الهيئة من المنجزات الهامة للنهضة
23 يوليو، 2014
معرضا وثائقيا بطشقند تنظمه الهيئة
19 أغسطس، 2014
الهيئة تدخل جهاز حديث لتعقيم الوثائق
14 أغسطس، 2014

 

 

 

تعقيم خمسة ملايين وثيقة سنوياً

هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تدخل جهاز حديث لتعقيم الوثائق

السلطنة أول دولة في الشرق الأوسط تمتلك هذه التقنية المتقدمة والرابع عالميا

الجهاز يمثل نقلة نوعية عن المستويين التقني والصحي ويستخدم مواد صديقة للبيئة

 

دشنت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية جهاز BM-150 الحديث لتعقيم الوثائق، وتعتبر السلطنة بذلك الأول على مستوى الشرق الأوسط في امتلاك جهاز من هذا النوع والرابع على مستوى العالم بعد لتوانيا وماليزيا واليابان، ويأتي ذلك في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة في إدخال أحدث الأنظمة والمعدات التي تدعم مجال عملها بمختلف مجالاته العلمية والفنية، حيث أن الوثائق تعد من أهم مصادر الذاكرة الوطنية للبلاد، كما أن العناية بها والحفاظ عليها يعد من أولويات العمل في الهيئة، ونظراً لما يشكله تعقيم الوثائق وتنظيفها من أهميته في الحفاظ على الوثائق من الإصابة بالحشرات والفطريات، ومن أجل بقاء هذه الوثائق صالحة للأجيال القادمة، فقد قامت الهيئة بدراسة هذا الموضوع بعناية دقيقة لما تمثله من أهمية، فقد قامت بزيارة مؤسسات دولية مماثلة وإجراء الفحوصات والتجارب على الوثائق العمانية، فقد تم الاتصال بالمؤسسات الوثائقية في كل من العراق وجمهورية التشيك وكوريا، وبعض الجامعات الكورية وبعض المؤسسات التي تستخدم أجهزة تعقيم الوثائق إلى أن استقر الرأي بعد التحليل والمقارنة ونتائج الفحوصات التي أجريت إلى اقتناء جهاز BM-150من كوريا الجنوبية والذي يعد (نقلة نوعية عن المستويين التقني والصحي تضاف إلى رصيد الهيئة )، حيث يتميز هذا الجهاز بتقنيات عالية التطور، متعددة العمليات، كما تتميز المادة المعقمة بأنها صديقة للبيئة بفضل تقنية النانو إضافة إلى سرعة جودة أداء الجهاز وسهولة نقل الوثائق عبر عربات مخصصة للوثائق .

كما أن بإمكان هذا الجهاز تعقيم 60 ألف وثيقة في كل دورة وبواقع تشغيل الجهاز مرتين أسبوعياً، ستتمكن الهيئة من تعقيم 120 ألف وثيقة أسبوعياً و480 ألف وثيقة شهريا وخمسة ملايين وثيقة سنوياً.

تتم عملية تعقيم الوثائق في ثلاث محاور رئيسية، أولها القضاء على الآفات الحشرية والفطريات الموجودة بالوثائق وأوراق المخطوطات وأغلفتها الجلدية، والتي يسبب بقاؤها وعدم مكافحتها مع مرور الوقت الإتلاف الكامل لها، وقد تنتقل  تلك الإصابات إلى مخطوطات ووثائق أخرى سليمة، وثانيا الحرص الشديد على صحة  كل من يتعامل مع الوثيقة سواء موظفي الهيئة أو الباحثين والمتداولين لها، وثالثا المراقبة المستمرة للوثائق والبيئة المحيطة بها والبيئة التي ستحفظ بها، كما تتكون منظومة  التعقيم من ثلاث مراحل وهي أخذ مسحة زراعية لمجموعة الفطريات والبكتيريا والحشرات الموجودة على الوثائق المراد تعقيمها قبل وبعد انتهاء عملية التعقيم وكل هذا يتم في معمل الأحياء، وكذلك تعقيم الوثائق والبيئة المحيطة بها، و تنظيف الوثائق من الغبار وبقايا الفطريات والبكتيريا والحشرات بعد انتهاء عملية التعقيم، كما أن عملية التعقيم تتطلب وجود أماكن مهيئة لعملية التعقيم وبموصفات خاصة حتى يتم من خلالها وضع الأجهزة المساعدة في عملية التعقيم.

وحول هذا الموضوع عبر المدير العام للمديرية العامة لتنظيم الوثائق عبد المحسن بن سعيد الهنائي عن أهمية تدشين الجهاز في الخدمة وقال يأتي ذلك تحت الرؤية الشاملة من مجلس الإدارة حول تزويد الهيئة بأحدث الأجهزة والمعدات التي من شأنها بأن ترتقي بالعمل وتساعد على حفظ وتأمين الوثائق من التلف، حيث تم التنسيق مع الشركة الكورية الجنوبية بعد مفاوضات وجلسات دولية قام بها فريق العمل من خلال زياراته لمختلف البلدان ذات الريادة في هذا المجال أستمرت لعامين، بعدها تم عمل مجموعة من الاختبارات والتجارب على الجهاز بما يتناسب مع طبيعة الوثائق العمانية ومدى تجاوبه مع مختلف المواد حتى تم انتقاء الشركة الكورية لتزويد الهيئة بالجهاز لتعقيم الوثائق ا قبل مرورها بمراحل عديده قبل حفظها.

