اعتماد نظام إدارة الوثائق الخصوصية بمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان 7/8/2012
7 أغسطس، 2012
الهيئة توقع مذكرة تفاهم مع جمهورية تنزانيا
16 أكتوبر، 2012
المعرض الوثائقي بإسطنبول (عمان في الوثائق العثمانية والعلاقات الدوليه )
6 أكتوبر، 2012

تحت رعاية نائب رئيس وزراء الجمهورية التركية

افتتح السيد بكير بوزداغ ندوة العلاقات العمانية العثمانية باسطنبول

التي تنضمها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مركز إرسكا

 

افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ندوة (عمان في الوثائق العثمانية) بقصر (يلديز ) باسطنبول في الفترة من 6 – 7 أكتوبر 2012م، وذلك بالاشتراك مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (ارسكا) ، رعى حفل افتتاح الندوة معالي السيد/ بكير بوزداغ – نائب رئيس وزراء جمهورية تركيا وبحضور الدكتور أرشد هرمزلي كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية والدكتور خالد أرن مدير عام مركز إرسكا باسطنبول، ومن الجانب العماني ترأس الوفد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، كما حضر الندوة سعادة السيد قيس بن سالم بن علي آل سعيد سفير السلطنة المعتمد لذا الجمهورية التركية بأنقرة ، حيث تناولت الندوة العلاقات العمانية العثمانية في حقب تاريخية مختلفة.

وهدفت الندوة التي شارك فيها مجموعة من الباحثين والدارسين ورؤساء الجامعات و أساتذة التاريخ، إضافة لمجموعة من المسؤولين وقناصل الدول المعتمدة في اسطنبول ، إلى بيان أوجه التعاون بين الهيئة والأرشيفات الخارجية، إضافة لإثراء المكتبة العربية والتركية بالجديد من الدراسات والبحوث والوثائق العمانية العثمانية التي تكشف أثر التواصل العماني العثماني وامتداده التاريخي، كما هدفت إلى التعرف على اهتمامات المفكرين والأدباء العثمانيين بعمان من واقع نتاجهم الأدبي، كما سعت إلى تعريف المجتمعات الخارجية بأهمية الوثيقة العمانية للدراسات والبحوث الخاصة بالمنطقة ، وذلك من خلال مجموعة من أوراق البحث والدراسات التي تتناول محاور مختلفة من الجانبين العماني والتركي.

حيث تعد العلاقات العمانية العثمانية مزدهرة منذ حقب تاريخية ممتدة خاصة في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي خلال الفترة من 1744-1883م، وتواصلا مع العلاقات المتينة في عهد السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي، حيث أن التواصل بمختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والأدبية تمثل محاور أساسية لهذه الندوة الثنائية بين الجانبين العماني والتركي، والتي بدورها سترفد البحث التاريخي بين الجانبين وتعزز الأهمية التاريخية للعلاقات العمانية العثمانية التي سطرت منذ القدم ممتدة إلى يومنا هذا في العهد الزاهر الميمون لباني عمان الحديثه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

وتناولت ندوة (عمان في الوثائق العثمانية) العلاقات العمانية التركية في حقب تاريخية مختلفة حيث بينت أوجه التعاون بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والأرشيفات الخارجية، إضافة إلى إثراء المكتبة العربية والتركية بالجديد من الدراسات والبحوث، حيث أن الوثائق العمانية العثمانية تكشف أثر التواصل العماني العثماني وامتداده التاريخي ،إضافة للتعرف على اهتمامات المفكرين والأدباء العثمانيين بعمان من واقع نتاجهم الأدبي، كما تهدف الندوة أيضا إلى التعرف على الآراء والأفكار المتعلقة بالعلاقات العمانية العثمانية من خلال دور العوامل الجغرافية التي أثرت على العلاقات العمانية العثمانية من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين، والتعرف على المؤثرات الحضارية المتبادلة بين الدولتين وخاصة الجانب العمراني، وقراءة لبيان أوجه التعاون القائم بين أئمة وسلاطين عمان وبين سلاطين الدوله العثمانية.

