” نزوى تاريخ وحضارة ” تؤكد الثراء الثقافي والفكري في يومها الثاني
والمعرض الوثائقي السادس يروي الحضارة الانسانية لعمان
تتواصل لليوم الثاني على التوالي فعاليات ندوة ” نزوى تاريخ وحضارة ” التي تنظمها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والتي تأتي احتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2015، حيث تم استعراض 16 ورقة عمل مختلفة مقسمة على ثلاث جلسات. كما يواصل المعرض الوثائقي السادس استقبال زواره والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تزامنناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني 45 المجيد، والذي سيستمر الى الـ 7 من نوفمبر الجاري بفندق هرمز بمسقط.
دور فاعل
وحول المعرض صرح الدكتور جمعة بن خليفة بن منصور البوسعيدي المدير العام للبحث وتداول الوثائق تقوم المعارض الوثائقية بدورٍ فاعل في تنشيط الإنتاج ودفع عجلة التقدم بما تحويه من أفكار مستحدثة وملامح متعددة ومسيرات حافلة يقف عندها الكادر الوظيفي بخبراتهم يمعنان النظر فيه والتفكير في المضي به إلى ما هو أقوم وأرفع، ويتذوقون ما فيه من قيم فنية مختلفة، ويتعرفون على وسائل التعبير، والجديد من الأساليب والمبتكرات وطرق التنفيذ ومعالجة الخامات وتطويعها للعمل ، في سبيل إبراز الموروث الحضاري للسلطنة.
لا شك أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية قد خطت خطوات واسعة، وشقت طريقها الصاعد في نمو مطرد وتقدم ملموس نتيجة الأساليب الحديثة وتطبيقاتها العملية، فضلاً عن اعتمادها على إنتاج الأعمال الفنية المنوعة المستمدة من ذاتية مخزونها الوثائقي الكبير، وإبراز أهميتها من قيمة ما تعرضه من إرث يمثل ذاكرة وطن.
وأصبحت المعارض الوثائقية وما يعرض فيها من جوانب التاريخ والحضارة المختلفة أساساً للمحافظة على الإرث والمكنون الحضاري التي تزخر به السلطنة في مختلف العصور والتي تشمل جميع جوانب الحياة، وتعد المعارض الوثائقية أحد أهم الطرق المباشرة التي تربط الهيئة بجمهورها الخارجي وبالمجتمع، فهي تحاكي تراث السلطنة الحاضر والماضي من خلال
كما وأضاف بإن إقامة المعارض على اختلافها ضرورة ثقافية من شأنها أن تشبع ميول المتلقي وتنمي قدراتهم وتعرف الناس بمدى أصالة السلطنة بتاريخها وعلاقتها المختلفة مع مختلف الأقطار، وتتمثل مهام دائرة المعارض في إعداد خطط الهيئة السنوية للمعارض الوثائقية المحلية والدولية و المشاركة في إعدادا المخططات التفصيلية للمعارض الوثائقية التي تقيمها أو تشارك فيها الهيئة وتحديد احتياجاتها ومحتوياتها، وتجهيز المواد والأدوات والوثائق اللازمة لتنظيم المعارض بالتنسيق مع التقسيمات التنظيمية المعنية بالهيئة، وكذلك العمل على المشاركة في الإخراج النهائي للوحات الوثائقية التي ستعرض في المعارض الوثائقية التي تقيمها أو تشارك فيها الهيئة، والقيام بتنظيم ومتابعة تنفيذ المعارض الوثائقية التي تقيمها أو تشارك فيها الهيئة وتقييمها.
اهتمام كبير
فيما قالت حنان بنت محمود بن عودة مديرة دائرة المعارض بالهيئة بأن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية متمثلة بدائرة المعارض الوثائقية بتنظيم الأنشطة والمعارض المحلية والدولية التي تبرز القيمة التاريخية و الثقافية والعلمية والتربوية لأرصدة الوثائق والمحفوظات بالهيئة وتشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري والفني وجذب الباحثين والدارسين للاستفادة من هذا الإرث الحضاري والتاريخي التليد، كما تتولى هذه المعارض بتعريف الجمهور عن رسالة ورؤية الهيئة وتوضيح أهدافها في حفظ وصيانة الوثائق والمحفوظات وتوعية المواطنين لأهمية المبادرة في تسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة وذلك من أجل الحفاظ على ذاكرة الوطن.
