غدًا.. افتتاح ندوة “الظاهرة في ذاكرة التاريخ العُماني”
20 مارس، 2022
ختام أعمال ندوة محافظة «الظاهرة فـي ذاكرة التاريخ العماني
ختام أعمال ندوة محافظة «الظاهرة فـي ذاكرة التاريخ العماني»
22 مارس، 2022
ندوة محافظة “الظاهرة” في ذاكرة التاريخ العماني تستعرض المكانة التاريخية للمحافظة عبر العصور
21 مارس، 2022

انطلقت صباح اليوم فعاليات ندوة محافظة الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني والمعرض الوثائقي المصاحب لها، وذلك بقاعة المهلب بن أبي صفرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري، التي تنظمها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية- برعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، وبدأت أعمال الندوة بكلمة من سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أوضح فيها قائلا: “تعقد ندوة محافظة الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني للوقوف على دورها التاريخي، فهي حاضرة عُمانية قامت على أرضها الطيبة حضارة تمتد لقرون عديدة، وأضحت موطنا تجاريا ومعبرا للقوافل التجارية البرية في شبه الجزيرة العربية، وتعاقبت عليها أقوام يشهد التاريخ العماني بدورهم فضلاً على أهمية موقعها الجغرافي فكانت الظاهرة محورًا مهمًا من محاور الأحداث العمانية، وشكلت اهتمامًا في ثنايا التاريخ العماني دون انقطاع لقرون عديدة، وهي تنعم كغيرها من محافظات سلطنة عمان بنهضة مباركة في مختلف مجالات الحياة، وها هم أهلها الكرام يسهمون في مسيرة البناء والتطور والنماء لسلطنة عمان بكل كفاءة واقتدار وأدوارهم شاهدة على خلقهم الكريم”.
فعاليات الندوة
وعقب ذلك بدأت فعاليات ومناشط الندوة التي تتضمن سبعة وعشرين ورقة عمل يقدمها نخبة متميزة من الأساتذة والباحثين الكرام، ومنهم الدكتور محمد بن ناصر المنذري باحث في التاريخ الإسلامي، الذي ألقى ورقة عمل بعنوان “تاريخ محافظة الظاهرة.. أحداث وشخصيات” وأوضح فيها الأحداث التاريخية بمحافظة الظاهرة مع إبراز دور المحافظة في تاريخ عمان.
فيما ألقت الدكتورة بدرية بن محمد النبهانية مشرفة مادة تاريخ بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن التاريخ السياسي لمحافظة الظاهرة في عهد النبهانة، أوضحت من خلالها تاريخ محافظة الظاهرة السياسي في الدولة النبهانة الأولى، والتاريخ السياسي لمحافظة الظاهرة إبان الدولة النبهانة الثانية.
وألقى المكرم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي عضو مجلس الدولة أستاذ مساعد بالجامعة العربية المفتوحة ورقة عمل “دور محافظة الظاهرة في تثبيت سلطة دولة البوسعيد في عمان (1744 / 1871م)”، أوضح من خلالها أهمية محافظة الظاهرة في تعزيز سلطة ونفوذ دولة البوسعيد منذ قيامها وحتى عام 1871م ورغبة حكام الدولة في الاستفادة من الإمكانيات البشرية والجغرافية التي تتمتع بها المحافظة في تأمين الاستقرار لصالح الدولة.
وألقى الدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي باحث في التاريخ الشفوي والدراسات الوثائقية العمانية ورقة عمل عن العلاقات السياسية بين أهالي الظاهرة والحكومات العمانية منذ عام 1900 / 1975 م، أشار فيها إلى أن محافظة الظاهرة تعتبر موردًا بشريًا اعتمدت عليها الحكومات في أعمال فرض الأمن واستعادة الاستقرار في بعض ربوع عمان فكانت لهم مشاركتهم الفاعلة في تثبيت دعائم سلطة الإمامة وترسيخ أركان حكم السلطان في ظفار في عهد السلطان فيصل بن تركي.
وألقت الدكتور بهية بنت سعيد العذوبية مشرفة تربوية بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن محافظة الظاهرة بين القوى العسكرية العمانية في الفترة بين عامي 1941 / 1959م أوضحت من خلالها قائلة أن محافظة الظاهرة تمثل منطقة مهمة جغرافيا وتاريخيا وعسكريا في تاريخ عمان الحديث، وقد لعبت دورا مهما في الصراع العسكري بين كل من الإمامة والسلطنة.
