الوثائق والمحفوظات الوطنية تدشن المعرض الافتراضي للمخطوطات
دشنت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية صباح اليوم المعرض الافتراضي لمخطوطات الهيئة وإتاحتها رقميا على موقع الهيئة الالكتروني https://nraa.gov.om لجميع الباحثين والدارسين في مختلف دول العالم تماشيا مع توجه الحكومة في التحول الرقمي، ويضم المعرض خمسا وعشرين مخطوطة من المخطوطات النفيسة، ويأتي المعرض الافتراضي للمخطوطات إبرازا لدور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في حفظ وصون التراث الفكري العماني والعربي والمتمثل في المخطوطات، فقد قامت الهيئة منذ تأسيسها بتصوير وتعقيم وترميم مخطوطات المواطنين والمقيمين في السلطنة وفقا لأعلى المعايير الفنية العالمية، والتي بلغت (2275) مخطوطة رقمية وجارى العمل على إعداد فهرس خاص بهذه المجموعة، كذلك قامت باقتناء أصول المخطوطات التي تحوي على مضامين ذات أهمية علمية وتاريخية؛ كما تملك الهيئة أكثر من 75 ألف مخطوطة حتى نهاية العام الماضي في مختلف العلوم حيث عملت الهيئة منذ إنشائها على جمعها من الأرشيفات الدولية والمكتبات الخاصة داخل السلطنة وخارجها وترميمها والمحافظة عليها وتحويلها رقميا. كما يتيح الموقع إمكانية الحصول على نسخ المخطوطات عن طريق الشراء.
وقالت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد، مديرة دائرة المعارض الوثائقية بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية يهدف معرض المخطوطات الافتراضي لإبراز مجموعة قيمة من المخطوطات التي تمتلكها الهيئة وتتفرد بها، وابراز الكنز التاريخي والحضاري للأجيال وتحقيق المعرفة ونشر الوعي عن هذا الإرث الثمين على مر العصور، وأضافت بإن التقنيات الرقمية الحديثة؛ أسهمت في تطوير عملية نشر وإتاحة المعرفة حتى يستفيد منها الباحث لغرض الدراسة وهذا ما نسعى لتطبيقه في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
التراث في زمن الأوبئة
من جانبه قال سيف بن مسلم بن سعيد المحروقي المكلف بفهرسة، وتوصيف المخطوطات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: يأتي تدشين المعرض الافتراضي بالمخطوطات تجسيداً لشعار معهد المخطوطات العربي لهذا العام “التراث في زمن الأوبئة”، حيث قسم المعرض إلى ثلاثة أركان ركن المخطوطات الأقدم إذ تحتفظ الهيئة بمجموعة قيمة من المخطوطات الأقدم والنادرة منها شرح كتاب منظومة في الصلاة للشيخ أبي نصر فتح بن نوح النفوسي المغربي شرحها الشيخ عبد الله بن عمر بن زياد بن أحمد الشقصي البهلوي] كان حيا في: شعبان 983هـ/1575م[ بناء على طلب الإمام بركات بن محمد، يقع الشرح في (236) صفحة، تاريخ نسخها في شهر ربيع الاخر943هـ (1539م)، كما عرضت مخطوطة تفسير الجلالين للعلامة عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الأسيوطي، نسخت في 20 رمضان 1025هـ (30 سبتمبر 1616م)، وما تتميز به أيضا هذه المجموعة هي نسخة من مخطوطة غاية الإتقان في الطب تأليف الطبيب البارع صالح بن نصر الله الحلبي نسخها حنا بن عيسى في سنة 1122هـ (1670م).
أما ركن نفائس المخطوطات فقد تم عرض مخطوطة كتاب الأنوار ومفتاح السرور في ذكر مولد المصطفى، نسخها عيسى بن صالح وهي المنسوخة للشيخ أحمد بن نعمان الكعبي كاتبة الدولة العلية في عهد السلطان سعيد بن سلطان، كما يجد زائر المعرض مخطوطة رسالة في العقيدة للشيخ عثمان بن أبي عبد الله العزري المشهور بالأصم وهو من علماء القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) تعد هذه المخطوطة فريدة في مضمونها، نادرة في وجودها.
وتضمن ركن مخطوطات القرآن الكريم بضعة مصاحف شريفة من أبرزها مخطوطة نفيسة للمصحف الشريف للناسخة المتقنة في رسم الخط بمهارة ودقة عالية ” بنت عامر بن سالم المنذرية” وكان فراغها من النسخ يوم السبت 4 ذي الحجة 1218هـ (15مارس 1804م)، حيث أدركت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أهمية العناية بالتُّراث المخطوط، فحرصت على أن تضمّن خطة عملها برنامجا يُعنى بالمخطوط اقتناء وتصويرا وحفظا؛ وذلك إدراكاً منها في إحياء التُّراث المخطوط من أولويات العمل الثقافي الهادف إلى إرساء قواعد النهضة العلمية الثقافية على أساسٍ مكين من القيم الرُّوحية والأخلاقية والإنسانية.