يواصل المؤتمر الدولي الأفريقية أعماله
14 ديسمبر، 2014
اختتم المؤتمر الدولي أعماله
14 ديسمبر، 2014
بمجموعة قيمة من أوراق العمل تواصل أعماله
14 ديسمبر، 2014


يختتم أعماله غدا الجمعة بمجموعة من البحوث والدراسات

المعرض الوثائقي شمل على وثائق توضح تنظيم الحياة العامة وشواهد من القرن 17ميلادي

المؤتمر الدولي بجمهورية بوروندي يواصل طرح أوراق عمله الغنية بالحضارة والتاريخ العماني

صلة العمانيين بشرق أفريقيا أنتجت تأثيرا على مستوى اللغة السواحلية والعديد من أنماط الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الآثار

ناقش المؤتمر الدولي الحضارة والثقافة الإسلامية في دول البحيرات العظمى الأفريقية ببوروندي والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في يومه الثالث في أولى بحوثه التي قدمت في الجلسة الأولى، حول ما ذكر عن العُمانيين وشرق أفريقيا في بعض الدراسات الغربية المعنية بالشأن الأفريقي، وقدمها الدكتور سليمان بن سالم بن ناصر الحسيني وهو باحث متفرغ في جامعة نزوى، تتبع ما تحتويه بعض المراجع والمصادر الغربية حول الوجود العُماني في شرق أفريقيا، بهدف التعرف على الحقائق التاريخية التي تحتويها تلك المصادر والمراجع عن الوجود العُماني في شرق أفريقيا.

فيما طرق الدكتور كمال محمد جاه الله الخضر من جامعة أفريقيا العالمية في السودان، عوامل انتشار اللغة السواحيلية في دول منطقة البحيرات العظمى، حيث تعد اللغة السواحيلية لغة التواصل المشتركة العظمى الثانية بعد اللغة العربية، من حيث عدد المتكلمين في قارة أفريقيا، وهي لغة استطاعت أن تنتشر في أكثر من 10 أقطار في شرق أفريقيا ووسطها وجنوبها، بما توافر لها من عوامل جوهرية جعلتها تستخدم كلغة ثانية وثالثة ورابعة، مسلطا الضوء على العوامل المختلفة التي ساهمت في انتشار اللغة السواحيلية في عدد من دول شرق أفريقيا ووسطها وجنوبها، والتركيز على دول منطقة البحيرات العظمى.

وقريبا من هذا البحث، تحدث الدكتور أبوياسر مبورالي كامي وهو محاضر في جامعة موء إلدوريت في كينيا في ورقته التالية عن أثر العمانيين في اللغة والأدب السواحلي في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى، وقال: لقد كان للعمانيين بروز وظهور في الخليج العربي والمحيط الهندي منذ أوائل العصر الإسلامي، وذلك في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وذكر كثير من المؤرخين حول البحارين الذين كانوا يبحرون في مدن شرق أفريقيا بأن كثيرَا منهم كانوا عربا والأكثرية منهم عمانيون، وكان لصلة العمانيين بشرق أفريقيا تأثيرا قويا ليس على مستوى اللغة السواحلية فحسب بل شمل التأثير العديد من الأشياء منها الثقافية والحياتية والاقتصادية وغيرها من الآثار، وهذه الآثار العمانية أدهشت كثيرَا من الأجانب الذي حقدوا عليهم وصنعوا لهم العديد من المكائد.

وأضاف: بقدر ما كان من انتشار اللغة السواحلية في عهد الحكم العماني كان انتشار الأدب السواحلي، فالأدب ابن اللغة، مشيرا أنه إذا كان العهد العماني بالمنطقة امتد بلا منازع له لمدة قرنين من الزمن، فإن نتاج نفس هذه الفترة من الأدب وخاصة الشعر يمثل روائع هذا الأدب وأبياته الخالدة خلود الزمن.

معتبرا أن الأدب السواحلي في العهد العماني معظمه شعرا، واصفا أياه بإنه شعر متعدد الأشكال ومتنوع الأغراض.

