات العلمية وسنمضي قدماً مع دول العالم في هذا الاتجاه الذي لاقى ترحيباً من الأرشيفات والجامعات في عدد من الدول الأوروبية والأفريقية والعربية فضلاً عن الوثائق العامة لدى الجهات المعنية التي سنشرع العام القادم ضمن برنامج وخطة عمل لفرزها ونقلها كوثائق تاريخية لدى الهيئة وأطلقت الهيئة هذا العام مشروعاتها في مجال التاريخ المروي الشفاهي من خلال المقابلات مع شخصيات كانت لها إسهامات متعددة مرت بأحداث ونقلت وقائع واكتسبت خبرات ستبقى جانباً مهماً من التاريخ وهو ماندعوا المواطنين للتجاوب مع هذه الذاكرة الوطنية فالقانون كفل لها الحقوق ونظم آليات العمل في هذا المجال فـــأتوجه بـــالتقدير لأولئك الــذين أدلـــو بشهاداتهم ومقابلاتهم لدى الهيئة وأنها مناسبة مباركة ونحن نحتفل سوياً بافتتاح المعرض الوثائقي الرابع الذي يقام في إطار سنوي بجانب المعارض المتعددة التي تقيمها الهيئة داخلياً وخارجياً والذي أعتدنا فيه لنقف في احتفالاته لاستعراض توجهات الهيئة وتطلعاتها ولنشيد بالجهود التي بذلها العاملون فيها وتقديم الشكر وتكريم المواطنين الكرام الذين سجلوا وثائقهم لدى الهيئة فلهم منا الشكر والتقدير وفي هذا الصدد وإدراكاً لأهمية المعارض في نقل الصورة الحضارية والتاريخية لعمان فإن الهيئة شرعت في الإعداد لمعرض وثائقي دائم يحكي تاريخ عمان علي مر العصور يتناول الإسهام العماني وآثاره ومعالمه وسيكون المعرض فرصة متاحة لاستقبال ضيوف سلطنة عمان فضلاً عن إمكانية إدراجه في الخارطة السياحية لاطلاع الأفواج السياحية الزائرة وعموم أفراد المجتمع .

وذكر سعادة الدكتور رئيس الهيئة : بأن تنظيم هذا المعرض الوثائقي يأتي وبلدنا العزيز يحتفل بالعيد الوطني المجيد سيتذكر فيه الشعب العماني الإنجازات المتوالية والمتواصلة بكل فخر واعتزاز ولندعو المولى جلت قدرته أن يحفظ مولانا جلالة السلطان المعظم ويمد الله في عمره أعواماً عديدة وعمان تمضي قدماً تحت قيادته الحكيمة نحو التقدم والرخاء والازدهار ، فكل عام وأنتم بخير وفي الختام يُشرفني أن أتقدم لمعالي / محمد بن سالم التوبي الموقر وزير البيئة والشؤون المناخية بخالص الشكر وعظيم التقدير على تفضله برعاية الحفل كما أتوجه بالتقدير للموطنين الكرام الذين بادروا بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة وتحية خاصة إلى الأخوة والأخوات في الهيئة على ما يقدموه من جهد وعمل لخدمة وطنهم والشكر موصول لمن تكرم وتشرفنا بحضوره ومشاركتنا هذا الحفل”.

بعدها قدم الفاضل سالم بن رشيد الناعبي كلمة نيابة عن مالكي وحائزي الوثائق الخاصة تحدث فيها عن أهمية تسجيل وثائقه الخاصة وعن القيمة التاريخية للوثائق المتجمعة لدى أفراد المجتمع حيث قال ” لكل أمة قامت على مجد عريق تاريخا يتحدث به الزمان، وتتلو بسؤدده صحائف البلاغة والبيان، لتبقى واضحة للعيان، صارخة بعزه بكل مكان، ولعمان تاريخها الخالد، لا يزال يتحدث في كل كتاب، ويتلألأ في كل وثيقة وخطاب، ويتجلى في كل مخطوط تعاقبته الدهور والأحقاب.