كما ويعد المعرض الوثائقي السادس من المعارض السنوية التي تنظمها الهيئة تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني المجيد وهي سلسلة لمعارض سابقة كانت بدايتها في عام 2010م، واعتاد الجمهور من باحثين ومهتمين وأكاديميين وطلاب المدارس والكليات والجامعات لحضور هذا المعرض وتقصي المعلومة والاستفادة من هذا التاريخ ورؤية وثائق ومخطوطات ذات قيمة عالية.
وكان لعام 2015م رصيد كبير للمعارض المحلية والدولية سواء من تنظيم الهيئة أو مشاركة الجهات المعنية بالثقافة، وذلك يعبر عن مدى اهتمام الهيئة في اتاحة هذا التاريخ للشعوب المختلفة وذلك من أجل تحقيق أهدافها المرجوة والتعريف عن سلطنة عمان وما تمتلكه من تاريخ وحاضر مشرق في ظل قيادة حكيمة وموظفين أكفاء ملبيين لنداء القائد الأب صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه.
برنامجاً ثقافياً متكاملا
ووضعت الهيئة برنامجا ثقافيا متكاملا لتنظيم و للمشاركة في مختلف الفعاليات المحلية والدولية ومن أبرزها معرض مسقط الدولي للكتاب ومعرض نزوى تاريخ وحضارة والذي أقيم في ولاية نزوى ومعرض كلية الزهراء للبنات والمعرض الوثائقي في صلالة ، كما أن الهيئة نظمت المعرض الوثائقي المصاحب لندوة ( عمان في الوثائق الفرنسية ) وذلك في باريس العاصمة الفرنسة وشاركت مؤخرا في معرض ضمن فعاليات الأيام الثقافية العمانية في البرازيل وعرضت أبرز الوثائق التي توضح العلاقة بين البلدين .
سرية العمل
كما تولي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اهتماما بالغا في السرية في العمل وعدم تسرب الوثائق لما لها من خصوصية، فشرعت الهيئة في تدريب العاملين في دائرة المعارض وشراء أحدث الطابعات الدولية لطباعة الوثائق سواء على الفلين أو البنرات، فيقوم العاملين بالدائرة في طباعة الوثائق على لوحات فيلين ذو المواصفات العالمية أو على طريقة العرض الحديث الاستاند ثم تجليد هذه اللوحات وتقطيعها على حسب القياس المطلوب ويتم عملية اعداد المعارض على أكمل وجه وفق خطة عمل زمنية مدروسة.
اقبال كبير
يشهد المعرض أقبال كبير من المهتمين والباحثين والمثقفين الى جانب الزيارات المتواصلة من مختلف الكليات والجامعات والمؤسسات التربوية الأخرى، كما أشادوا بالتنظيم وتصميم المعرض وما يحتويه من مكنون وأرث تاريخي ممتد على مختلف الحقب الزمنية وإظهار أبرز الوثائق والمخطوطات بالإضافة إلى الصور والمقالات والخرائط والطوابع والعملات المعدنية والورقية في هذا المعرض، وقد تنوعت الوثائق المعروضة في هذا المعرض من ناحية الموضوعات والفترات التاريخية، وهذا يدل على حرص الهيئة والقائمين عليها.
مكتبة معرفية
يعرض المعرض جميع إصدارات الهيئة التاريخية والأبحاث والتي سيتم بيعها خلال المعرض لهذا العام، وذلك لتشجيع البحث العلمي والفكري، حيث يوفر هذا المعرض مكتبة معرفية للزوار للاستفادة من هذه الإصدارات والوثائق القيمة التي تحتويها.
الجلسات:
من جانب اخر تواصل ندوة ” نزوى تاريخ وحضارة ” استعراضها لأوراق العمل حيث قدمت الجلسة الأولى 6 اوراق عمل ترأسها الأستاذ الدكتور حميد احمد حمدان التميمي أستاذ بقسم التاريخ ومعاوناً لعميد كلية الآداب بجامعة البصرة للشؤون العلمية والدراسات العليا؛ حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان ” مظاهر الحياة الاقتصادية في مدينة نزوى المزاد العلني” والتي قدمها الدكتور محمد بن جمعه الخروصي أستاذاً مساعداً بقسم إدارة الأعمال بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق، إبراز فيها المزاد العلني كمظهر من مظاهر الحركة الاقتصادية والاجتماعية في مدينة نزوى باعتبارها كانت تمثل مرجع سياسياً واقتصادياً هاماً لعمان في فترة من فترات التاريخ العماني وذلك من خلال استخدام منهجية التاريخ الشفوي والقائم على تدوين ذاكرة المهتمين والمشتغلين بالمزاد العلني كمفردة لها خصوصيتها الثقافية.