 

وتناول الدكتور ماجد بن حمدون بن سيف الحارثي أستاذ الموسيقى والعلوم الموسيقية الأثنية المساعد ورئيس قسم الموسيقى والعلوم الموسيقية في جامعة السلطان قابوس الحضور العماني فـي البحيرات العظمى الأفريقية ومساهماته فـي الفنون الـموسيقية فـي السلطنة، وقال إن تاريخ عُمان والعُمانيين في شرق وأواسط أفريقيا معروف، فتوجد روايات موثقة إضافة إلى تأكيد الباحثين على وجود الأثر الثقافي والاجتماعي المتبادل بين مختلف أنحاء القارة الأفريقية وعمان منذ القرن العاشر الميلادي على الاقل.

وطرح الباحث أنموذجا الطرب السواحلي، الذي هو شكل من أشكال الأغنية السواحيلية المتأثرة بالنمط الغنائي العربي والذي قدم اساسَا إلى زنجبار كنمط غنائي عربي شرقي من قبل وإبان حكم السلطان العماني برغش بن سعيد، وقبل أن ينتشر هذا النمط الموسيقي إلى مناطق أخرى من أفريقيا الوسطىوقال إن هذا النوع من الطرب يجسد مثالا جيدا للدور والتأثير العماني في الحياة الثقافية لشرق وأواسط أفريقيا..

وأقترح الباحث تفحص مدى مساهمة “أفريقيا” في التراث الموسيقي المحلي بعُمان وتثبيت ذلك، كنتيجة بديهية للوجود العُماني في بعض المناطق حول البحيرات العظمى الأفريقية مما أوجد بين عُمان وأفريقيا ارتباطات ثقافية متعددة ومتنوعة، كما هو الحال في أحد أشهر الفنون الأفرو-عمانية المزدهرة في بعض المناطق الساحلية العمانية والمعروفة باسم المديما (أيضَا الشوباني)، حيث يكشف ذلك لنا الجماليات الموسيقية التي تربط بعض مناطق البحيرات العظمى الأفريقية (خاصة تنزانيا وملاوي) بعمان.

 

وركز الدكتور محمد بن جمعة بن موسى الخروصي أستاذ مساعد في كلية العلوم التطبيقية بالرستاق في بحثه المعنون بالهوية الثقافية: تجربة التواصل الثقافي لدى التجار العمانيين في كينياعلى العديد من القضايا المتعلقة بالهوية الثقافية، التي واجهها التجار العمانيون أثناء اندماجهم في المجتمع الكيني وتفاعلهم مع أفراده، حيث إنها تهتم وبشكل خاص بالجوانب المتعلقة بالتواصل الثقافي من منظور تجاري.

وبين الباحث كيف استطاع التجار العمانيون التعامل بنجاح مع القضايا المتعلقة بهويتهم الثقافية والدينية أثناء ممارستهم للتجارة واستقرارهم في كينيا، من خلال الاستثمار التجاري مع التجار الكينيين، ونشر الإسلام وقيمه، وبناء مؤسسات إسلامية، إضافة إلى إستخدامهم لمجموعة من الممارسات الاجتماعية التي أظهرت إندماجهم وتقبلهم للثقافة السائدة في شرق أفريقيا، من خلال تحدثهم اللغة المحلية (السواحلية)، وزواجهم من نساء كينيات، ولبس الملابس الكينية التقليدية.