وفي كل بيت عماني لا تكاد تخلو روزنة من صندوق تختبئ به وثائق تبقى بينما تبلى حولها كل أوراق الروزنامة، ويظل العماني مفتخرا ومقدرا لتاريخه ومجده يتوارثه جيلا بعد جيل وحينما أشرقت شمس النهضة وضعت أنوارها على هذا الإرث العريق، ومسحت عنها عيثر الزمان وغبار التاريخ، لتكون جديدة للناظرين عتيدة في سطور الخالدين عنيدة بوجه الزمان لا تلين، فأشرقت صباحا عمانيا أصيلا تقرأه بفخر عيون الوطن .

وأكد الناعبي بأن لا شك أن المحافظة على الوثيقة أمر واجب على كل أبناء الوطن يقفون مع قيادته في صف واحد يحملون الوثائق ويحمونها، ولذلك كانت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لا تألو جهدا للقيام بهذا الواجب على أكمل وجه وأجمل توجيه، وذلك باتصالها المباشر والدائم مع المواطنين عن طريق فريق قسم الوثائق الخاصة الذين يحملون على عاتقهم حقائب المجد الحافظة لهذا الميراث الوطني الخالد يجوبون الجبال، ويقطعون السهول والتلال، سعيا وراء وثيقة ، أو سفرا وراء مخطوط، وكلهم أمل كبير بأن يصلوا بأسرع وقت ممكن لإنقاذ هذا الإرث من التلف أو الضياع”.

بعدها قدمت فقرة ترفيهيه تمثلت في مشهد مسرحي قصير امتزج بين الرسالة الهادفة التي تسعى الهيئة إلى إيصالها من خلال هذا المشهد والحس الفكاهي الذي لامس براعة ممثلي فرقة مسرح الدن للثقافة والفن عبر التمثيلية التي سردت قصة رجل مسن يمتلك مجموعة قيمة من الوثائق ولكنه يرفض السماح لموظفي الهيئة بأن يأخذوا نسخ منها أو ترميمها او عمل أي شيء لها اعتقادا منه بأنها ملكية خاصة له ولا يحق لأي أحد التدخل او المساس بها وخلال المشهد كذلك يظهر صديق الرجل المسن ليقف في صفه رافضا لتدخل الهيئة رغم محاولة ابن الرجل المسن أن يقنع والده وصديق والده إلا أنه يفشل بسبب عدم امتلاكه المعلومات الكافية عن الهيئة، ثم بعد ذلك يحضر موظف الهيئة وهنا تظهر براعة وذكاء الموظف الشاب في كيفية تغيير رأي هذا الرجل المسن وصديقه وإقناعه بأسلوب طيب وعلمي في نفس الوقت ليبين للمسن بأن ما ترغب الهيئة في عمله هو صيانة الوثائق لتبقى له ولعائلته وللوطن وللأجيال القادم ويستفاد منها للبحث العلمي وتبقى جزءاً من ذاكرة الوطن كما أن الهيئة تأخذ من الوثيقة نسخة طبق الأصل وتسترجع الوثيقة الأصل لمالكها.

وبعد الفقرة الترفيهية ألقى الشاعر الشيخ علي بن عبدالله بن ناصر الزعابي من ولاية شناص قصيدة شعرية بعنوان المعرض الوثائقي الرابع، لامست أسماع الحضور بجمالية أبياتها وحسن إلقائها.

وقبل ختام الحفل قام معالي وزير البيئة والشؤون المناخية راعي الحفل بتكريم المواطنين المبادرين بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة، كما تم تكريم المشاركين في الحفل والمؤسسات المتعاونة مع الهيئة التي ساهمت في إنجاح وتغطية هذا الحفل وبعدها قام معالي راعي المناسبة بافتتاح المعرض الوثائقي الرابع، تجول والحضور في جميع جوانب المعرض وأقسامه المختلفة.

حيث أتى هذا المعرض بشعار مصمم بطريقة تنسجم مع أصالة التاريخ الذي تكون منها المعرض الوثائقي الرابع، والذي تضمن زخرفة إسلامية قديمة تدل على استخدام العمانيين للزخرفة الإسلامية تاريخيا، وكذلك شعار السلطنة الذي يمثل انتماء الهيئة و ما تضمه من وثائق عمانية، كما يضم الشعار أيضا على تدرجات الألوان المستوحاة من شكل الوثيقة التاريخية والتي تعبر عن ما يحويه المعرض من وثائق عمانية قديمة مستمده من عبق التاريخ الحضاري للسلطنة، واحتوى أيضا الشعار على اسم وتاريخ المعرض، كما استوحي للمعرض شعار لفضيا خُطت عبارته من روح المعرض الوثائقي الرابع “عمان الحضارة والتاريخ التليد” والذي يحكي سطورها أروقة وجنبات المعرض المختلفة.