الأبنية الأثرية
فيما قدم الدكتور أبو ياسر مبورالي كامي محاضر بجامعة موئ ألدوريت بكينيا الورقة الثانية والتي حملت عنوان ” إسهام المساجد والأبنية الأثرية بمدينة نزوى في ازدهار ونشر الحركة العلمية والدينية في عمان والبلاد الأخرى في العالم” ناقشت الدراسة دور وإسهام المساجد والأبنية الأثرية بمدينة نزوى في ازدهار وانتشار الحركة العلمية والدينية في كافة البلاد العُمانية والبلاد الأخرى في العالم، حيث تعد الأبنية الأثرية الموجودة في نزوى، شاهد عيان على تفوق الإنسان العُماني في مجال العمارة والفنون الإسلامية، كما قام العُمانيون منذ القديم بتشييد المساجد والجوامع والبيوت الأثرية والأبنية الشامخة التي تخرج منها حملة العلم والدين إلى باقي الأطراف العُمانية وغيرها من المدن في العالم، وأصبحت الجوامع والمساجد والأبنية الأثرية بمثابة مراكز علمية يتخرج فيها أفواج من العلماء والمفكرين والأدباء والفقهاء الذين أثروا المكتبات الإسلامية بالعديد من الذخائر العلمية. كما ركزت الدراسة على الحديث عن مدينة نزوى وإبراز أهم علمائها، وأشهر أعمالهم العلمية، مع توضيح دورهم في توطيد دعائم الدين الإسلامي ونقل العلم إلى مختلف الأرجاء، كما قامت هذه الدراسة بتسليط الضوء على المعالم الأثرية الموجودة في شرق أفريقيا مقارنة مع المعالم الأثرية العمانية النزوية.
الصلات الثقافية
وتحدثت الورقة الثالثة عن ” الصلات الثقافية بين علماء نزوى وبلاد المغرب في مجال التأليف خلال القرنين 13-14هـ” والذي قدمها الأستاذ جابر فخار إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة، واوضح البحث إلى بيان التشارك العلمي والخدمة المتبادلة في مجال التأليف بين العلماء المشارقة والمغاربة، وذلك برصد نتاجهم الفكري خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ودراسته دراسة وصفية.
المعالم الأثرية
اما الورقة الرابعة والتي قدمتها الأستاذة هيفاء بنت أحمد بن راشد المعمري باحثة تربوية بالمكتب الفني للدراسات والتطوير بوزارة التربية والتعليم، كانت بعنوان ” المعالم الأثرية لمدينة نزوى التاريخية “، إبراز من خلالها التراث الأثري المتمثل في فنون العمارة العمانية في مدينة نزوى التاريخية، كما تناولت آثار مدينة نزوى وأبرز سماتها من خلال ثلاثة محاور، المحور الأول: العمارة الحربية المتمثلة في تحصينات المدينة كالقلاع والأبراج بينما تناول المحور الثاني العمارة المدنية التي تمثلت في الحارات والأسواق أما المحور الثالث تناول العمارة الدينية المتمثلة في المساجد والمدارس والمقابر.
تنصيب الإمامة
وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ مشارك في قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، الورقة الخامسة تحت عنوان ” مراسلات العلماء حول تنصيب سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي بالإمامة (1123هـ/1711م -1131هـ/1719م) ” حيث تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على رسالة علماء الرستاق واجتماع علماء نزوى عليها، والذين صادقوا على صحة إمامة سلطان بن سيف الثاني وألزموا أنفسهم السمع والطاعة لهذا الإمام؛ كما تكشف الدراسة أسماء علماء ذلك العصر وأهمية دور العلماء السياسي.
رحلات طلب العلم
واختتمت الجلسة الأولى بورقة العمل السادسة التي قدمها الدكتور محمد سيد كامل رئيس قسم التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية دار العلوم بجامعة المنيا بجمهورية مصر العربية، بعنوان” التبادل الثقافي بين بيضة الإسلام والبصرة في القرون الأولى للهجرة ” والذي تطرق فيها الى الدور الثقافي والعلمي الذي مارسته نزوى والتي تعتبر صرحاً علمياً وثقافياً منذ القرون الأولى للهجرة النبوية، كما ركز على رحلات طلب العلم التي قام بها عدد غير قليل من علماء نزوى مع البصرة وإسهاماتها في تشكيل العمق الثقافي والذي انعكس بدوره على الناحية العلمية لنزوى، وتكمن أهمية موضوع البحث كونه يرتكز على استقراء التاريخ وربط دراسة السيرة الذاتية لعلماء نزوى بمحور من أهم محاور وأهداف المؤتمر وهو المحور الثقافي (الصلات الثقافية والفكرية مع البصرة).