الدكتور محمد عبده السروري أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة صنعاء عالج في بحثه “أثر الاحتلال البرتغالي لشرق أفريقيا على انتشار الإسلام فيها”، محورين رئيسيين، الأول: طرق انتشار الإسلام في سواحل شرق أفريقيا في العصر الإسلامي. وفيه تحدث البحث عن أهم طرق انتشار الإسلام أولهما: الهجرات العربية والإسلامية إلى شرق أفريقيا واستقرارهم فيها. ومن أهمها هجرات جماعات متعددة من أهل عمان وحضرموت وأنحاء الجزيرة العربية.وثانيهما: النشاط التجاري العربي والإسلامي ودوره في نشر الإسلام، وفيه يركز الحديث عن أهم السلع التجارية لشرق أفريقيا مثل الحديد والذهب والعاج وجلود النمور، ودورها في جلب النشاط التجاري للعرب والمسلمين.ومن أهم من كان لهم دور كبير في هذا النشاط هم أهل عمان وسيراف بالإضافة إلى أهل حضرموت. كما تحدث الباحث عن أهم المراكز التجارية التي كان يكثر فيها وجود النشاط التجاري العربي والإسلامي مثل: سُفالة وموزمبيق وكلوة وممباسا وماليندة وجزيرة زنجبار بالإضافة إلى مقديشو وزيلع.

وتناول المحور الثاني الاحتلال البرتغالي لسواحل شرق أفريقيا وأثره على انتشار الإسلام، مشيرا إن هذا الاحتلال كان له أثر كبير على انتشار الإسلام تمثل ذلك بالقضاء على طرق نشره، وهي الهجرات العربية والإسلامية ونشاطهم التجاري.

وبحث الدكتور حميد أحمد حمدان التميمي أستاذ بكلية الآداب في جامعة البصرة موضوع السلام والمسلمون في أوغندا، مشيرا أنه بعدما جاء العرب إلى شرق أفريقيا في حدود مطلع ثلاثينيات القرن، أقام السلطان سعيد بن سلطان، سلطان عُمان، عاصمته الثانية في جزيرة زنجبار، وازدهرت فيها كل سبل العيش وساد نشاط تجاري كبير، وامتد عدد من التجار من عُمان في أعمالهم التجارية إلى الداخل الأفريقي، وأقاموا أول اتصال لهم مع الشعوب هناك، وكان هذا هو أول إتصال لهذه الشعوب مع العالم في خارج القارة الأفريقية.

وذكر الباحث استنادا إلى المصادر التاريخية أن الشيخ أحمد بن إبراهيم العامريكان من أوائل التجار العرب العُمانيين الذين وصلوا إلى مملكة بوغندا، إذ جاء إليها من جزيرة زنجبار في حدود سنة 1844م، سالكَا طريقَا عبر مملكة كاراجوي، التي تقع جنوب مملكة بوغندا إلى الغرب من بحيرة فكتوريا.

وقال: عمل هذا الشيخ العُماني منذ الأيام الأولى لوصوله على نشر مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف، فضلَا عن ممارسته للنشاط التجاري ونجح في ذلك، إذ يعود الفضل له في تعليم الإسلام لملك بوغندا (سونا كاباكا) الذي رحب به وبالتجار العرب، وعرف لأول مرة منهم بوجود الرجل الأبيض.

وأقام العُمانيون في بلاد أوغندا مراكز تجارية ومساكن، ونجحوا في نشر الدين الإسلامي فاعتنقه الكثير ممن كانوا وثنيين قبل ذلك، وسارع التجار العُمانيون إلى تعليم اللغة العربية، وكان ذلك قبل وصول البعثات التبشيرية المسيحية، ولوحظ أن عددَا من رؤساء القبائل بدأ يكتب الرسائل ويرسلها بهذه اللغة في أمور المملكة. ومن هنا نلاحظ الدور الكبير للعُمانيين في بناء العلاقات الإنسانية، وذلك لأن استقرار هؤلاء التجار وتحملهم هذه المسؤولية التاريخية في نشر الإسلام يدل على الوعي والشجاعة، في ضوء ظروف القارة السوداء مكانيَا ومناخيَا، بخاصة وأنهم مدوا شبكة من خطوط التجارية بين الساحل الأفريقي الشرقي حيث امتداد السلطنة العُمانية وكل من شواطيء بحيرة فيكتوريا وتنجانيقا ونياسا، وكانوا رسلَا أمناء في كل شي..

