هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية
تقيم معرضا وثائقيا بدار السلام حول عمان وعلاقاتها الدولية
تحت رعاية فخامة الدكتور محمد غريب بلال نائب رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة
افتتح فخامة الدكتور محمد غريب بلال نائب رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة بمركز المعارض بدار السلام المعرض الوثائقي عمان وعلاقاتها الدولية والذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والذي استمر من 8 – 11 سبتمبر 2013م، وحضر حفل افتتاح المعرض الوثائقي سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وفخامة الدكتور علي حسن مويني الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا المتحدة ومعالي الدكتور سالم أحمد سالم رئيس الوزراء التنزاني الأسبق ومعالي بيرنارد ميمبا وزير الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية تنزانيا المتحدة وسعادة السفير يحيى بن موسى البكري سفير سلطنة عمان في تنزانيا وعدد من أصحاب السعادة السفراء رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدون في جمهورية تنزانيا المتحدة.
بدأ الحفل بكلمة ألقاها سعادة السفير يحيى بن موسى البكري سفير سلطنة عمان في تنزانيا رحب في بدايتها بالحضور والمشاركين في افتتاح المعرض الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مشيرا في كلمته إلى أن السلطنة أسهمت إسهاما متواصلا في الحضارة الإنسانية والتي تتميز بعظمة سفنها وبأهمية تجارتها وصادراتها التي كانت تجد أسواقا رائجة لها في بلاد الرافدين موضحا أنها كانت أحد المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب بالإضافة إلى أنها كانت مركزا تجاريا وبحريا مزدهرا في المحيط الهندي، وأوضح سعادته أن السلطنة أسهمت في مراحل تاريخية عديدة بنصيب حضاري وافر بالإضافة إلى أنها قوة بحرية وسياسية مؤثرة امتدت علاقاتها وصلاتها إلى الكثير من دول العالم، ومضيفا أن الجسر الأساسي الذي يربط النهضة العمانية الحديثة بمراحل الازدهار التاريخية بسلطنة عمان يتمثل في الدور القيادي على تحقيق الوحدة الوطنية وبناء القوة الذاتية وتشييد اقتصاد قوي على أساس من الأمن والاستقرار وإدارة السياسة العمانية بحنكة ودراية .
ومن جانبه ألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة رحب في بدايتها بالحضور والمشاركين في حفل افتتاح المعرض وقال فيها أن المعرض يضم في جنباته جانباً مهماً يحكي تاريخ عمان وعلاقاتها التي اتسمت منذ أقدم العصور بالاحترام والسلام والأمن والتطلع أن يعيش الناس على هذه الكرة الأرضية في رخاء وتعايش وازدهار مضيفا أن هذه المبادئ والقيم ترسخت منذ مئات السنين لتثبت مصداقيتها وتواصلها لتصبح اليوم خير شاهد على النهج القويم بالسياسة الحكيمة التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه التي أضحت مثالا يحتذى به في الاحترام المتبادل وإرساء دعائم الأمن والسلام في العالم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والتطلع لأن يعيش الناس جميعا في محبة ووئام ورخاء وازدهار، وأشار سعادة الدكتور رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في كلمته أن السلطنة ارتبطت مع بلدكم الصديق والشقيق بعلاقات متميزة شهدت نموا وتطورا وقد تعززت تلك العلاقة بالزيارة الكريمة التي قام بها فخامة الدكتور رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة إلى سلطنة عمان ومباحثاته ولقاءاته مع جلالة السلطان قابوس المعظم ـ مما كان لها أكبر الأثر في دعم التواصل وزيادة الروابط بين البلدين فضلا عن العمل من الجانبين لتنمية وتطوير مجالاتهما، انطلاقا من الروابط الحضارية والتاريخية بين البلدين .
وأشار سعادته أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية حظيت أثناء زيارة الرئيس إلى مسقط بتوقيع مذكرة التفاهم بين أرشيف جمهورية تنزانيا والهيئة والتي ستمكن من تطوير مجالات الدراسات وتشجيع البحث العلمي والاستغلال الأمثل للوثائق في دعم العلاقات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لرفد المكتبات ومراكز البحوث العالمية وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الجهتين متطلعا لبلدكم كل التقدم والازدهار والأمن والسلام، وفي نهاية الكلمة قدم سعادته جزيل الشكر والتقدير إلى فخامة الدكتور نائب رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة على رعايته افتتاح المعرض وبالإضافة الى الحضور والمشاركين في الافتتاح.
