من حوار جريدة عمان مع سعادة الدكتور رئيس الهيئة
من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع العديد من دول العالم
هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تستجلب الآلاف مـــــن الوثائق العمانية
أجرى اللقاء: سالم بن حمدان الحسيني –
أكد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني – رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أن الهيئة تسعى جاهدة في الحصول على الوثائق التي تخص عمان من أرشيفات ودور الوثائق الدولية وقد قطعت فيه شوطا كبيرا من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع العديد من الدول وتم استجلاب آلاف النسخ من الوثائق المتعلقة بالسلطنة، والتي ستفتح مجالا هاما للبحوث والدراسات، ويتم اخضاع هذه الوثائق إلى التوصيف والتصنيف ووضعها في المنظومة الالكترونية وفق الآجال المحددة للاطلاع عليها.
وأوضح سعادته قائلا: ان من الأدوار الهامة التي تعمل الهيئة عليها في تجميع الوثائق التواصل مع أفراد المجتمع وخاصة مالكي وحائزي الوثائق الخاصة، والتي تمثل ذاكرة للوطن ومرجعاً تاريخياً وثقافياً لهذا البلد. موضحا أن كل الوثائق الخاصة التي تحصل عليها الهيئة عن طريق الهبة أو الوصية أو الشراء من المواطنين تعتبر وثائق عامة حيث تنتقل ملكيتها من الخاصة إلى العامة، وتعتبر مصدراً قيما للبحث العلمي والإبداع الفكري
وأكد الضوياني ان الهيئة حريصة على توثيق وحفظ التاريخ المروي الذي يمثل جزءا من الذاكرة الوطنية إلى جانب الوثيقة المكتوبة. مؤكدا أن المعارض التي تقيمها الهيئة هي فرصة للزوار والباحثين والدارسين للوقوف على ما يتضمنه من وثائق مختلفة حيث تمثل جانبا من تاريخ عمان التليد، ولهذا تكون المعارض مجالا رحبا في التعريف بالحضارة العمانية ومعرفة إنجازاتها المحلية والإقليمية والدولية عبر الزمن. جاء ذلك أثناء لقائنا معه للحديث عن الأدوار التي تقوم به الهيئة. فإلى الجزء الاول من هذا اللقاء:
هل لكم أن تحدثونا عن الدور الذي تقوم به الهيئة في جمع وحفظ الوثائق؟ وماهي الآلية المتبعة لاستجلاب الوثائق المكنونة داخل خزائن المواطنين؟
إن الدور الذي تقوم به هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تجميع الوثائق، يعد بمثابة العصب الرئيسي لعمل الهيئة، فالوثيقة تمثل حدثا في ذاكرة التاريخ العماني فمنها يقرأ ويستشهد بها على أحداثه، وعلى ذلك تعمل الهيئة جاهدة في جمع الوثائق المتعلقة بالدولة والتي تهم الصالح العام من داخل السلطنة وخارجها، وتقوم بإعداد الادوات اللازمة للاطلاع عليها من خلال اعداد الكشافات والفهارس والأدلة والمكانز ونظام التصنيف المعمول به دوليا في العرض سواء كان ذلك للوثائق الورقية أو للوثائق الالكترونية، حيث لها أهمية كبيرة في إعداد البحوث والدراسات وتتبع التاريخ عبر المؤرخين والباحثين.
وتعمل الهيئة وفق برنامج سنوي لجمع المحفوظات من الجهات المعنية تطبيقا لقانون الوثائق والمحفوظات، حيث تقوم بتسجيل الوثائق التي ترحل إليها وتخضع هذه الوثائق للتعقيم من ثم يتم تنظيفها بأجهزة شفط الغبار والحشرات، بعد ذلك يعد ملف لكل جهة معنية لتوثيق المعاملات المتعلقة بها، وخاصة بيانات ترحيل محفوظاتها إلى الهيئة، ويتم مطابقة جداول المرحلة مع الوثائق، ويتم التسجيل بحسب مواضيع الوثائق بشكل عام استنادا لرؤوس المواضيع المحددة في (العناوين الرئيسية فقط لمجموعات الوثائق)، حيث أن جميع السجلات تتكون من نفس الجداول، الجدير بالذكر أن الهيئة سوف تتلقى في المرحلة القادمة، الوثائق التي يتم ترحيلها من قبل الجهات المعنية في السلطنة الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات وفق مدد الاستبقاء لكل جهة، والتي ستشكل مرحلة هامة لعمل الهيئة.