وشارك في الندوة (عمان في الوثائق العثمانية) مجموعة من الأساتذه المحاضرين الجامعيين والباحثيين من الجانبين العماني والتركي، وذلك من خلال أوراق عمل تتناول محاور مختلفة تتعلق بالعلاقات العمانية العثمانية في جوانبها المختلفة السياسية والاقصادية والاجتماعية، حيث بدأت الجلسة الأولى من الندوة بعد الافتتاح مباشرة من خلال تقديم أربع أوراق عمل ترأس الجلسة الأولى الدكتور خالد أرن، حيث قدم الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي باحث عماني، ورقة بعنوان العلاقات العمانية التركية العثمانية في التاريخ، حيث تلخصت ورقته في نقاط رئيسة تمحورت في المكانة الكبيرة التي تتمتع بها عمان في تاريخ العالم والخليج العربي، حيث أنها لم تكن دولة معزولة على مر التاريخ، وقد ربطتها العديد من الصلات بالقوى العربية والإسلامية والعالمية على اختلاف أنواعها ومراحلها ومن هذه القوى الدولة العثمانية، وذكر في الورقة أيضا أهمية عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي شهدت البلاد فيه الاستقرار وتوحيد البلاد والازدهار الاقتصادي والتوسع الجغرافي تطورا ملحوظا من العلاقات العمانية العثمانية وخصوصا في عهد السلطان العثماني مصطفى الثالث، كما تحدثت الورقة حول شهادة العلاقات العمانية التركية لتاريخ عمان المشرق، حيث تمحور في عدة أصناف وصور مختلفة ومنها ما ذكره المؤرخون عن رسالة نابليون إلى السيد سلطان بن أحمد عام 1791م يخبره بأن الطريق بين السويس والقاهرة أصبحت آمنه وأنه في وسع التجار العمانيين أن يرسلوا بضائعهم، وحينها كانت القاهرة تحت السلوك العثماني، والعلاقات بين عمان والدولة العثمانية المباشرة وهذا ما لاحظه الرحالة الأمريكي لوكر، كما تحدث في نقطة أخيرة حول أهم الصادرات التي كانت السفن العمانية تنقلها إلى مناطق الدولة العثمانية من الصادرات اليمنية كالبن. وفي الورقة الثانية قدم الأستاذ دكتور إدريس بوستان ورقه بعنوان نقطة تحول الصراع العثماني البرتغالي: حربي مسقط وهرمز في بحر عمان ( 1552-1554)، وتلخص الحديث في هذه الورقة في قوة وأهمية نفوذ القادة البحريين في الصراع العثماني البرتغالي في المحيط الهندي بعد هاديم سليمان باشا هما : بيريس ريس و سيدي علي ريس. حتى أن حربي هرمز ومسقط التي كانت نتيجة للصراعات الطويلة بين الإمبراطوريتين مع التقنيات البحرية المختلفة، جلبت للبرتغاليين مميزات، وكانت ذات أهمية للعثمانيين من أجل توفير أمن الطرق البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي، وقد كلفت هاتان الحربان خسارة البحار المشهور و رسام الخرائط و الجغرافي البحري بيري ريس ولم تعرف ملابسات الوفاة. أما بالنسبة لسيدي علي ريس يذكر أن مركبه قد انجرف إلى الهند بسبب العاصفة مما جعله يترك بحارته هناك، ويرجع إلى اسطنبول مجازفة في طريق برية، حيث تم تحليل هذه الورقة من خلال وثائق من الأرشيف العثماني. وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة السلطان قابوس الورقة الثالثة بعنوان العثمانيون في مسقط 1551م – 1581م ( صور من العلاقات العمانية العثمانية)، حيث تلقي هذه الورقة الضوء على دور العثمانيين في التصدي للبرتغاليين في المياه العمانية خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي، ومدى التعاون العماني العثماني في صراعهم مع البرتغال، وحول تعرض السواحل العمانية في مطلع القرن السادس عشر ميلادي للغزو البرتغالي وفرض سيطرته على هذه السواحل أكثر من مائه وأربعين سنة، كما الدكتور في ورقته حول دخل الأسطول العثماني إلى المياه العربية بعد أن ضم العثمانيون بلاد الشام ومصر والعراق واليمن، وبعض المناطق الأخرى من الخليج العربي، وعن المحاولات التي يقوم بها الأسطول العثماني لم تتعدى باب المندب إلا حملة بيري رييس التي خرجت من السويس ووصلت البصرة عام 1552م. كما أن الأسطول العثماني مر على السواحل العمانية ونجح في الوصول إلى مسقط وهزم حاميتها من البرتغاليين في 1552م، وأسر عددا منهم، ثم خرج منها نحو هرمز وفشل في الوصول إلى قلعتها، وانقسمت هذه الورقة إلى مبحثين، أولهما الأحوال السياسية في عمان وما حولها في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي وثانيهما الحملات العثمانية ضد البرتغاليين على السواحل العمانية، كما اعتمد الدكتور في ورقته على مجموعة من الأبحاث والمؤلفات التي تناولت هذه الفترة الزمنية والمصداقيات من خلال التقصي للحقائق واستقراء الأحداث.