وأستعرض الدكتور عبدالعزيز بن هلال بن زاهر الخروصي مدير مساعد بدائرة البحوث والدراسات في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، في بحثه التالي، علاقات سلطنة زنجبار في عهد الدولة البوسعيدية مع مناطق: كلوة، لامو، مالندي، ممباسا من عام 1896-1960م.

وقال: يعود تواصل العمانيين مع مناطق الساحل الشرقي من أفريقيا إلى ما قبل الإسلام، من خلال الرحلات البحرية التجارية التي كان يقوم بها التجار العمانيون، من عُمان إلى المناطق والبنادر المطلة على المحيط الهندي، وتعمّق هذا التواصل بعد دخول أهل عُمان في الإسلام طوعَا، فزاد ذلك من حماسهم الشديد لنشر دين الله الإسلام، إضافة إلى حب المغامرة البحرية الذي كان يحثهم على اكتشاف أراضِ أخرى، فواصلوا رحلاتهم إلى داخل البر الأفريقي، متوغلين إلى مناطق البحيرات العظمى الأفريقية.

العمانيون في شرق أفريقيا

وبحث الدكتور بن نعيمة عبد المجيد أستاذ بجامعة وهران بالجزائر في دور ومكانة وأهمية العمانيين في شرق أفريقيا من خلال وثائق وكتابات فرنسية، مركزا على الأبعاد التاريخية والاقتصادية، فيما تناول الدكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام أستاذ بقسم اللّغة العربية وآدابها في جامعة الحاج الأخضر باتنة في الجزائر، أثر العمانيّين الملاحي والتّجاري في شرق أفريقيا، وفي إثراء علم الملاحة: أحمد بن ماجد نموذجًا.

وتناول الباحث في ورقته المسالك البحرية التّجارية العمانية، منها: الطريق البحري إلى بلاد الشّرق الأقصى والطّريق البحري إلى شرق أفريقيا، والآثار المهمّة النّاتجة من اشتغال العمانيّين بالملاحة والتّجارة، منها: نشر الحضارة الإسلامية، واعتناق أهل البحيرات العظمى وشرق أفريقيا الإسلام، ثم عرج إلى دور أحمد بن ماجد العماني في إثراء علم الملاحة وشرق أفريقياومؤلّفاته ابن ماجد عن شرق أفريقيا.

وعرج الدكتور وائل نبيل إبراهيم عثمان وهو محاضر في قسم اللغات الأفريقية بكلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، إلى المؤثرات العربية في الشعر السواحلي التقليدي، مشيرا أن الشعر السواحلي التقليدي تأثر شكلَا وموضوعَا بالثقافة العربية التي انتشرت على امتداد ساحل شرق القارة الأفريقية منذ زمن بعيد.

 

وقريبا من هذا البحث تناول الدكتور يونس عبدلي موسى وهو استاذ مشارك في كلية التربية الجامعية بزنجبار إلى الوشائج اللغوية بين السواحلية والعربية، موضحا أن اللغة السواحيلية تُعتبر إحدى اللغات الهامة، واللفظ السواحيلي مُشتق من اللفظ العربي السواحل، جمع ساحل، ومعناها سُكان السواحل، ويقصد هنا السواحل الشرقية لأفريقيا، اعتبارَا من شمال موزمبيق مُرورا بزنجبار ووصولا إلى مقديشو، ويُستخدم اللفظ عامة لكل سكان هذه السواحل، وهم خليط من الأفريقيين والعرب العمانيين والحضارمة والبرتغاليين والشيرازيين (الفرس).

وقدم ريدر سمسوم وهو محاضر وباحث من السواحلية في جامعة هامبورغ في المانيا بحثه حول تأثير حمد بن محمد المرجبي والذي يُعرف باسم “تبوتيب”على انتشار اللغة والثقافة الإسلامية في شرق ووسط أفريقيا، استنادا إلى مذكراته التي تم نشرها للمرة الأولى في عام 1902م من قبل الدكتور هاينرش برودى والذي كان رئيس البعثة الدبلوماسية بالقنصلية الألمانية في زنجبار وممباسا.