فالدور الذي تقوم به الهيئة في تكوين رصيد وثائقي يشكل جزءا أساسيا من الذاكرة الوطنية، ويعد بعدا تاريخيا بحثيا بما توفره الوثائق من مادة مهمه وشاهد حي يستدل به الباحثين والدارسين والمهتمين في تاريخ الوطن في بحوثهم ودراساتهم المختلفة. حيث تشكل المعارض جزءا مهما وشكلا من أشكال اطلاع هذه الوثائق للمجتمع بكل فئاته، وتسعى الهيئة إلى إبراز هذا المخزون الوثائقي الذي تزخر به السلطنة والذي يمثل مدخلا أساسيا لقراءة الحضارة والتاريخ العماني الأصيل في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفكرية، فالمعرض الوثائقي الرابع يأتي بعد عدد من المعارض الوثائقية المحلية والدولية والتي كان لها أثر كبير في تعريف الزوار بالدور الحضاري والتاريخي للسلطنة على المستويين المحلي والدولي ، كما يأتي هذا المعرض تباعا في سنته الرابعة بعد النجاحات التي شهدتها المعارض السابقة في ذات الفترة التي تحتفل فيها السلطنة بالعيد الوطني المجيد من كل عام، وتنظم الهيئة المعرض الوثائقي الرابع ليكون استمرارا للنجاح المنجز وليستفيد منه الباحثين والدارسين والمهتمين من المخزون المتجمع لدى الهيئة، وانطلاقا من الرسالة السامية التي تسعى الهيئة إلى تحقيقها في المجتمع. كما أن المعرض الوثائقي الرابع سيضم ما يزيد عن خمسمائة وثيقة وصورة تاريخية نادرة بالإضافة إلى الخرائط والمخطوطات التاريخية والعملات والطوابع، حيث سينقسم المعرض إلى مجموعة من الأقسام المختلفة وهي، ركن الأئمة والسلاطين ، وركن عمان والعالم والذي يوضح العلاقات الدولية بين السلطنة وبقية دول العالم المختلفة، وركن الوثائق الخاصة “وهي الوثائق التي يمتلكها المواطنون وتم تسجيلها لدى الهيئة”، وركن الصور التاريخية والخرائط القديمة التي توضح المدن والقرى والموانئ والبنادر التي تجوب بها السفن العمانية، والتي تبين مدى أهمية تحديد المسارات البحرية التي تربط عمان والمحيط الهندي وشرق أفريقيا والجزيرة العربية والمناطق الآسيوية ومدى حجم التبادل التجاري بين عمان ودول العالم، و ركن وثائق الأصول والذي يشمل المراسلات وعقود البيع والشراء والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والوصايا وبعض الأوسمة والتهاني وغيرها. وركن يضم العملات والطوابع، وركن للمخطوطات القديمة، وركن لبناء نظام إدارة الوثائق في الوحدات الحكومية والذي يوضح منظومة العمل وأهمية إرساء هذا النظام العصري لحفظ الوثائق ، وركن الترميم والتعقيم يشرح من خلاله طرق الترميم الحديثة وتوضح فيه خطوات الترميم الآلي واليدوي، وركن للتاريخ الشفوي والذي تسعى الهيئة من خلاله إلى توثيق وحفظ التاريخ المروي الذي يمثل جزءا من الذاكرة الوطنية إلى جانب الوثيقة المكتوبة، حيث سيقدم فيه فريق عمل متخصص ومدرب في مجال التاريخ الشفوي شرح عام حول دور المشروع في منظومة الهيئة لحفظ جانبا من الإرث والمخزون العلمي والثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والأدبي الذي تختزنه الذاكرة البشرية. وسيكون المعرض فرصة لأفراد المجتمع والباحثين والدارسين للوقوف على ما يتضمنه من وثائق مختلفة، وسيشكل نقله أخرى من خلال ما سيعرض فيه من وثائق مختلفة ولفترات زمنية تمثل جانبا من تاريخ عمان التليد، ولهذا سيكون المعرض مجالا رحبا لدعوة المواطنين وحثهم على المبادرة بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة.