هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تحتفي باليوم العالمي للتراث السمعي البصري
احتفلت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية صباح اليوم بمسرح الفرقة الموسيقية الكشفية باليوم العالمي للتراث السمعي البصري الذي يصادف 27 أكتوبر من كل عام، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت عنوان نافذتك على العالم:” تكريس التراث الوثائقي لتعزيز المجتمعات الشاملة، العادلة والسلمية” يأتي الاحتفال بهذا اليوم لرفع الوعي العام بضرورة الحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي من المواد السمعية البصرية المهمة للأجيال القادمة. حيث يتعرض التراث السمعي البصري كالتسجيلات الصوتية والصور المتحركة وغيرها لخطر كبير نتيجة لعوامل شتى مثل الإهمال في حفظها، والتحلل الطبيعي والتقادم التكنولوجي، فضلا عن التدمير المتعمد. وتسلِّطُ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الضوءَ على أهميَّة الوثائق السمعيَّة والبصرية عبر هذه الاحتفالية التي تستعرض من خلالها جهود سلطنة عٌمان في مشاركة دول العالم للحفاظ على التراث السمعي البصري. إضافة إلى عدد من الموضوعات المهمة المتعلقة بمبادئ واستراتيجية الحفظ، وتقديم إرشادات حول إنتاج الملفات الرقمية الصوتية والحفاظ عليها، والتعامل مع الوسائط الصوتية والمرئية وتخزينها.
وحول الاحتفالية يقول علي بن سعيد البيماني رئيس قسم السمعيات والبصريات بالهيئة يقصد بالتراث السمعي والبصري تلك التسجيلات الصوتية والإذاعية والصور المتحركة ومقاطع الفيديو والتسجيلات التلفزيونية، والوثائق الصوتية والمرئية في الصحف والمجلات ومختلف وسائل الإعلام. وأضاف البيماني بأن “الصورة والصوت غيرت معايير الناس نحو الإعلام، أثرت في نمط حياتهم، زرعت فيهم سلوكا، وانهتهم عن سلوك، وبدخول الإعلام السمعي والبصري، دخلت البروبجندات الإعلامية والدعايات، منها المظللة ومنها الحقيقية لكنها كانت تبث على اية حال. هنا يمكن ان نقول لهذا الكم الهائل من التسجيل الصوتي والمرئي المرتبط بحياة البشر في كل أنحاء الأرض، يجب ان يصان ويحفظ، ومن هنا جاءت فكرة الإحتفاء بالتراث السمعي والبصري كل عام. كما قال رئيس السمعيات والبصريات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: نحن في سلطنة عمان، لسنا بعيدين عن هذا الأمر، فمن أول خطاب متلفز لجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- في عام، كانت هناك حركة أرشفة متوازية مع الأحداث، كانت الصوت والصورة إعلاما قويا ينبثق من قائد إلى شعبه، وكان التحفيز وخلق الروح الوطنية لدا الجميع مستمرا.
تقول الأمم المتحدة: “تروي المحفوظات السمعية والبصرية قصصًا عن معايش الناس وثقافاتهم. فهي تمثل تراثًا لا يقدر بثمن ومصدرا قيِّمًا للمعرفة لما لها من دور في إبراز التنوع الثقافي والاجتماعي واللغوي لمجتمعاتنا. والمحفوظات تساعدنا في النمو الإدراكي وتعميق الفهم بالعالم الذي نتشاركه جميعًا. ولذا، فإن صون هذا التراث وضمان إتاحته للجمهور والأجيال المقبلة يُعد هدفًا حيويًا لجميع المؤسسات المعنية بالذاكرة المجتمعية، ويتيح اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري مناسبة لإذكاء الوعي العام بالحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة وإدراك أهمية الوثائق السمعية والبصرية. كما أنه يعزز التدفق الحر للأفكار بالكلمة والصورة باعتبارهما أداتا تمثيل لتراثنا المشترك ولذاكرتنا.”
فيما يقول نصر بن منصور الحضرمي رئيس قسم إعداد وتنظيم المقابلات بالهيئة: تعد المقابلات المسجلة من قبل فريق التاريخ الشفوي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية رافدا أساسيا ومهما لقسم السمعيات والبصريات في الهيئة، فهي تعد مخزون وثائقي سمعي وبصري له أهميته الكبيرة للحاضر وللمستقبل. وأضاف الحضرمي تخضع تلك التسجيلات للانتقائية والتحليل الشخصي، بعد أن نغوص في أعماق الناس ومعرفة دقائق ذكرياتهم لتتيح لنا تلمس الماضي، فكل مقابلة تاريخية شفهية تعقد حلقة واحدة من مجموعة حلقات معقدة ومهمة، وعندما يتم جمع تلك الحلقات يصبح بالإمكان الحصول على نظرة أكبر وضوحاً لماضينا، وتفسيرا حقيقيا لحاضرنا وبالإمكان التخطيط لمستقبلنا.