وقال أن حمد بن محمد المرجبي كتب مذكراته باللغة السواحلية بكلمات وحروف عربية، ولكن برودي الذي طلب من “تبوتيب” أن يكتب ملاحظاته على ذلك، قرر نفسه أن يُخرج النص بالكتابة والحروف الرومانية مع ترجمة بالألمانية، بعد قرابة خمسين عامَا بعد ذلك (1958م) قام وايتلي بتحرير وتحقيق النص الذي كتبه برودلي بالحروف الرومانية وذلك حسب طريقة الكتابة السواحلية التي اتبعها هو شخصيا، ومع ترجمة إضافية إلى اللغة الإنجليزية.

وتم نشر الترجمة الفرنسية للمذكرات في عام 1974 بواسطة فرانسوا بونتنك، والذي أضاف إليها 117 صفحة مع إضافة 546 ملاحظة إليها حول محتوى النص.

وقال الباحث أنه هدف من ورقته تبين تأثير ” تبوتيب” من الناحية اللغوية على “اللغة العربية والسواحلية” وكذلك الحضارة الإسلامية بما في ذلك تأثير الدين على الحضارات المحلية المختلفة، التي قام ” تبوتيب” بزيارتها أثناء رحلاته المتعددة في شرق ووسط أفريقيا.

الشيخ عامر بن محمد الحجري‏نائب رئيس مجلس الدولة سابقا، تطرق في ورقته التي قدمها خلال جلسات الأمس في المؤتمر، إلى المدن والممالك التي أسسها المهاجرون العمانيون بشرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى.

وقال: إن هذا الموضوع يحظ بدراسة شاملة ومنصفة توضح تاريخ قيام هذه الدول، إذ أنها تبدأ من حيث المكان من مدينة مقديشو شمالا إلى البحيرات العظمى، حيث كان للعمانيين أدوارا بارزة في قيامها منذ القدم، موضحا أن المدن المطلة على الشواطيء البحرية الشرقية لأفريقيا، ازدهرت وأصبحت لها حضارة كبيرة بكل أبعادها الثقافية والاقتصادية والعمرانية.

الدكتور عيسى زيدي من كلية اللغة السواحيلية واللغات الأجنبية في جامعة زنجبارالحكوميةتناول في ورقته المعنونة “عندما تعزف المزاميرفيزنجبار، يرقصون عليها في (دول) البحيرات” دور علماء زنجبار في نشر الحضارة الإسلامية في دول البحيرات العظمى: الشيخ حسن بن عمير الشيرازي نموذجا.

وعرف الشيخ حسن بن عمير الشيرازي بأنه ولد وترعرع في زنجبار في عهد السلطان برغش بن سعيد،الذي شهدت زنجبار في عهده تطورات كثيرة في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والعلمية، أثرت على تربية الشيخ حسن وتعليمه ونموه في جميع نواحيه.

وأشار الباحث أن زنجبار أصبحت بهذا التطور مركزا للتجارة العالمية، ومنبعا للثقافة وللعلوم الإسلامية، ومنارة للعلاقات الاجتماعية، والدولية، والدبلوماسية حتى ظهر المثل المعروف “عندما تعزف المزاميرفيزنجبار، يرقصون عليها في (دول) البحيرات”.

ومن خلال هذا الجو الخصب تعلم الشيخ حسن العلوم الإسلامية في زنجبار حتى برع في فنونها بشكل كبير. فقبل نصيحة معلميه وسلك طريقهم الدعوي لنشر العلوم والحضارة الإسلامية في الدول المجاورة لزنجبار حتى قرر أن ينقل مقر دعوته ذات مرة من طنجانيقا إلى بوجومبورا.

الدكتور ألكسندرهوتونجيمانا أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بوروندي تناول في ورقته موضوع الإسلام والاستعمار في بوروندي: تكيف الدين الجديد مع الصراعات المختلفة، وقال: اعتنقت بوروندي الإسلام في أواخر القرن التاسع عشر من خلال المسلمين العرب الذين عاشوا على طول المحيط الهندي والبحر الأحمر منذ القرن الثامن.

