طوابع بريد عمان تحط رحالها في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية
26 مارس، 2018
الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية
2 مايو، 2018
بالوثائق.. رحلة علمية معرفية عبر التاريخ العماني
8 أبريل، 2018

ندوة تعريفية ومعرض وثائقي يستعرضان دور الهيئة 

نظمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم  “الندوة التعريفية حول الهيئة ودورها في حفظ وصيانة الوثائق، خدمة للبحث العلمي والفكري” والمعرض الوثائقي الذي يجسد مسيرة التعليم بالسلطنة، وذلك بديوان عام الوزارة والذي يستمر خلال الفترة من الثالث وحتى الخامس من أبريل 2018، حيث رعى افتتاح الندوة سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية وبحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
وفي كلمة لسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني قال فيها: إن الهدف من إقامة مثل هذه الندوة التي جاءت بناء على مبادرة طيبة من معالي الدكتور وزيرة التربية والتعليم لغرض تعريف المسؤولين والمعلمين والطلاب بأهمية دور الهيئة ومجالات عملها وإقامة معرض وثائقي يبرز أهمية الوثائق وقيمتها العلمية والتاريخية والحضارية في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك الجوانب التعليمية والوطنية فهي كل ما مر عليها جيل وتعاقب عليها جيل اخر، وهذا ما يعكسه المعرض الوثائقي الذي يبرز تاريخ وعراقة محتوى المعرض الوثائقي. كما أن المعرض الدائم التابع للهيئة ودائرة الاطلاع على الوثائق معلم ثقافي ورمز حاضر على الدوام في المشهد الثقافي ليكون بمثابة المنارة المضيئة الذي يخدم البحث العلمي والفكري، ويسهم في ترسيخ الذاكرة المحلية وحفظها. توعية الناس بأهمية الحفاظ على الوثائق التي تمثل بدورها الحفاظ على الإرث الحضاري والثقافي والبعد التاريخي العريق لعمان.

شغف الاطلاع
افتتحت الندوة بكلمة الهيئة قدمها الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي مدير عام البحث وتداول الوثائق، قال فيها إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نلتقي هنا داخل أورقة وزارة التربية والتعليم الموقرة، نلتقي في رحلة علمية معرفية عبر التاريخ العماني المتمثل في الوثائق والمحفوظات حيث العلاقة المتأصلة بين الوثيقة والمعرفة، فالوثيقة حفظت لنا الكثير من المعارف والعلوم والآداب والأفكار والفنون. وأضاف إن الوثائق العمانية لها صيتها الواسع داخليا وخارجيا بما تحتويه من معارف شتى، كتبت بلغة عربية رصينة، وعالجت مواضيع متعددة، ولم تقتصر على مجال دون غيره. إذ نجدها حوت تفاصيل لحياة الإنسان العُماني في الجوانب الإدارية والعسكرية والفنية والرياضية وغيرها، فعبرت الوثائق المختلفة على عمق الحضارة العمانية. بعد ذلك تم عرض فيلم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية “ذاكرة وطن” والذي يحكي نبذة عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والتعريف بمجالات عملها، وإنجازاتها ودورها في الحفاظ على الموروث الحضاري.
افتتحت الندوة بالورقة الأولى بعنوان “مفاهيم منظومة المستندات وإدارة الوثائق” قدمتها ماريا السيابية محلل نظم بالهيئة، تناولت فيها شرح مبادئ ومفاهيم إدارة الوثائق الإلكترونية، والجهود التي تبذلها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية للنهوض بهذا القطاع وتحويلة إلى داعم ورافد إلى العمل الحكومي والتكيف مع المتغيرات التي تطرأ على بيئة العمل الحكومي. حيث تناولت الورقة محاور متعددة ابتدأت بالحديث حول جملة من التحديات التي كانت تواجه الوثائق الإلكترونية في السلطنة والخطوات التي اتخذتها هيئة الوثائق للتغلب على هذه التحديات من خلال مبادرة مشروع منظومة إدارة المستندات والوثائق الإلكترونية.

التاريخ الشفوي
وعنونت الورقة الثانية للدكتور عبدالعزيز الخروصي مدير دائرة البحوث والدراسات بالهيئة “التاريخ الشفوي ودوره في حفظ الذاكرة الوطنية” يقول فيها بأن الرواية الشفوية مكملة للوثيقة المكتوبة، وهي مصدر علمي بحثي يرفد الذاكرة الوطنية، حيث تطرق إلى انطلاق مشروع التاريخ الشفوي (المروي) الذي تعمل عليه هيئة، وذلك سعيا منها في توثيق وحفظ التاريخ الشفوي الذي يمثل جزاء من الذاكرة الوطنية، كما تناول الباحث منهجية عمل مشروع التاريخ الشفوي، وأهميته وقد وجدت الرواية الشفوية مكانتها البارزة في التراث الإسلامي.

ترميم الوثائق
فيما قدم محمد السليمي رئيس قسم الترميم بالهيئة الورقة الثالثة تحت عنوان “ترميم الوثائق والمخطوطات” تطرق فيها الباحث مقدمة في الترميم ومفهوم الترميم والمبادئ وأوعية الترميم، اضافة إلى اهمية وحاجة الترميم والمشكلات التي تواجه الحفظ، الى جانب أشهر مدارس في علم الترميم، والترميم في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.

الوثائق الخاصة
واختتمت الندوة بالورقة الرابعة “الوثائق الخاصة ودور الهيئة في الحفاظ عليها” قدمها أحمد المحروقي أخصائي وثائق ومحفوظات بالهيئة تطرق فيها إلى قانون الوثائق والمحفوظات الوطنية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 60 / 2007 الذي افرد فصلا خاصا للوثائق الخاصة التي تهم الصالح العام لما لها من أهمية في الذاكرة الوطنية للبلاد، كما عرف من خلالها بالوثائق الخاصة وهي الوثائق التي تهم الصالح العام والتي يملكها أو يحوزها الفرد أو العائلة أو القبيلة وتتضمن معلومات أو بيانات تتجاوز نطاق أي منهم ويمكن الاستفادة منها في البحوث والدراسات.

المعرض الوثائقي
كما قام راعي الحفل بافتتاح المعرض المصاحب للندوة، والذي يحتوي على العديد من المخطوطات الثمينة، من بينها مخطوط ديوان السلطان سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني المتوفى عام 910هـ – 1505م، ومخطوط بعنوان المقالتين في الطب تأليف الشيخ راشد بن عميرة بن ثاني بن خلف بن هاشم الرستاقي، إضافة إلى مخطوط بعنوان كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة تأليف العلامة سرحان بن سعيد الإزكوي، كما يحتوي المعرض الوثائقي على مجموعة من الصور والوثائق القيمة التي تحكي مسيرة وحضارة السلطنة خاصة في مجال التربية والتعليم ومنها: صورة توضح حفل افتتاح السلطان سعيد بن تيمور للمدرسة السعيدية بمسقط عام 1940 م، وعرضت وثائق تتحدث عن جوانب من العلاقات العمانية مع عدد من دول العالم.