(المعرض الوثائقي الخامس)
من 2 – 6 نوفمبر 2014م
في مسقط ( بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالقرم)
ما يزيد عن 600 وثيقة خاصة
شواهد الحضارة العمانية من الوثائق الخاصة
هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تنظم المعرض الوثائقي الخامس
وتكريم الدفعة الخامسة من المواطنين المبادرين بسجيل وثائقهم الخاصة
- سعادة رئيس الهيئة : عمان بلد يدل تراثه على عراقة الماضي وأصالة الحاضر ونظرة عمل للمستقبل.
- مالكي الوثائق: المحافظة على الوثيقة أمر واجب على كل أبناء الوطن.
افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الوثائقي الخامس بالسلطنة وحفل تكريم الدفعة الخامسة من المواطنين المبادرين بتسجيل وثائقهم الخاصة، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني، ويأتي ذلك سعيا من الهيئة في إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة حيث سيستمر المعرض من 2 – 6 نوفمبر 2014م، بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالقرم.
في بداية الحفل استهل بخير الكلام آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها قدم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة الهيئة قال فيها” تشرفنا بهذا الجمع الخير في حفل افتتاح المعرض الوثائقي الخامس، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية؛ إدراكاً منا بأهمية الوثائق في رصد وحفظ تاريخ وحضارة الأمم والشعوب، وتمكيناً من معرفة نظمها السياسية والاقتصادية والثقافية ونمط الحياة الاجتماعية، فعمان بلد يدل تراثه على عراقة الماضي وأصالة الحاضر، ونظرة عمل للمستقبل، لما للمعارف والخبرات والتجارب من إسهام في تطور المعرفة والاستفادة من نتاج معطيات وإنجازات فكر الإنسان العماني عبر العصور والأزمنة، فقد دلت الوثائق تسجيل حركة حياة الإنسان العماني، وقصة كفاحه، وبناء معالم حضارته، وكان ومازال محل فخر واعتزاز وشرف لانتمائه بالوطن وتعزيز هويته الشخصية المتميزة وتحديد أهدافه وتطلعاته وإنه يتوجب قراءة الإرث الوثائقي المتراكم الذي تزخر به عمان والذي يتجلى في تراث أمة كان لها فضل في إحياء كثير من الفكر والثقافة والعلوم، وقد سجلت الوثائق أحداثاً وإنجازات تظل تراثاً إنسانياً خالداً يدل بوضوح على عراقة عمان وعمق جذورها في الحضارة والثقافة الإنسانية، فالدلالات التاريخية شاهدة على عظمة عمان واعتزازنا بها وأهلها الذين نقرأ تاريخهم وإنجازاتهم وعلاقاتهم وترابطهم في مجتمع تسوده النظرة الشاملة نحو وطن حافظوا على كيانه وصانوا أمنه وأمّنوا استقراره، ولهذا نرى ما خلد من مجد عظيم وإنجاز ضخم غني بالمعالم الحضارية، وهو ما يؤكد قيمة التراث الوثائقي الذي يكشف لنا عن المجتمع وازدهاره ورقيه وتفتحه العلمي ونضجه الثقافي عبر العهود المتعاقبة على أرض سلطنة عمان .
كما قال سعادة الدكتور: يشرفني أن أتوجه بكلمة إجلال وتقدير للمواطنين الكرام الذين بادروا بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة التي تعمل جاهدة نحو نشر الوعي والتواصل الدائم مع مالكي وحائزي الوثائق وتشجيعهم في حفظ ذاكرتهم الوطنية لما تشكله من أهمية لتاريخ بلدنا العزيز، فكان التجاوب والإقبال يتزايد عاماً بعد عام، وما حضوركم اليوم إلا تقديراً منكم لهذه الجهود القائمة، وإن الاحتفالية التي نقيمها نؤكد من خلالها تقديمنا لكم جزيل الشكر وعظيم الامتنان، سائلاً المولى جلت قدرته أن ينعم على بلدنا بمزيد من الخيرات والنعم، ويكلل مسيرة نهضتنا المباركة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه، وألهمه وافر الصحة والعافية والعمر المديد وعمان بقيادته تمضي نحو التقدم والرقي والازدهار.