فضلا عن عمل الهيئة في الحصول على الوثائق التي تخص عمان من أرشيفات ودور الوثائق الدولية والتي قطعت فيه شوطا كبيرا من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع العديد من الدول كتركيا والبرتغال وفرنسا وإيران وكينيا وتنزانيا وبريطانيا، واسبانيا، واليمن، وتم استجلاب آلاف النسخ من الوثائق المتعلقة بالسلطنة، والتي ستفتح مجالا هاما للبحوث والدراسات، ويتم اخضاع هذه الوثائق إلى التوصيف والتصنيف ووضعها في المنظومة الالكترونية وفق الآجال المحددة للاطلاع عليها.
ومن الأدوار الهامة التي تعمل الهيئة عليها في تجميع الوثائق من خلال التواصل مع أفراد المجتمع وخاصة مالكي وحائزي الوثائق الخاصة، والتي تشكل جزاء أساسيا من عمل الهيئة، وتمثل ذاكرة للوطن ومرجعاً تاريخياً وثقافياً لهذا البلد، لذا فإن كل الوثائق الخاصة التي تحصل عليها الهيئة عن طريق الهبة أو الوصية أو الشراء من المواطنين تعتبر وثائق عامة، فهي تنتقل من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة، وتعتبر مصدراً قيما للبحث العلمي والإبداع الفكري.
ما هي طبيعة الوثائق التي تعرضونها في المعارض المحلية والإقليمية والدولية؟ وهل يشمل ذلك الطوابع والعملات والأفلام التاريخية؟
قدمت الهيئة العديد من المعارض الوثائقية على المستويين المحلي والدولي والتي كان لها أثر كبير في تعريف الزوار بالدور الحضاري لعمان عبر التاريخ، وتقدم الهيئة من خلال هذه المعارض جملة كبيرة من الوثائق والمخطوطات متنوعة المواضيع فمنها ما يتعلق بمراسلات الأئمة والسلاطين، ومنها ما يوضح العلاقات الدولية بين عمان وبقية دول العالم المختلفة، كما أن الوثائق الخاصة دائما تكون حاضرة بمختلف مواضيع الوثائق التي تتحدث عنها، وكذلك تقدم الهيئة الصور التاريخية والخرائط القديمة التي توضح المدن والقرى والموانئ والبنادر التي تجوب بها السفن العمانية، والتي تبين مدى أهمية تحديد المسارات البحرية التي تربط عمان والمحيط الهندي وشرق أفريقيا والجزيرة العربية والمناطق الآسيوية ومدى حجم التبادل التجاري بين عمان ودول العالم، و كذلك تعرض وثائق أصول والذي تشمل المراسلات وعقود البيع والشراء والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والوصايا وبعض الأوسمة والتهاني وغيرها. كما أن الهيئة تعرض المخطوطات التاريخية في كل مجالاتها الفقهية والاجتماعية والأدبية و العملات والطوابع القديمة، كما تقدم الهيئة في المعارض التي تنظمها شرحا لنظام ادارة الوثائق في الوحدات الحكومية والذي يوضح منظومة العمل وأهمية ارساء هذا النظام العصري لحفظ الوثائق، وغالبا ما تحتوي المعارض على ركن يوضح فيه طرق الترميم والتعقيم ويشرح من خلاله خطوات عمل الترميم الآلي واليدوي، وتقدم الهيئة أيضا آلية عمل التاريخ الشفوي والذي تسعى الهيئة من خلاله إلى توثيق وحفظ التاريخ المروي الذي يمثل جزءا من الذاكرة الوطنية إلى جانب الوثيقة المكتوبة، حيث يقدم فيه فريق عمل متخصص ومدرب في مجال التاريخ الشفوي شرح عام حول دور المشروع في منظومة الهيئة لحفظ جانبا من الإرث والمخزون العلمي والثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والأدبي الذي تختزنه الذاكرة البشرية. وتمثل هذه المعارض فرصة للزوار والباحثين والدارسين للوقوف على ما يتضمنه من وثائق مختلفة، حيث دائما ما تعرض فيه وثائق مختلفة المواضيع ولفترات زمنية تمثل جانبا من تاريخ عمان التليد، ولهذا تكون المعارض مجالا رحبا في التعريف بالحضارة العمانية ومعرفة إنجازاتها المحلية والإقليمية والدولية عبر الزمن