يختتم المعرض الوثائقي الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بولاية دبا في محافظة مسندم غداً وسط إقبالا كبيراً من أبناء المحافظة، حيث يستقطب مجموعة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع وتمثل المؤسسات التعليمية الشريحة الأكبر في الإقبال على المعرض الوثائقي، وذلك ما يعكس حرص المؤسسات التعليمية والقائمين عليها على تشجيع الطلاب للاهتمام والاطلاع على الموروث الحضاري لعمان، فزائره يجد ما يشبع رغبته من الكم الهائل من المعرفة المتمثلة في مختلف الوثائق والمخطوطات والطوابع وغيرها، ويتضح جليا من خلال اهتمام الزائر والتركيز الكبير لشرح القائمين على المعرض، إلى جانب تدوين ما يلزم من المعلومات وتضمينها في البحوث والتقارير المختلفة. الجدير بالذكر بإن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ستفتتح المعرض الوثائقي في ولاية مدحاء الأحد القادم تحت رعاية والي مدحاء.
انطباعات
وحول زيارة المعرض الوثائقي يقول الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي، المدير العام المساعد لشؤون التعليم بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسندم: سعدت بزيارتي المعرض الوثائقي المقام في ولاية دبا الذي أظهر التاريخ العماني العريق عامة وتاريخ محافظة مسندم خاصة حيث الوثائق المتنوعة بين المخطوطات والخرائط والصور والعملات والشاشة الذكية التي تعرض الوثائق والعملات والصور والمعرض بما يحتويه شاهدا على عراقة التاريخ العماني والامبراطورية العمانية الممتدة وهي فخر واعتزاز لكل عماني، وأضاف …. يعد المعرض فرصة للتعريف بالتاريخ العماني وتربية الأجيال على قيم المواطنة وحب الوطن والولاء والانتماء للوطن والسلطان لذا يسرني أن أتقدم بالشكر الجزيل لهيئة المخطوطات والوثائق على تنظيم هذا المعرض راجيا أن يعم جميع أنحاء السلطنة الحبيبة داعيا المواطنين لزيارة المعرض وتسجيل مخطوطاتهم.
وقالت الأستاذة رقية بنت محمد النظري من مدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي: يعد هذا المعرض بمثابة بوابة تاريخية وواجهة ثقافية يتعرف من خلالها الزائر على أهم الوثائق والمراسلات التي تم تداولها في محافظة مسندم خلال حقب زمنية مختلفة، مما يدل على المكانة التاريخية العريقة للمحافظة والارث الأصيل الذي نُحت على الحجر قبل الورق، كما يساعد المعرض إبراز تاريخ السلطنة الضارب في القدم من خلال استعراض بعد الدلالات التاريخية الموجودة في الصخور والرسومات والصور والطوابع البريدية، وهو رافد ومخزون ثقافي أساسي لتعزيز المعلومات في أذهان الطلبة والطالبات ومعين للدارسين والباحثين في مجال البحوث العلمية.
من جانب اخر قال الأستاذ عبد الله بن راشد الريسي من مدرسة عمرو بن العاص للتعليم الأساسي: سعدنا بزيارة المعرض الوثائقي بمحافظة مسندم في ولاية دبا، التابع لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الذي من خلاله تعريف الطلبة وكذلك الزوار وأهالي المنطقة دبا بشكل عام عن الإرث والموروث الحضاري والتاريخي الذي تزخر به سلطنة عٌمان من خلال الحقب الزمنية المختلفة، من خلال استعراض الكثير من المخطوطات التي كتبت بخط اليد من رسائل ووثائق تاريخيه ظلت شاهدة الي وقتنا الحاضر، وأضاف الريسي قدم المختصون من الهيئة لطلبة المدرسة الكثير من المعلومات بالإضافة إلى لشرح موجز عن نظام التوثيق والأرشفة واستعراض العديد من الوثائق التي تشهد بذلك، كما تم الاطلاع على المخطوطات والرسومات والرسائل من بينها رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملكي عمان عبد وجيفر يدعوهم إلى الإسلام، كما تم عرض الإرث الذي تزخر به محافظة مسندم من مواقع أثرية غنيه وتاريخيه، إضافة إلى بعض المراسلات والوثائق الخاصة التي قام بتسجيلها أبناء المحافظة لدى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
فيما قالت فايزة الهنداسي من مدرسة التلغراف الخاصة بولاية دبا، لقد تشرفت برفقة طاقم العمل بالمدرسة بزيارة المعرض الوثائقي حيث سعدنا بالاطلاع على التقسيمات المختلفة للمعرض بما يحتويه من نماذج للوثائق المعروضة، وكذلك بعض المخطوطات والأدوات التي استخدمها الإنسان العماني في التوثيق، وتعد الوثائق ملحمة تستفيد منها الأجيال الحالية وطلبة المدارس للوقوف على عظمة وحضارة وطننا الغالي سلطنة عٌمان.
وثائق
يوثق المعرض الوثائقي من خلال أركانه تاريخ التوثيق والأرشفة، وركن محافظة مسندم، وركن مراسلات المواطنين، وركن، والمحتوى الرقمي مجموعة من الأحداث التاريخية لسلطنة عُمان ومحافظة مسندم بشكل خاص، ومن بين الوثائق المعروضة في المعرض الوثائقي، مجموعة من الرسومات البرتغالية، لولايتي دبا ومدحا، تظهر وصفا دقيقا للمدينتين، من حيث التضاريس التي تحيط بهما، وتوزيع القرى والمساكن والمزارع، ويقدر عمر هذه الرسومات أكثر من 500 سنه. كما يحتوي المعرض على عدة أقسام توضح من خلالها دور الهيئة في حفظ وصيانة الوثائق ابتداء من العصور الحجرية، وتم التركيز لعرض وثائق المواطنين بمحافظة مسندم تكريما لما قدموه من مبادرة طيبة لتسجيل وثائقهم لدى الهيئة وحرصهم ووعيهم التام لأهمية المحافظة على الوثائق وإدراكهم لدور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لحفظ الذاكرة الوطنية، إضافة لعرض تاريخ الأرشفة واساليب التوثيق من العصور الحجرية. إلى جانب عرض وثائق تثبت عن نشأة التوثيق في سلطنة عمان وأساليبها كالرسم والنقش على الصخور وانتهاء في الكتابة والتوثيق وهجرة قبائل الأزد إلى عمان ونشأة الإمامة ودولة النباهنة واليعاربة، كما يحتوي المعرض على ركن خاص يستعرض مجموعة من الخرائط والصحف والمجلات الأجنبية والعربية والمحلية التي وثقت أبرز الأخبار والأحداث العمانية، إلى جانب عرض مجموعة متنوعة من المخطوطات العمانية.