وفي الورقة الرابعة والأخيرة من الجلسة الأولى التي قدمها الأستاذ دكتورمحمد إبشيرلي الأستاذ الجامعي بجامعة الفاتح بتركيا بعنوان علاقات عمان مع الحكومة العثمانية في عهد السلطان أحمد بن سعيد ، حيث ابتدأ بمقدمة عن سيرة الإمام أحمد بن سعيد، فقد حكم لمدة أربعين سنة ( 1744-1783)، وفي فترة حكمه أهتم كثيرا بتطوير علاقات الصداقة مع الدولة العثمانية، وقد تركزت العلاقات الدبلوماسية والسياسية والمراسلات بشكل كبير حول مشاكل مضيق هرمز وولايتي البصرة وبغداد، وقد تسببت الاهتمامات والأنشطة السياسية التي قام بها كريم خان مؤسس الدولة الزندية في بلاد فارس وخلفاؤه في اضطرابات عارمة في عمان واسطنبول، وكان حكام بغداد في الغالب هم الذين يضطلعون بتأسيس هذه العلاقات حيث كانت لهم صلاحيات دبلوماسية وإدارية من قبل الباب العالي العثماني، وقد كان شؤون ومشاكل الحجاج العمانيين الذين يقصدون مكة عن طريق اليمن ( على سبيل المثال الحصول على إعفاء من الضرائب والحصول على تقدير أكبر من حجاج آخرين) تمثل القضية المهمة في هذه المفاوضات، وقد قام السلطان أحمد بن سعيد فيما يتعلق بهذه القضايا بإرسال خطابات رسمية إلى العاصمة العثمانية، وأحيانا يقوم الباب العالي (رئاسة الوزراء العثمانية) بالرد على المستوى الإمبراطوري و أحيانا أخرى يتم الرد برسائل من الصدر الأعظم ( رئيس الوزراء) وفقا للظروف وأهمية العلاقات، حيث ناقشت هذه الورقة العلاقات العثمانية العمانية الودية وتقييمها في محيط الاهتمامات البريطانية والفارسية في منطقة الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتستمر الندوة يوم الأحد في جلستها الثانية والتي سيترأسها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وستقدم فيها ستة أوراق عمل بين الجانبين.

وبهذه المناسبة قامت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بإصدار كتاب سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية (العلاقات العمانية العثمانية في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية) الذي يتحدث عن العلاقات العمانية العثمانية في جوانبها المختلفة.

كما نظمت الهيئة بمقر رئاسة جامعة (مرمرة) معرضا وثائقيا بعنوان ( عمان في الوثائق العثمانية والعلاقات الدولية) حيث قام السيد/ بكير بوزداغ – نائب رئيس وزراء جمهورية تركيا بافتتاح المعرض الذي استمر من 6- 8 أكتوبر 2012م، حيث عرض فيه مجموعة من الوثائق العمانية العثمانية المشتركة وبعض من الوثائق الدولية التي تحكي جانبا من التاريخ العماني العريق، والتي تتحدث عن مواضيع مختلفة سواء كانت: اقتصادية أو سياسية او أجتماعية وفي فترات زمنية وحقب تاريخية مختلفة، حيث يهدف المعرض إلى إبراز المخزون الوثائقي العماني واطلاع الباحثين والدراسين والأكاديمين وطلبة الجامعات بمختلف تخصصاتهم على الموروث الحضاري لعمان في مختلف الجوانب لتعريفهم بالامتداد التاريخي وعمق التواصل العماني بالخصوص مع الدولة العثمانية في فترات تاريخية زمنية مختلفة، والذي يؤكد على أهداف الندوة المقامة بين الجانبين لتتعرف المجتمعات الخارجية بأهمية الوثيقة العمانية للدراسات والبحوث.