وفي ختام كلمته قال” أتوجه إلى معالي الشيخ/ سالم بن مستهيل المعشني الموقر الذي تفضل هذا اليوم برعايته حفل الافتتاح للمعرض الوثائقي الخامس، فله منا عظيم التقدير والاحترام، كما أتقدم بالشكر والتقدير لإدارة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية لتعاونها الدائم مع الهيئة والشكر موصول إلى الأخوة والأخوات في الهيئة على جهودهم الدائمة وأعمالهم الحثيثة لإقامة هذه المعارض ولكل من شارك وحضر فله منا الشكر والتقدير.
بعدها قدم الفاضل عبدالله بن أحمد بن سعيد الحارثي كلمة نيابة عن مالكي وحائزي الوثائق الخاصة تحدث فيها عن أهمية تسجيل وثائقه الخاصة وعن القيمة التاريخية للوثائق المتجمعة لدى أفراد المجتمع حيث قال ” لكل بلد عريق تاريخ يسجل أيامه الخالدة، و حضارة تقوم على أسس صامدة، و مجد سطرته البطولات الماجدة، و عمان بحمدالله إحدى أعرق البلدان في العالم، تاريخها يمتد بعيدًا عبر الدهور و العصور، كما يمتد عبر الأقطار و القارات، و عمان اليوم تتفيأ ظلال العز و المجد الذي ورثته عبر الأجيال، و حفظته لها صخور الجبال و أحضان الرمال … عز و مجد دونته لنا السطور في المخطوطات و المحفوظات التليدة، و أثبتته السجلات و الوثائق الأكيدة.
وأكد الحارثي: دأبت (هيئة الوثائق و المحفوظات الوطنية) بصورة دورية في الكشف عن أغلب ما تم العثور عليه من تلك السجلات و الوثائق، لتكون في متناول يد الباحثين و الدارسين، و يأتي معرضها السنوي هذا، في إطار جهودها لمزيد من التواصل مع الجمهور، و عرضها الجديد و المفيد من تلك الوثائق و المخطوطات، و تشكل مساهمة و تفاعل أصحاب الوثائق الخاصة رافدًا مهمًا من روافد هذا المعرض، بعد أن نالت حقها من الترميم و التوثيق.
كما قال : و في الوقت الذي تحرص فيه الهيئة مشكورة على تكريم عدد من أصحاب الوثائق الخاصة سنويًا و تقديم الشكر لهم، على تعاونهم في هذا المجال ، حريٌ بنا أن نقدم الشكر و التقدير للهيئة المحترمة و لسعادة الدكتور رئيس الهيئة و لجميع الموظفين عامة، و موظفي القسم المعني بالوثائق الخاصةِ خاصة ً، على جهودهم المخلصة، فالدور الذي يقوم به قسم الوثائق الخاصة، لهو دور جليل، و عمل نبيل، يجوبُ موظفيه عرض البلاد و طولها، جبالها و سهولها، حاضرها و باديتها، يستجيبون لكل دعوة، و يبذلون كل جهد حتى يصلوا للوثائق الخاصة فيولونها العناية اللازمة، و يسجلون موقعها، و يوثقون كل شيء عنها، ما تيسر لهم ذلك، فلهم جزيل الشكر و التقدير. و أنتهز هذه الفرصة لأشاركهم الدعوة الصادقة، إلى مزيد من الكشف، إنني أعتقد جازمًا بأن الأدراج الخشبية، و الصناديق الحديدية، و الجدران الطينية، لازالت تحتفظ بالكثير مما يمكن الكشف عنه، لطلاب العلم و الباحثين عن المعرفة، و أخشى أن يتم التفريط فيها عن جهل بمضمونها، أو إهمال غير مقصود، أو حفظ غير آمن عليها، و لسنا بحاجة إلى التعريف بالوثائق الخاصة، ولا بأنواعها خصوصًا تلك التي تهم الصالح العام، و تحفظ ذاكرة الأمة، و تشكل مرجعًا تاريخيًا و ثقافيًا لهذا البلد، في علم الفقه و الفلك و الطب و الأنساب و الأدب وغيرها.
