بأكثر من 8 آلاف زائر.. المعرض الوثائقي يسدل الستار
اختتم المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر الدولي العلاقات العمانية البريطانية في فندق كمبينسكي مسقط الموج فعالياته، بتنظيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والذي أقيم خلال الفترة من 8-12 أكتوبر 2018م، وحظي المعرض بنحو 8 آلاف زائر حيث شهد طوال فترة إقامته لمدة خمسة أيام إقبالا كبيرا من الجمهور المحلي والجاليات العربية والإسلامية والغربية المقيمة في السلطنة. وشهد افتتاح المعرض حضوراً رسمياً ودبلوماسياً وأكاديمياً وثقافياً رفيعاً، حيث افتتح المعرضَ الوثائقيَّ المصاحب للمؤتمر، صاحبُ السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، وبحضور معالي وزير الدولة بالمملكة المتحدة، وسفير المملكة المتحدة لدى السلطنة، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وأتاح المعرض لزواره الاطلاع على حجم العلاقات العمانية البريطانية خلال أربعة قرون مختلفة، وعرض الكثير من المعلومات الموثقة بالوثائق والصور عن حجم هذه العلاقات، حيث تم عرض أكثر من 150 وثيقة وعدد من الصور والمجلات والطوابع والعملات التي تشير إلى العلاقات الوطيدة التي تربط عمان ببريطانيا، بالإضافة إلى عرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والاستكشافية وامتداد السواحل العمانية وخرائط للمدن. كما اشتمل المعرض أيضا على صور الزيارات الرسمية بين السلطنة وبريطانيا، إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية. وسلط المعرض الوثائقي الضوء على مقالات تاريخية للصحف العالمية التي تتحدث عن عمان وزنجبار وسلاطينها والحياة الاجتماعية فيها، وسرد العلاقات الدبلوماسية والودية والاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين.
تاريخ وطن عريق
وحول زيارته للمعرض الوثائقي، قال معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون: إن تاريخ عمان هو تاريخ وطن عريق والوثائق هي الأدلة البينة على هذه العراقة، إضافة إلى معالم التاريخ الملموسة كالقلاع والحصون وغيرها من الصروح الحضارية، وأضاف الحراصي: قد اطلعت على المعروض من وثائق في هذا المعرض فوجدتها تقدم المزيد من الأدلة على عراقة المواطن العماني وإرادة إنسانه ومده ليد الصداقة والمودة إلى الأمم الأخرى، كما قدم معاليه شكره الجزيل لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على جهودها العظيمة وفعالياتها العلمية المهمة، فهي جهود وفعاليات لها أثر كبير في حفظ الذاكرة الوطنية، وسيكون لها أثرها العميق في ترسيخ الهوية الحضارية العمانية ونقلها لأجيال المستقبل.
ترسيخ الذاكرة الوطنية
وتذكر حنان بنت محمود بن عودة احمد، مديرة دائرة المعارض الوثائقية، بأن المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر الدولي السابع العلاقات العمانية البريطانية، يؤكد على أهمية ترسيخ الذاكرة الوطنية في مثل هذه المحافل الدولية وابراز هذا الكنز التاريخي والحضاري للأجيال التي لم تعايش الحدث ولتحقيق المعرفة والوعي عن هذا الإرث الثمين ، لذلك ارتأت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية استمرارية تنظيم المؤتمرات الدولية والمعارض الوثائقية لتقف جنباً مع أوراق العمل في المؤتمر الدولي وتؤكد صحة تلك المحاور والأحداث فالوثائق هي الإثبات لتلك الأحدث بمختلف الحقب الزمنية كما ان المعرض الوثائقي تكمن أهميته في نشر الوعي الثقافي في مجال الوثائق والمحفوظات للمواطنين ولجميع الوفود الزائرة بمختلف شرائح المجتمع، حيث ان المعرض استقبل العديد من الطلاب والطالبات وعامة الجمهور بمختلف الجنسيات، ويحتوي المعرض على العديد من الموضوعات وتبرز مجموعة قيمة من الوثائق والصور والخرائط والصحف والمجلات والطوابع البريدية التي وثقت وأوضحت عمق العلاقات العمانية البريطانية وفِي كافة المجالات ( السياسية، التجارية، العسكرية، الشؤون البحرية، وشؤون التعليم والصحة وغيرها …) وعرض المعرض ما يزيد عن ١٥٠ وثيقة أبهرت الزائر لقدم العلاقات العمانية البريطانية، كما أن المعرض الوثائقي أحتوي على عدة أقسام تبين من خلالها مدى قوة العلاقات بين البلدين ورتبت زمنيا من خلال أركان المعرض المختلفة: ركن العلاقات القنصلية وركن العلاقات الدبلوماسية والسياسية وركن العلاقات التجارية وركن الشؤون البحرية وركن شؤون التعليم والصحة وركن الاتفاقيات والمعاهدات وركن عمان وزنجبار في الصحافة البريطانية، ويحتوي المعرض أيضا على مجموعة قيمة ومميزة من الطوابع البريدية ونسخ أصلية من وثائق ومراسلات تبرز العلاقات العمانية البريطانية ومنها الأوسمة والنياشين وبطاقة الدعوة للحضور للاحتفالات والمناسبات بين البلدين ، كما تم عرض جميع إصدارات الهيئة وهي حصيلة قيمة ومميزة لدراسات وابحاث علمية وما نتج من المؤتمرات الدولية التي نفذتها الهيئة.