الجلسة الثانية/ شعر المناسبات
وفي الجلسة الثانية والتي قدمت خمس أوراق عمل ترأسها الدكتور جمعة بن خليفة بن منصور البوسعيدي والتي افتتحت بورقة الدكتور خميس بن ماجد بن خميس الصباري من كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، بعنوان ” نزوى في شعر المناسبات الوطنية من عام 1970إلى عام2015م ” تناول البحث القصائد التي قيلت تعبيرا عن نزوى في المناسبات الوطنية في الفترة المحددة، والذي يركز على ثلاثة أنواع من القصائد، هي: قصائد الأعياد الوطنية، وقصائد الجولات السلطانية، وقصائد افتتاح المؤسسات الحكومية بنزوى، ويهتم البحث باستقراء شعر المناسبات من حيث ملامحه العامة، وأهمها: البنية المعنوية، والبنية اللفظية.
نزوى على مر العصور
وحملت الورقة الثانية عنوان ” الدور الحضاري لنزوى منذ أقدم العصور حتى قبيل الإسلام ” والتي قدمها الأستاذ الدكتور عصام محمد السعيد أستاذ تاريخ وآثار مصر والشرق الأدنى القديم بجامعة الإسكندرية، ومدير مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية، والتي تناول فيها مكانة نزوى على مر العصور والشواهد التاريخية التي تثبت مكانتها.
الأوقاف والأفلاج
وأستعرض الأستاذ موسى بن خميس بن محمد البوسعيدي مدير دائرة الوثائق بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ” الدور الحضاري للأوقاف والأفلاج في ولاية نزوى ” في الورقة الثالثة نبذة تاريخية مختصرة عن تاريخ الأوقاف والأفلاج في سلطنة عُمان بصفة عامة وأنواع الأوقاف في تاريخ ولاية نزوى ونظام إدارتها بالإضافة إلى ذكر أهم الملامح الحضارية لتلك الأوقاف والأفلاج ودورها الريادي في تنمية المجتمع.
من جانبه قدم الأستاذ سليّم بن محمد بن سعيد الهنائي مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم الورقة الرابعة بعنوان ” الحياة الاقتصادية في ولاية نزوى في منتصف القرن العشرين ” تناول البحث دراسة تاريخ ولاية نزوى في الجانب الاقتصادي من حيث الأهمية الاقتصادية لموقع نزوى وحدودها، والأنشطة الاقتصادية التي مارسها سكان نزوى، ودور نزوى كمركز اقتصادي في داخلية عمان على الأوضاع الاقتصادية في عمان.
مكانة نزوى
واختتمت الجلسة الثانية بورقة الدكتور مجدي رشاد عبد الغني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بجامعة الفيوم المصرية، والتي عنونها ” بمكانة نزوى التاريخية في عهد دولة اليعاربة ودراسة في أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية” التي إلقاء الضوء فيها على الأهمية العسكرية التي مثلتها مدينة نزوى في بداية عهد دولة اليعاربة عندما بني اليعاربة أهم قلاع عمان في عصرهم في مدينة نزوى وهي قلعة نزوى مما يدلل على أهميتها العسكرية لتحقيق الاستقرار لاستمرار دولتهم. كما تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على أهمية نزوى الاقتصادية، اضافة إلى دراسة التحول اليعربي بالاهتمام في المجال الزراعي باستحداث الأفلاج التي أثرت بطريقة مباشرة على استقرار بعض القبائل في نزوى إلى جانب التركيز علي اهم الصناعات التي تشتهر بها نزوى ودراسة التغيرات الاجتماعية.
الجلسة الثالثة/
وفي الجلسة الثالثة التي تناولت 6 أوراق عمل، ترأسها الدكتور صالح بن عامر بن حارث الخروصي، واستهلت ” بنزوى عاصمة لعمان في عام 177 هجري المؤهلات والنتائج ” للدكتور محمد بن ناصر بن راشد المنذري مستشار شؤون البرامج الدينية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، تطرق فيها الى ثلاثة محاور الأول يتناول أهمية نزوى المكانية والتاريخية التي أهلتها لاختيارها عاصمة سياسية وإدارية لعمان، وفي المحور الثاني تناول الدوافع التي جعلت من أهل الحل والعقد نقل العاصمة من صحار إلى نزوى، وذكر في المحور الثالث النتائج التي ترتبت على هذا القرار.
