أوصى المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي “المفهوم والتجربة عربيًّا” الذي نظّمته هيئةُ الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن بالجمهورية العربية السورية، بنشر البحوث والتجارب العلمية التي قُدمت في المؤتمر في سلسلة البحوث والدراسات التي تصدرها الهيئة بالتعاون مع المؤسسة، ودعم إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المعمقة في المنهجيات والتقنيات اللازمة في توثيق الرواية الشفوية، واستمرارية إقامة المؤتمرات الدولية وإبراز أهمية توثيق التاريخ الشفوي.
كما أوصى المؤتمر الذي اختتمت أعماله اليوم الأربعاء 25 سبتمبر بفندق جراند ميلينيوم – الخوير باستثمار موضوعات ومنهجيات التاريخ الشفوي في تمكين ثقافة التاريخ الشفوي من خلال إدخاله في الدراسات الجامعية المخصصة في الإنسانيات والمناهج الدراسية في التعليم العام، وإنشاء مركز متخصص في التاريخ الشفوي يتضمن برامج تدريبية لرفد مجال التاريخ الشفوي بالكوادر المؤهلة وتطوير المهارات والقدرات، وتعزيز جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن وتطويرها لتشمل جهات عربية أخرى.
ودعا المؤتمر إلى إصدار دليل علمي للتقنيات والمهارات اللازمة للتاريخ الشفوي، وإقامة فعاليات وأنشطة ثقافية وعلمية تُعنى بالتاريخ الشفوي لتعريف الجمهور بأهمية توثيق الرواية الشفوية، وتعزيز برامج التبادل الأكاديمي والتعاون ونقل الخبرات والمعرفة، وإنشاء شراكات بين المؤسسات البحثية في العالم العربي، وإصدار مجلة سنوية تعنى بالدراسات والأبحاث والترجمة في مجال التاريخ الشفوي، واستثمار الوثائق الشفوية في دعم الصناعات الإبداعية ونشر الأفلام الوثائقية في التاريخ الشفوي، والانفتاح على التكنولوجيا الرقمية في التاريخ الشفوي وتطوير المنصات الرقمية واستخدام أدوات التحليل الرقمي في كل مراحل التاريخ الشفوي.
وتضمن المؤتمر في يومه الختامي جلستين أدار الأولى الدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي ونوقش خلالها المحور المستقبلي الذي جاء بعنوان “آفاًق التجربة العربية في التأريخ الشفوي” من خلال ثلاث أوراق عمل، قدّم الورقة الأولى الدكتور عيسى العسافين رئيس جمعية المكتبات والوثائق السورية، بجامعة دمشق، في الجمهورية العربية السورية بعنوان “التاريخ الشفوي كمصدر معلومات في الدراسات التاريخية مع وضع نموذج لاستحداث برنامج ماجستير تأهيل وتخصص”.
وتحدث الباحث خلال ورقته في أربعة محاور رئيسة تمثلت في التاريخ الشفوي بين البحث عن الهوية وتأصيلها، ومدى استعمال التاريخ الشفوي كمصدر معلومات أثناء إلقاء المحاضرات، ومعايير وضوابط المقابلة الشخصية في الرواية الشفوية باعتبارها سند التاريخ الشفوي، وأخيرا وضع نموذج علمي لاستحداث برنامج تأهيل وتخصص في التاريخ الشفوي في جامعة دمشق.
من جانبها قدمت الدكتورة أمل دكاك أستاذ بقسم علم الاجتماع، بجامعة دمشق، بالجمهورية العربية السورية في ورقة عمل بعنوان ” تجربة درجة الماجستير في التأهيل والتخصص في التراث الشعبي في جامعة دمشق”، وعرضت تحليلا لمشاريع التخرج والاعتماد على المقابلات الشفهية في جميع البيانات والنتائج الختامية، مما يجعل المقابلات مع المعنيين الأساس لإنتاج البحث العلمي المتعلق بالتراث الشعبي للأسرة وتقاليدها وأعرافها.
كما تناولت ثلاثة مواضيع أساسية تابعة للتراث الشعبي تشمل قضايا الأسرة وما تنطوي عليه من عادات وتقاليد وقيم، والمهن اليدوية والتسويق والإنتاج، بالإضافة إلى القضايا الثقافية وارتباطها بالأدب والشعر والفن الشعبي.
أما موسى الخوري مدير المشاريع في مؤسسة وثيقة وطن، بالجمهورية العربية السورية فتطرق في ورقة عمله بعنوان “إصدار مجلة عربية في التأريخ الشفوي، تأليفًا وترجمة” إلى الدور الذي تملؤه مجلة مختصة بالتأريخ الشفوي عربيًا من حيث التعريف بالتأريخ الشفوي وتوطين المعارف ونقلها ونشر البحوث والترجمات ذات الصلة، وإيجاد منبر للباحثين في هذا المجال، وأهمية تبادل الخبرات والتجارب والإسهام في توحيد المنهجيات والمصطلحات، والتعريف بمشاريع ومؤسسات التأريخ الشفوي في العالم العربي.
وترأس الجلسة الثانية المكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية وتضمنت ورقة عمل واحدة حملت عنوان “الرؤى المستقبلية في التجربة العربية” وشارك فيها معالي الدكتورة بثينة شعبان – المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية، ومؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. وفي ختام أعمال المؤتمر تم تكريم الباحثين المشاركين في أعماله.