وأضاف: نجد تأثير التجار العمانيين في المناطق بالقرب من بحيرة تنجانيقا، حيث انتشر الإسلام فيامبو. وفي طريقهم إلى أوفيرا، نشر التجار العمانيون الإسلام في المناطق الساحلية البوروندية مثل نيانزالاك ودلتا روسيزي. فانتشر الإسلام من خلال تجارة أنواع مختلفة من السلع ومنها المنتجات الغذائية المختلفة والأدوات المنزلية؛ ومن أشهر هؤلاء التجار محمد بن خلفان البرواني، من عائلة “البرواني” العمانية المعروفة في بوروندي، وهو من مواليد 1850.

وتحدث الباحث عن المشاكل التي واجهت انتشار الإسلام في بوروندي، وخصوصا كيفية تعامل هذا الدين الجديد مع الديانات الأخرى غير الكاثوليكية في فترة الاستعمار البلجيكي (1916-1962)، مشيرا إلى كيفية انتشار الإسلام في بعض المدن الساحلية في بوروندي، مثل رومونج ونيانزالاك، والمساجد الأولى التي بنيت في عام 1903 وعام 1923، ودورها الفعال في نشر الإسلام.

الدكتور خالد بن حمد بن سالم الغيلاني الخبير التربوي في وزارة التربية والتعليم تناول تطور الصحافة العمانية في الشرق الأفريقي :أشكال الخطاب في صحيفتي النهضة والفلق “أنموذجَا”، وقال: لقد حظيت الصحافة باهتمام العمانيين في الشرق الأفريقي، ومثلت حضورَا مهمَا ولافتَا على الساحة الثقافية والنهضة العلمية هناك، وسعى العمانيون إلى إنشاء العديد من الصحف، والتي دونت ووثقت لمرحلة مهمة، وأظهرت نشاطَا ثقافيَا متنوعَا، وأبرزت العديد من الكتاب والصحفيين البارزين، وأوجدت تواصلَا ثقافيَا مع مختلف الصحف الصادرة في البلاد العربية فكانت بحق بداية حقيقية وهامة للصحافة العمانية في الشرق الأفريقي، ولقد برزت الصحف العمانية هناك بروزَا واضحَا وملفتَا، واستمر صدورها سنوات عديدة، وتعاقب عليها رؤساء تحرير متميزون، ونشر من خلالها كتاب بارزون.

وقال الباحث: لم تكن الصحف العمانية في الشرق الأفريقي مجرد صحف أو وريقات أو نشرات أو مطويات، بل حرص القائمون عليها أن تكون بحق صحف بالمعنى الاحترافي لهذه الكلمة فقد اتسمت بالتنسيق والترتيب والتنظيم ودورية الصدور وثبات العديد من العناوين والأعمدة، وهي بذلك ملتزمة بكل الشروط اللازمة لاعتبار هذه الإصدارات صحفَا.

الباحث عبد الناصر على بن على الفكي وهو محاضر علم الاجتماع في مركز البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم تناول في الورقة الأخيرة التي قدمت في جلسات الأمس تناول مظاهر التراث العماني لدي بعض سكان الساحل الشرقي بكينيا: ممبسا، وماليني، ولامو.

وقال: إن ورقته تحاول تحليل التراث العماني الثقافي والاجتماعي في منطقة شرق أفريقيا بالتحديد في الساحل الشرقي بكينيا (ممبسا،لامو، ماليني)، التي يوجد بها أعداد كبيرة من السكان الكينيين الذين ترجع أصولهم إلى سلطنة عمان، بغرض فهم مظاهر التراث وإلى أي مدي حافظوا واستمروا في التمسك به، وهل حدث تغير ثقافي واجتماعي للتراث العماني مع الثقافة المحلية للمدينة الساحلية في الساحل الشرقي.

