غداً الوثائق والمحفوظات الوطنية تحتفل بيوم المخطوط العربي
3 أبريل، 2016
اللقاء التعريفي حول إعداد النظام للمجلس الأعلى للتخطيط
6 أبريل، 2016
الوثائق والمحفوظات الوطنية تحتفل بيوم المخطوط العربي
4 أبريل، 2016

تحت شعار قيم الثقافة وثقافة القيم..

الوثائق والمحفوظات الوطنية تحتفل بيوم المخطوط العربي

 

احتفلت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية صباح اليوم بفعاليات الدورة الرابعة للتظاهرة السنوية بيوم المخطوط العربي والذي يصادف الرابع من ابريل من كل عام تحت شعار ” قيم الثقافة وثقافة القيم”، وذلك تحت رعاية الشيخ سعود بن سالم العزري مستشار معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم، وبحضور الدكتور جمعة بن خليفة بن منصور البوسعيدي مدير عام المديرية العامة للبحث وتداول الوثائق، والأستاذ سعود بن عامر بن سعيد الشيذاني مدير عام المديرية العامة للشؤون الإدارية والمالية، وعدد من مدراء المدارس والمعنيين، والذي أقيم بمدرسة أمامه بنت أبي العاص للتعليم الأساسي بولاية السيب، يهدف من خلاله إلى نشر رسالة الوعي بالتراث العربي والتعريف بجهود الحضارة العربية ومنجزاتها من خلال إقامة ندوة تعريفية بأهمية المخطوط ومكانته على مر العصور الى جانب إقامة معرض مصاحب لمختلف المخطوطات حتى يتسنى للمشاركين والزوار الاطلاع على هذا الإرث الحضاري، كما أن المخطوط يعد مرجعا تاريخيا للكثير من تراث وثقافة الأمم بمختلف أفكارها وعادتها وأنماط معيشتها. يأتي ذلك ضمن مشاركة الهيئة لعددً كبير من المراكز والمؤسسات البحثية والعلمية والجامعات في العالم العربي  في الاحتفال بهذه التظاهرة.

أهمية المخطوط

قدم الأستاذ محمود الذهلي مدير دائرة المحفوظات كلمة الهيئة والتي بين فيها أهمية يوم المخطوط العربي، حيث تتجلى وتظهر مكانتها كونها جزءاً من التراث العربي الذي قامت عليه الحضارة العربية الأصيلة، ولقد استطاع العرب بعلمهم وثقافتهم أن يقوموا بإيصال جميع العلوم والفنون الى البلدان المختلفة آنذاك والتي أدت في النهاية الى ثورة علمية كبيرة، ولاريب أن الثقافة الصحيحة النافعة والقيم الأخلاقية الأصيلة أمران متلازمان، لا يمكن أن تكون هناك ثقافة نافعة وحقيقة بلا قيم، وكذلك لا يمكن أن نعزل القيم عن الثقافة، بل لابد أن نسيرا في اتجاه واحد لنحصل على ثقافة مؤثرة أما القيم فلا تأثير لها في المجتمعات إن لم تصاحبها ثقافة تمثل هوية المجتمع، ولذلك فإن اينما توجد الثقافة الجيدة، سوف تجد مجتمعاً متماسكاً بقيم إيجابية.

كما تم عرض فلم قصير يبين أهمية المخطوط الى جانب المراحل التي يمر بها من التعقيم والترميم والتجليد وغيرها من مراحل التخزين التي تقوم به هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من أجل الحفاظ على هذا المكنون التاريخي والإرث الحضاري.

ومن هذا المنطلق تولي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اهتمام كبيرا للمخطوطات والوثائق باعتبارها شاهدا تاريخيا يحاكي الماضي والحاضر، حيث تهتم الهيئة بجمع الوثائق والمخطوطات والحفاظ عليها، وذلك بهدف إنشاء وتكوين رصيد وثائقي يتيح للباحثين والدارسين الاطلاع عليها والاستفادة منها في مختلف البحوث فهي مصدرا هاما لتوثيق البحوث والدراسات، كما تكمن أهمية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في كونها الوعاء الذي يحفظ فيه الإرث التاريخي لعمان في مختلف الحقب الزمنية ليكون هذا الإرث الذي تزخر به عمان، ذاكرة للأمة والوطن ومرجعاً تاريخياً وثقافياً لهذا البلد، فالمخطوطات والوثائق هي الأصول التاريخية التي يعتمد عليها اعتماد أساسيا لقراءة وتتبع التاريخ، لذلك قيل إذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ.