ومن جانب آخر ألقى فخامة الدكتور محمد غريب بلال نائب رئيس جمهورية تزانيا المتحدة كلمة رحب فيها الحضور والمشاركين في افتتاح المعرض عمان والعلاقات الدولية, وأضاف ان مثل هذه المناسبات تعمق العلاقات بين البلدين التي يجمعهما تاريخ مشترك، واضاف نائب رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة أن البلدين تجمعهما قواسم مشتركة مثل العادات والملابس بالإضافة إلى أن اللغة العربية والسواحلية متقاربة، كما قال فخامته ان اليوم نجتمع لنشاهد شيئا من تاريخ وثقافة سلطنة عمان، كما نشهد من إخواننا العمانيين ما يقدمونه في هذا المعرض حيث نشاهد ما قدمته السلطنة من ميراث ثقافي وحضاري، بعدها قام راعي الحفل بجولة في أركان المعرض الذي تكون من سبعة أركان مختلفة تبرز الرصيد والإرث الحضاري الذي تمتلكه السلطنة، والأركان هي :ركن عمان الأصالة والمعاصرة، والذي ابرز صور السلاطين والأئمة كما تحدث فيه عن سيرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم/ حفظه الله ورعاة/ بالإضافة إلى ملامح النهضة المباركة وعمان قديما وحديثا في عصر النهضة ، وركن تاريخ عمان و شرق أفريقيا، والذي حكى عن العلاقات العمانية بين مسقط وزنجبار ومع الدول العربية والأجنبية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،و التمازج الثقافي بين شطري الدولة مسقط وزنجبار وحياة العمانيين في تلك الفترة , و ركن الوثائق الخاصة واحتوى على مجموعة من نماذج من وثائق المواطنين الذين بادروا بتسجيلها لدى الهيئة في مختلف المواضيع السياسية والاجتماعية والدينية والعسكرية، وركن إنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وهي إنجازات الهيئة منذ تأسيسها والدعم الفني الذي تقوم به الهيئة للوحدات الحكومية سعيا منها إلى إعداد نظام إدارة الوثائق والمحفوظات، والذي تبين من خلاله فعاليات الهيئة وأنشطتها المختلفة, و ركن العلاقات الدولية والذي سلط الضوء على العلاقات والتعاون الدولي بين سلطنة عمان وبين الدول العربية والأجنبية، حيث عرض فيه بعض الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدتها السلطنة مع هذه الدول أمريكا- والهند – فرنسا – ألمانيا – وهولند- وبريطانيا – وتركيا , بالإضافة إلى ركن المخطوطات الذي يعرض بعض المخطوطات التي تمتلكها الهيئة و التي تحكي عن العلاقات بين السلطنة و زنجبار, و ركن التاريخ الشفوي ويشتمل على آلية العمل بالتوثيق الشفوي .
ويأتي افتتاح المعرض الوثائقي بدار السلام بعد اختتام أعمال الندوة الدولية والذي يتناول بين جوانبه مجموعة من الوثائق التي تحدثت عن مسيرة الحضارة الإنسانية في عمان وفقا للحقب التاريخية الممتدة ودور عمان في التواصل الحضاري وعلاقاتها المختلفة، والتي تتحدث عن مواضيع مختلفة سواء كانت: اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو جغرافية أو أدبية في فترات زمنية وحقب تاريخية مختلفة، حيث هدف المعرض إلى إبراز المخزون الوثائقي العماني واطلاع الباحثين والدراسين والأكاديميين وطلبة الجامعات بمختلف تخصصاتهم على الموروث الحضاري لعمان في مختلف الجوانب لتعريفهم بالامتداد التاريخي وعمق التواصل العماني بالخصوص مع شرق أفريقيا ، والذي أكد على أهداف الندوة المقامة بشرق أفريقيا كما تُعرف المجتمعات الخارجية بأهمية الوثيقة العمانية للدراسات والبحوث، كما أن المخطوطات التي ضمها المعرض شكلت إرثا حضاريا مميزا فضلا عن العملات التي سكت في عمان أو شرق أفريقيا ومجموعة من الطوابع.