من جانبه قال خلفان الصولي: إن دور الهيئة في إبراز الجوانب التاريخية والحضارية والثقافية المختلفة واضح للعيان، والتي بلا شك سيكون لها دور هام في تعريف الأجيال الناشئة بهذا الإرث العظيم، وسيساهم مباشرة في تعزيز قيم المواطنة. فيما أبدى فيصل المجيني بهجته لما يحتويه المعرض الوثائقي من وثائق وصور تعكس مدى العلاقات العمانية البريطانية فهو دليل على الحنكة السياسية لهذا البلد.
سياسة الحكمة
ومن أفواج الطلبة الذين زاروا المعرض تحدثت الطالبة مآثر بنت أحمد الصلتية من جامعة السلطان قابوس حول المعرض قائلة: بأن صدى المؤتمر الدولي العلاقات العمانية البريطانية والمعرض الوثائقي شجعني لزيارة المعرض الوثائقي والتعرف عن قرب عما يتم عرضه من وثائق تاريخية وسياسية وحضارية تسرد حكاية حجم العلاقات العمانية البريطانية، ومدى إصرار المواطن العماني في تقوية علاقاته بدول العالم المختلفة، فمنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا فنحن نقطف ثمار سياسة الحكمة التي غرسها أئمة وسلاطين عمان والتي تثبت يوماً بعد يوم بعد النظر في هذه العلاقات، وأضافت الصلتية إعجابها الشديد حول حرص السلطنة المتمثل بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في نشر حضارة السلطنة عبر المعارض الوثائقية المحلية والدولية. وتذكر حنان بنت محمود بن عودة احمد، مديرة دائرة المعارض الوثائقية، بأن المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر الدولي السابع العلاقات العمانية البريطانية، يؤكد على أهمية ترسيخ الذاكرة الوطنية في مثل هذه المحافل الدولية وإبراز هذا الكنز التاريخي والحضاري للأجيال التي لم تعايش الحدث ولتحقيق المعرفة والوعي عن هذا الإرث الثمين.
مد جسور التواصل
من جانبه قال زاهر بن مهنا الإسماعيلي أخصائي معارض بالهيئة: إن المعرض المصاحب للمؤتمر الدولي العلاقات العمانية البريطانية يهدف لمد جسور تواصل بين هيئة الوثائق المحفوظات الوطنية وبين المجتمع، إلى جانب توعية الناس بأهمية الوثيقة والتاريخ العميق التي تمتلكه السلطنة، حيث تم عرض العديد من الوق والصور والاتفاقيات والخرائط التي كانت دليلا ثابتا لمرتادي المعرض للعمق التاريخي بين عمان وبريطانيا، كما أن زيارة المعرض فرصة في غرس الهوية العمانية لدى الفتية وأجيال المستقبل، حيث حظي المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر بإقبال كبير من أطياف المجتمع و الجامعات والكليات والمدارس كما كان للعوائل نصيب في الحضور، حيث أبدى الزوار إعجابهم بمحتوى المعرض من الصور والوثائق التاريخية التي تربط سلطنة عمان ارتباطا عميقا ببريطانيا كما أبدوْا إعجابهم بالتنظيم الرائع في توزيع أركان المعرض.