مدينة عبري من خلال الكتابات الغربية
وإلى جانب ذلك قدم الدكتور سليمان بن سعيد الكيومي أستاذ مساعد بجامعة البريمي ورقة عمل عن تاريخ محافظة الظاهرة من خلال كتاب بريطانيا والخليج 1795 / 1870 دراسة تاريخية تحليلية، وقدم الدكتور سالم بن حمد النبهاني معلم أول تاريخ بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن مدينة عبري من خلال الكتابات الغربية، وقدمت الدكتورة هيفاء بنت أحمد المعمرية باحثة تربوية بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن الوكيل البريطاني توم هيكينيوثام ودوره السياسي في تاريخ الظاهرة 1939 / 1941م دراسة وثائقية، وقدم الدكتور ناصر بن علي الندابي أستاذ مساعد بجامعة الشرقية ورقة عمل عن الولاة في محافظة الظاهرة الشيخ محمد بن سالم الرقيشي أنموذجًا، وقدم الدكتور سليم بن محمد الهنائي أستاذ مساعد بجامعة نزوى ورقة عمل عن محافظة الظاهرة معبرًا لقوافل التجارة والحج منذ قبل الإسلام، وحتى العصر الحديث، وبينما قدم الشيخ حمود بن حمد الغيلاني ورقة عمل عن “التواصل البري بين صور وعبري رحلة الشيخ حمد الغيلاني أنموذجًا”، وقدم الدكتور علي بن سعيد الريامي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل عن منطقة أرحب وما جاورها من المواقع والبلدان بولاية عبري دارسة تاريخية مونوغرافية بالإضافة إلى ذلك قدمت الدكتورة مريم بنت حميد الغافرية مدربة بالمعهد التخصصي بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن الحكاية الشعبية في التاريخ الشفوي لمحافظة الظاهرة.
المعرض الوثائقي
وعلى هامش الندوة أقيم المعرض الوثائقي عن محافظة الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني ضم بين دفتيه العديد من الأجنحة والأركان وتمثلت في ركن المعارض الوثائقية، وركن عمان عبر التاريخ وركن محافظة الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني، وركن محافظة الظاهرة في الصحافة، وركن مراسلات المواطنين، وركن المخطوطات بالإضافة إلى ركن المحتوى الرقمي الذي ضم مجموعة قيمة من الطوابع والعملات والخرائط.
ترسيخ الذاكرة الوطنية
وعن المعرض الوثائقي أوضحت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد مديرة دائرة المعارض الوثائقية بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية قائلة: إن المعرض الوثائقي محافظة الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني سيتمر إلى يوم 26 من الشهر الحالي وهو يؤكد على أهمية ترسيخ الذاكرة الوطنية وإبراز الإرث التاريخي والحضاري للعامة وللأجيال التي لم تعايش الحدث، ولتحقيق الوعي المعرفي في هذا المجال وترسيخها، واصلت الهيئة ممثلة بدائرة المعارض الوثائقية استمرارية تنظيم المعارض الوثائقية بمختلف محافظات السلطنة لتوثق تاريخ الولايات وفق الأجندة والخطط السنوية التي تتوأم مع أولوية رؤية عمان 2040 (الهوية والمواطنة والتراث والثقافة الوطنية) ويضم المعرض أكثر من 1280 وثيقة، ويصاحب المعرض الوثائقي أنشطة ومسابقات ثقافية مخصصة لطلبة وطالبات المدارس والكليات والجامعات، وذلك لترسيخ مفهوم الوثائق بشكل عام ومحتوى المعرض بشكل خاص وتاريخ سلطنة عمان.
وتختتم حنان بنت محمود حديثها قائلة: إن المعارض الوثائقية تعتبر أحد أهم الطرق المباشرة التي تربط هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بجمهورها الخارجي وبالمجتمع، فهي تحاكي تراث سلطنة عمان الحاضر والماضي من خلال المشاركات المختلفة، وإقامة المعارض الوثائقية على اختلافها ضرورة ثقافية من شأنها أن تشبع ميول المتلقي وتعرف أفراد المجتمع بمدى أصالة وتاريخ سلطنة عمان وعلاقتها بدول العالم.