وتمحورت اهتمامات الهيئة منذ البداية في مرحلة التأسيس من خلال بناء المدونة التشريعية والتنظيمية في مجال إدارة الوثائق والمحفوظات تمهيدا لتحقيق المهام والصلاحيات المنوطة بعهدتها، فقد استطاعت الهيئة منذ مرحلة التأسيس وحتى الآن إلى صيانة عددا من المخطوطات والتي يتطلب العمل على صيانتها الدقة والحرفية وكل ذلك يبذل من أجله الوقت والجهد، والعمل مستمرا في صيانة المخطوطات التي تمثل جانبا من الإرث العماني الأصيل.

دور الهيئة في الحفاظ على المخطوط

كما قدم كلاً من سيف المحروقي فني وثائق بالهيئة ومحمد السليمي رئيس قسم الترميم ورقتا عمل، حيث جاءت الأولى بعنوان المخطوطات العربية والعُمانية عرف فيها الباحث المخطوط، الى جانب عدد المخطوطات العربية والعُمانية، اضافة الى صناعة الأوراق المستخدمة في المخطوطات وأسواق الوراقون وطرائق صناعة الحبر، الى جانب أقدم المخطوطات وتوزيعها في عُمان وخارجها. فيما عنونة الورقة الثانية “بترميم الوثائق والمخطوطات تطرق فيها الباحث مقدمة في الترميم ومفهوم الترميم والمبادئ وأوعية الترميم، اضافة الى اهمية وحاجة الترميم والمشكلات التي تواجه الحفظ، الى جانب أشهر مدارس في علم الترميم، والترميم في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والذي ينطلق من التدريب والتأهيل للكوادر البشرية حتى يتسنى لها العمل باحترافية بما يتناسب مع خصائص الوثائق العمانية وظروف الحفظ والبيئة المحيطة، والإمكانيات المتاحة لذلك، كما وتطرق الباحث الى المعامل التي تمتلكها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والتي من خلالها تنطلق مراحل الترميم المختلفة منها توفير الأجهزة والتقنيات التي تساعد على توفير الوقت وتحقيق المزيد من الإنجاز بذات الجودة.( معمل المعالجة الكيميائية، معمل الترميم الآلي، معمل الترميم اليدوي، معمل التجليد).

مخازن الحفظ

تم تجهيز مخازن في الهيئة من تصاميم ورفوف وأجهزة أنظمة الإطفاء المركزي، الى جانب مراقبة ظروف حفظ الوثائق وذلك بقياس درجات الحرارة والرطوبة، كما تم إعداد برنامج تثقيفي توعوي للارتقاء بالمستوى المعرفي لموظفي الهيئة في مجال الأمن والسلامة في بيئة العمل وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، وهكذا تكون الهيئة قد ضمنت حفظ المخطوطة والوثيقة بالشكل الذي يسمح للأجيال القادمة الاستفادة منها في مختلف جوانب الحياة.

المعرض المصاحب

كما قام راعي الحفل بافتتاح المعرض المصاحب للفعالية، والذي يحتوي على عدد من المخطوطات الثمينة والنادرة، وحول المعرض قال سعود بن حارب البوسعيدي اخصائي وثائق ومخطوطات بهيئة الوثائق إن من أهم المخطوطات التي قامت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بعرضها في المعرض المصاحب للاحتفالية بيوم المخطوط العربي هو مخطوط فلك الأنوار ومحك الأشعار للشيخ العلامة ناصر بن أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي وهو مخطوط في اللغة ويعتبر المخطوط العماني الوحيد الذي تكلم فيه مؤلفة في علم المنطق وله نسخة واحدة في العالم وهي بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي وكذلك عرض المصحف الشريف الشامل للقرآت السبع الذي خططته يد الشيخ عبدالله بن بشير الحضرمي الصحاري سنة 1157هجري حيث قام الشيخ بنسخ هذا المخطوط بطريقة إبداعية تفردها بها عن غيره من النساخ بالإضافة إلى كونه شمل كل القرآت السبع على هوامش المخطوط، إلى غير ذلك من المخطوطات التي تم عرضها في هذا المعرض من مخطوطات عمانية ودولية.

 

** لمشاهدة المزيد من الصور من خلال الرابط التالي