وأضاف الهنائي بأن الكادر الوظيفي بالهيئة سيمر بمرحلة من التدريب والتأهيل في كيفية التعامل واستخدام الجهاز بالطريقة السليمة علاوة على تقديم الدعم الكامل من الشركة المصنعة للجهاز من خلال تقديم شرح مفصل للموظفين المستهدفين الى جانب الحاقهم بمجموعة من النظرية والعملية منها الداخلية وأخرى خارجية في مختلف البلدان.

 

 

من جانبه قال يونج جو بارك الخبير الفني بالشركة المصنعة يعد هذا الجهاز صديق للبيئة وهو الأول من نوعه (المواد المستخدمة عبارة عن مواد مستخلصة من الطبيعة)، حيث يمتلك هذا الجهاز القدرة على تخليص ووقاية الوثائق من الأضرار التي قد تلحقها بسبب التخزين الطويل، وأضاف عند تصميمنا للجهاز حرصنا على التشاور مع جهات متخصصة في كوريا سواء في مجال المواد المستخدمة أو في الأرشيف وقد مر على تصميمنا للجهاز أكثر من 10 سنوات

وحول فكرة امتلاك الهيئة لهذا الجهاز قال: جاء ذلك من خلال لقاءنا مع مسؤولي الهيئة قبل سنتين خلال المؤتمر الدولي للأرشيفين الذي أقيم في أستراليا. وأبداء الخبير الكوري ثقته بأن الجهاز الذي اقتنته الهيئة سيبقي الوثائق في أمان من التضرر بفعل الحشرات والمواد الضارة الأخرى. علاوة على كونه جهاز صديق للبيئة ويحافظ على أمنها، ويعد الجهاز سهل الاستخدام ولا يتطلب إتقان استخدامه إلا للتدريب لمدة لا تتجاوز 3 ساعات كما يوفر الجهد البدني. وسيتيح استخدام الجهاز في تطهير الوثائق وإعادتها إلى المخازن ، وستكون عملية تنظيفها بعد ذلك سهلة جدا. كما ذكر يونج إن الهيئة أول مؤسسة في الشرق الأوسط في امتلاك هذا الجهاز المميز، ونحن متأكدون بأن الهيئة ستستفيد استفادة بالغة من هذا الجهاز في حفظ وتعقيم الوثائق التي في حوزتها.

كما نوه بأن الشركة المصنعة توفر ضمان الدعم لحل أية مشكلة قد تطرأ على الجهاز كالصيانة وتأثر جودة الجهاز لمدة سنة كاملة، كما أنها جاهزة لتوفير الدعم في تشغيل الجهاز في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان من خلال الخبرات التي تمتلكها الشركة في استخدام الجهاز والتي تزيد عن العشر سنوات من التجارب العملية الناجحة في تعقيم الوثائق. وأختتم حديثه بالإشادة بالجهد المبذول من قبل هيئة الوثائق في الحفاظ على موروثها الحضاري والذي يعتبر رافدا لمختلف الأجيال على مر العصور.

 

وتذكر الفاضلة ابتسام بنت ناصر  اليحمدي أخصائية تعقيم وثائق بالهيئة : إن زيارة وفد الهيئة إلى كوريا الجنوبية  بناء على الرؤية التي تنتهجها الهيئة  في التأكد من فعالية الجهاز وموائمته للوثائق العمانية، ولدراسة كافة الجوانب المتعلقة في فعالية الجهاز في هذا الجانب، حيث أننا قمنا  ببرنامج أعدته الشركة الكورية المصنعة لجهاز التعقيم تشمل زيارتنا لكافة المؤسسات الحكومية والخاصة  بكوريا الجنوبية التي تستخدم جهاز التعقيم Biomaster، كما زرنا معهد البحوث الكوري الذي أثبت فعالية جهاز التعقيم في القضاء على كافة

 

الكائنات الدقيقة التي تصيب الوثائق، وقمنا أيضا بزيارة مقر الشركة تم من خلالها مناقشة الأمور الفنية الخاصة بأجهزة التعقيم.

و يقول الفاضل علي بن خصيب الصبحي أخصائي تعقيم وثائق بالهيئة: زيارتنا لكوريا الجنوبية لم تكن إلا بداية لمرحلة البحث عن الجهاز الأفضل ومقارنته مع دول أخرى متقدمة في هذا المجال أو مستخدمة لذات الجهاز الكوري لمعرفة مدى مردوديته في العمل، فقمنا بزيارة الى ماليزيا كونها تمتلك ذات الجهاز من الشركة الكورية وتم عمل اختبارات إضافية للتأكد من فعالية الجهاز، وهذا الجهاز صنع بموصفات خاصة للهيئة وبناء على مواصفات تم الاتفاق عليها مسبقا تتناسب مع الوثائق العمانية، كما تعتبر السلطنة أول دولة في الشرق الأوسط تمتلك مثل هذه التقنية المتقدمة.

ويذكر الصبحي أيضا: أن الجهاز يتميز بفعاليته ضد الكائنات الدقيقة وبسرعته في انجاز عملية التعقيم واستيعابه لعدد 60 الف وثيقة في كل دورة، ولا تقتصر عملية التعقيم على تعقيم الوثائق فقط، بل بالإمكان تعقيم المواد الأخرى كالجلود والخرائط والأقمشة، أي كل ما يحمل صفة الوثائق .