وفي ختام كلمته قال: شكرًا جزيلاً لكم سعادة الرئيس، و شكرا لجميع العاملين بالهيئة، و شكرًا لأعزائنا في قسم الوثائق الخاصة، إنني و زملائي المهتمين بالوثائق، نعدكم أن نبذل قصارى جهدنا في الحفاظ الآمن عليها، و التواصل معكم عن أي كشف جديد يتسنى لنا الوصول إليه، و تشجيع كل من يمتلك مثل هذه المخطوطات و الوثائق للعناية بها، و التواصل معكم بإذن الله”.
وبعدها قدم الشاعر خميس بن مسعود النعماني فقرة من الشعر الشعبي ترنم بأبيات منوعة ما بين شعر المسبع والميدان والدان دان، وهو مورث تاريخي من الثقافة العمانية التي يلقي مساحة خصبة من المهتمين، حيث لامست كلماته اسماع الحضور بجمالية ابياتها وحسن إلقائها، والذي تحدث جزاء منها في أهمية الحفظ على الموروث التاريخ الأصيل، ودور هيئة الوثائق في ذلك، وذكرت بعض الأبيات انجازات النهضة المباركة في ظل القيادة الحكيمة والراسخة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظة ورعاه. كما قدم الفاضل عزان بن خميس الصبحي قصيدة فصيحة بعنوان، صدى الأمجاد، تحكي المجد الذي تسطره الهيئة ودورها الهام في الحفاظ على الإرث الحضاري لعمان.
وقبل ختام الحفل قام معالي الشيخ راعي الحفل بتكريم المواطنين المبادرين بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة، كما تم تكريم المشاركين في الحفل والمؤسسات المتعاونة مع الهيئة التي ساهمت في انجاح وتغطية هذا الحفل وبعدها دعي معالي الشيخ راعي المناسبة لافتتاح المعرض الوثائقي الخامس، والذي تجول في جميع جوانب المعرض.
حيث أتى هذا المعرض متخصصا في الوثائق الخاصة والتي تبين الشواهد الحضارية والتاريخة لعمان، تضمن تصميم المعرض زخرفة اسلامية تدل على استخدام العمانيين للزخرفة الإسلامية تاريخيا، وكذلك شعار السلطنة الذي يمثل انتماء الهيئة و ما تضمه من وثائق عمانية.
فالدور الذي تقوم به الهيئة في تكوين رصيد وثائقي يشكل جزءا أساسيا من الذاكرة الوطنية، ويعد بعدا تاريخيا بحثيا بما توفره الوثائق من مادة مهمه وشاهد حي يستدل به الباحثين والدارسين والمهتمين في تاريخ الوطن في بحوثهم ودراساتهم المختلفة. حيث تعد المعارض جزءا مهما في اطلاع هذه الوثائق للمجتمع بكل فئاته، وتسعى الهيئة إلى ابراز هذا المخزون الوثائقي الذي تزخر به السلطنة والذي يمثل مدخلا أساسيا لقراءة الحضارة والتاريخ العماني الأصيل في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفكرية، فالمعرض الوثائقي الخامس يأتي بعد عدد من المعارض الوثائقية المحلية والدولية والتي كان لها أثر كبير في تعريف الزوار بالدور الحضاري والتاريخي للسلطنة على المستويين المحلي والدولي ، كما يأتي هذا المعرض تباعا في سنته الخامسة ليؤكد على أهمية الوثيقة وابرازها للمجتمع ودورها في تسجيل أحداث التاريخ، وتنظم الهيئة المعرض الوثائقي الخامس ليكون استمرارا للنجاح المنجز وليستفيد منه الباحثين والدارسين والمهتمين من المخزون المتجمع لدى الهيئة، وانطلاقا من الرسالة السامية التي تسعى الهيئة إلى تحقيقها في المجتمع. كما أن المعرض الوثائقي يضم ما يزيد عن ستمائة وثيقة تاريخية نادرة بالإضافة إلى الخرائط والمخطوطات التاريخية والعملات والطوابع، وكلها تعد وثائق