 

المعرض الوثائقي المصاحب

 

تمثل المعارض الوثائقية وسيلة هامة في اطلاع الوثائق للمجتمعين المحلي والدولي بكل فئاته، وتسعى الهيئة إلى ابراز هذا المخزون الوثائقي الذي تزخر به السلطنة من خلال هذه المعارض الوثائقية، والذي تمثل مدخلا أساسيا لقراءة الحضارة والتاريخ العماني الأصيل في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفكرية، فالمعرض يأتي بعد عدد من المعارض الوثائقية على المستوى الدولي والتي لاقت استحسانا كبيرا ، وتنظيم الهيئة للمعرض الوثائقي في بوجمبورا العاصمة يجسد علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين والامتداد الحضاري والتاريخي بينهما والدور العماني الرائد في المنطقة على مختلف المستويات، وهي فرصة سانحة للتبادل الثقافي والفكري بين البلدين. كما أن المعرض الوثائقي ستتعدد موضوعاته من وثائق وصور متنوعة، حيث يضم، المعرض وثائق بفترات تاريخية مختلفة بدايةً من القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين و تشمل وثائق توضح العلاقات التي تربط بين عمان ببعض دول العالم كبريطانيا ، وفرنسا وألمانيا ، وأمريكا ، وروسيا ، وغيرها من الدول في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية وغيرها.

كما شمل على وثائق توضح تنظيم الحياة العامة داخليا كالأوامر السلطانية والقرارات، إعلان من السلطان تيمور بن فيصل إلى العموم يعلن فيه ضرورة استخراج تصريح للبضائع المرسلة إلى الهند و تصديقها2/10/1916م، كذلك شمل على وثائق توضح بعض جوانب الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية وغيرها . كما شمل على بعض الصور والخرائط القديمة التي توضح المسارات البحرية الهامة والمناطق التي تمر عليها حركة التجارة العالمية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى بعض مقالات الصحف والمجلات العالمية التي تحدثت عن عمان وزنجبار.

كذلك يتم عرض بعض الصور عن عمان قديما وحديثا وأبرز مشاريع النهضة المباركة والعديد من المواقع السياحية التي تزخر بها السلطنة بالإضافة إلى عرض صور لمختلف الأنشطة والمجالات كالمجالات الزراعية والاقتصادية والاجتماعية كالفنون الشعبية التي تمارس في السلطنة ، بالإضافة إلى مشاركة المرأة العمانية في مسيرة التنمية في جميع المجالات، بالإضافة إلى صور الزيارات الرسمية المتبادلة بين السلطنة وجمهورية بروندي.

يأتي إقامة الهيئة للمعرض المصاحب اهتماها بتعريف المجتمع الخارجي بأهمية الوثيقة العمانية وتاريخ عمان في مختلف الحقب الزمنية، وحتى يكون رافدا مهما للدراسات والبحوث ، حيث ستعرض الهيئة مجموعة قيمة من الوثائق العمانية و بعضا من الوثائق الدولية التي تحكي جانبا من التاريخ العماني التليد، حيث يهدف المعرض الى ابراز المخزون الوثائقي العماني واطلاع الباحثين والدراسين والاكاديميين وطلبة الجامعات بمختلف تخصصاتهم على الموروث الحضاري لعمان في مختلف الجوانب لتعريفهم بالامتداد التاريخي وعمق التواصل العماني والدور الهام في مختلف الجوانب في دول البحيرات العظمى الأفريقية، والذي يؤكد على قيمة الوثيقة العمانية وأهميتها التاريخية لتتعرف المجتمعات الخارجية بأهمية الوثيقة العمانية للدراسات والبحوث.

ويختتم المؤتمر أعماله والمعرض المصاحب غدا الجمعة، حيث من المتوقع أن يخرج المؤتمر بمجموعة كبيرة وقيمة من التوصيات، حيث سيختتم في حفل رسمي وبحضور رفيع المستوى من قبل الحكومة البوروندية ومن الجانب العماني.