نزوى في الوثائق البريطانية
وابرز الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد الجليل أحمد شلبي أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بالمنصورة، بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية، في ورقته الثانية والتي تهدف إلى قراءة التقارير البريطانية التي ورد فيها ذكر نزوى خلال حقبة الخمسينيات من القرن العشرين، حتى معركة نزوى عام 1957م، فقد شهدت أرض نزوى أحداثا عظيمة كان لها عظيم الأثر في التحول السياسي والاجتماعي في سلطنة عمان خلال حقبة الخمسينيات من القرن العشرين، مما لفت انتباه القناصل والمسئولين البريطانيين فأرخوا لتلك الأحداث في مذكراتهم وتقاريرهم الدورية إلى حكومتهم.
علاقة نزوى بمسقط
وعنونة الجلسة الثالثة ” أبرز مظاهر العلاقة بين نزوى ومسقط خلال الفترة -1378هـ/1913-1959م” والتي قدمها الأستاذ عبد العزيز بن حميد بن سيف المحذوري باحث تاريخ بهيئة الوثائق، حيث سلط الضوء على أبرز ملامح العلاقة بين هذه المدينة التاريخية ومدينة مسقط التي كانت بدورها العاصمة التقليدية للكيان السياسي القائم على الساحل والذي تعاقب على حكمه سلاطين أسرة البوسعيد. وتناول البحث أبرز ملامح العلاقة بين كيانين سياسيين قائمين في عمان خلال الفترة (1331-1378هـ/1913-1959م) وهما: نظام السلطنة القائم على الساحل وتمثله مسقط ونظام الإمامة في الداخل وتمثله نزوى.
الصلات الثقافية والفكرية
لم تكن عُمان بمعزل عن العالم الإسلامي، فمنذ أن دخل أهل عُمان الإسلام طوعاً لا كرهاً، وحسن إسلامهم، لم تكتف عُمان بالارتباط السياسي والإداري بالدولة الإسلامية، بل شارك أهلها في الفتوحات الإسلامية، ونشر الدين الإسلامي، وبعد انتهاء عمليات الفتح الإسلامي، استقر عدد من العمانيين وخاصة من قبائل الأزد العُمانية في كل من البصرة، وبلاد المغرب، وحضرموت، وعلى أثر ذلك بدأت الصلات الثقافية والفكرية بين عُمان وهذه البلدان بصفة عامة، فمن هذا المنطلق جاءت الورقة الرابعة مؤكدة الصلات الثقافية والفكرية لنزوى مع البصرة وبلاد المغرب وحضرموت، والتي قدمها الدكتور عبد الله بن سعود بن حمد أمبوسعيدي أستاذ التاريخ المساعد بكلية العلوم التطبيقية بنزوى، تحت عنوان ” الصلات الثقافية والفكرية مع البصرة وبلاد المغرب وحضرموت “.
وفي الورقة الخامسة قدم الدكتور مصطفى بن محمد شريفي باحث في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي وأستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة نزوى تحقيق لقصيدة ” محمد بن مداد وقصيدته المرتدة ” وتهدف الدراسة الى التعريف بالقصيدة وهي قصيدة في التاريخ والفخر وعلم الكلام، تتضمَّن الإشادة بعدة مشايخ، وفخرا بالمذهب، وذكر بعض ما يمتاز به من حيث الاعتقاد، كما أنها احتوت دررا من المفاخر بمآثر الأجداد ومناقبهم.
نزوى المجتمع
وختتم اليوم الثاني من الندوة بالورقة السادسة من الجلسة الثالثة والتي قدمتها الأستاذة بدرية بنت علي بن جمعة بن محمد الشعيبي مشرفة تربوية بوزارة التربية والتعليم، والتي حملت عنوان ” الأزياء وأدوات الزينة لدى مجتمع مدينة نزوى (2هـ/8م – 10هـ/16م) “، يهدف البحث إلى دراسة الأزياء لدى مجتمع نزوى بجميع شرائحه، ودراسة أدوات الزينة، وتقديم وصف لها، حيث يتناول البحث اللباس والزينة لدى الرجال، الى جانب اللباس والزينة لدى المرأة النزوانية وطريقة الاهتمام بمظهرها، كما يتناول الحلي والمجوهرات التي كانت ترتديها المرأة النزوانية، وتطرق البحث الى أزياء الأطفال من الجنسين، والحلي التي يرتديها كل جنس، حيث تبرز تأثير البيئة والدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي في التأثير على شكل اللباس ونوعه وكيفية الاهتمام بالمظهر، وهذا ما يتضح جلياً من خلال ورقة العمل التي قدمتها الباحثة.