يتواصل تفاعل أهالي وأبناء محافظة مسندم بالاحتفال بالعيد الوطني، وذلك من خلال افتتاح المعرض الوثائقي بولاية مدحاء، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، رعى حفل الافتتاح سعادة الشيخ الدكتور حمد بن سعيد المعمري والي مدحاء، صباح اليوم بنادي مدحاء الرياضي الثقافي ويستمر حتى يوم الغد (٢١ نوفمبر الجاري)، حيث تتواصل جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في نشر وتعزيز واثراء الجانب المعرفي والثقافي، من خلال التعرف على المعرض الوثائقي ومحتوياته، من وثائق
ومخطوطات وخرائط وعملات وطوابع وصور متنوعة، وصور تحاكي الحياة العمانية والطبيعة الجغرافية لها.
فالمعرض الذي يحط رحاله في ولاية مدحاء لتعريف أبناء الولاية بالحضارة العُمانية وإبراز الجوانب الحضارية والتراثية والتاريخية المشرقة لها، إلى جانب التعريف بالدور التاريخي والحضاري الذي قامت به محافظة مسندم عبر الحقب الزمنية المختلفة، ونشر المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم، وتنمية التواصل والترابط بالمجتمع المحلي والمجتمعات الأخرى.
ففي كلمة افتتاح المعرض الوثائقي قال الدكتور طالب بن سيف الخضوري المدير العام المساعد لمديرية البحث وتداول الوثائق: يأتي المعرض الوثائقي الذي تنظمه الهيئة مشاركة لاحتفالات السلطنة بالعيد الوطني ٥٢ المجيد، حيث يأتي المعرض امتداد للدور الذي تقوم به الهيئة للتعريف بالتاريخ الحضاري وإبراز نماذج من المخزون الوثائقي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الذي يتحدث عن تاريخ المحافظات والمدن العمانية، كما يهدف المعرض الوثائقي إلى نشر الوعي الثقافي بين الأهالي لأهمية الوثائق والمحفوظات التي يمتلكها المواطنون وحثهم على المبادرة في تسجيلها في الهيئة من خلال زيارتهم للمعرض او التنسيق من الفريق المختص بالهيئة لتضاف إلى الذاكرة الوطنية، إلى جانب غرس قيم المواطنة لدى النشء وذلك من خلال زيارة طلبة المدارس في الولاية للمعرض الوثائقي.
تعزيز المواطنة
فيما قالت الدكتورة حنان بنت محمود مديرةً دائرة المعارض الوثائقية، يأتي تنظيم المعرض الوثائقي في ولاية مدحاء تزامنا مع احتفالات الولاية بالعيد الوطني ٥٢ المجيد، حيث نظمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ممثلة بدائرة المعارض الوثائقية المعرض الوثائقي في محافظة مسندم بولايتي دبا ومدحاء لترسيخ وتأصيل الهُوية الوطنية العُمانية وتعزيز المواطنة والفخر والاعتزاز بالماضي العريق والحاضر المشرق من خلال المراسلات والصور والرسومات والمخطوطات والخرائط المعروضة والممتدة عبر الحقب الزمنية المختلفة، إلى جانب الشواهد والرسومات والكتابات الصخرية التي وثقت كيف بدأ الإنسان الُعماني رحلته في التوثيق عبر الزمان مرورًا بأهم الأحداث والانتصارات التاريخية التي شهدتها عُمان لطرد الفرس والبرتغاليين. واضافات حنان بإن المعرض الوثائقي يسلط على أهم المراسلات الخاصة بمحافظة مسندم والتي تحصلت عليها الهيئة من خلال المواطنين وأيضا من الأرشيفات الدولية والتي من بينها الرسومات لولاية دبًا ومدحاء من الأرشيف البرتغالي، ورسالة القنصل البريطاني في مسقط إلى السلطان فيصل بن تركي سلطان عُمان يخبره عن تفاصيل رحلته التي قام بها من أبو شهر مرورًا بجزر أبو موسى والفجيرة وصولاً إلى ليما وخصب وكمزار وأبوظبي وبعض المناطق الأخرى في عُمان كالجبل الأخضر والبريمي والظاهرة عام ١٩٠٢ م. واختتمت الدكتورة تصريحها بتقديم الشكر لأبناء المحافظة وطلبة المدارس، لتجاوبهم في الفعاليات والمسابقات الثقافية المصاحبة للمعرض. كما أكدت على استمرارية الهيئة في نقل هذا الإرث الحضاري لمختلف محافظات وولايات السلطنة.
الجدير بالذكر بإن المعرض يضم أكثر من ١٢٠٠ وثيقة موزعة على خلال خمسة أركان: تاريخ التوثيق والأرشفة، وركن محافظة مسندم، وركن مراسلات المواطنين، وركن المخطوطات، والمحتوى الرقمي الذي يحتوي على مجموعة قيمة من الطوابع والعملات والخرائط، إضافة إلى مجموعة من الوثائق المتنوعة، كما يتناول في أروقته أهم وأبرز المحطات التاريخية لسلطنة عُمان، إلى جانب مراسلات متنوعة عن محافظة مسندم والآثار التاريخية.