خاصة بادر المجتمع بتسجيلها، وهي الوثائق السلطانية: وتشمل على المراسلات السلطانية من السلطان إلى المواطنين أو من المواطن إلى السلطان، في مختلف الجمالات، فنجد مراسلات من بعض شيوخ القبائل، بالإضافة إلى مراسلات من بعض الأعيان الذين تقلدوا مناصب مختلفة في البلاد، كرئيس الولاة وناظر الشؤون الداخلية، وبعض الولاة والقضاة، يطلبون رأي السلطان في أمر ما كالفصل بين متخاصمين إجراء صلح بين أشخاص. أو بعض مراسلا التهاني بالأعياد (عيد الأضحى وعيد الفطر) مثال: رسالة من السلطان سعيد بن تيمور إلى أحد المشايخ يشكره على رسالته المهنئة بعيد الأضحى المبارك 15/1/1385هـ -16/5/1965م. وثائق الإقرارات: وتشمل على اقرارات البيع والشراء بين المواطنين والتي كانت توثق مباشرة دون الحاجة للرجوع إلى دائرة رسمية مختصة بذلك، مع وجود شاهدين أو أكثر، مثال عليه إقرار من أحد المواطنين ببيع مزرعته لمواطن آخر بمائة وستين قرش فضة 27/5/1373هـ -1/2/ 1954م.وثائق الأفلاج: وفيها كل ما يتعلق بالأفلاج كالحصص المملوكة لشخص ما في فلج ما أو أسماء الأشخاص المستأجرين لحصص الماء في فلج معين أو عدد الحصص الماء التي خلفها شخص ما في فلج، أو كل ما يتعلق بعملية صيانة الأفلاج أو البيع والشراء في حصص مياه الأفلاج مثال: بيان بحصص الماء التابعة لفلج أبو قرة بضنك 24/3/1388هـ -21/6/1968م. وثائق الميراث: وفيه كل ما يتعلق بتقسيم تركة شخص متوفى على الورثة أو الحاق بعض أمواله بأموال الوقف المعروفة في بلد ما. كوثيقة توضح تقسيم تركة بين أخوين من تركة والديهما 23/10/1387هـ -24/1/1968م. وثائق الوصايا: وتوضح كل ما يتعلق بوصية الأشخاص وما يوصون به من أموال أو مواقيف أو تخصيص بعض الحصص من أملاكهم للفقراء أو لتعليم القرآن الكريم وغيرها، ومنها وصية لمواطن 5/12/1354هـ -28/2/1936م. وثائق التهاني والتعازي: وتتناول هذه الوثائق مراسلات التهاني بالأعياد كعيد الفطر وعيد الأضحى بين المواطنين ووثائق التعازي في وفاة أشخاص مثال: رسالة تهنئة إلى أحد المشايخ بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بتاريخ 13 ذو الحجة عام 1366هـ/28 أكتوبر عام 1947م.القصائد الشعرية: وتحتوي على قصائد المدح والثناء والرثاء والغزل بالإضافة إلى قصائد ختم القرآن الكريم أو ما يسمى (التأمينة). ومنها التأمينة كتبها مواطن عام 18/12 / 1373هـ -18/8/1954م. وثائق الفتاوي: وهي عبارة عن رسائل موجهة إلى المشائخ الذين يشهد لهم بالعلم والمعرفة على شكل فتاوى في مواضيع الزواج والطلاق والصلاة وغيرها ومن ضمنها سؤال فقهي عن الشفعة موجه للإمام محمد بن عبد الله الخليلي. بالإضافة إلى عرض بعض الوثائق الأجنبية والتي ورد ذكر عمان فيها والتي يعود بعضها إلى القرن المنصرم بالإضافة إلى بعض الخرائط التي توضح جغرافية السلطنة، وكذلك بعض القصاصات الصحفية والعملات المعدنية والورقية والطوابع البريدية.
أهمية الوثائق
تعتبر الوثيقة مصدر من مصادر التاريخ لهذا كان من الواجب على من يمتلكها أو يحوزها أن يحافظ عليها، فضلا عن أهمية تسجيلها لدى الهيئة لتبقى مصونة من تقلبات الزمن، كما أن اطلاعها للباحثين والدارسين أمرا مهما لقراءة التاريخ من خلالها كشاهد حي على الأحداث، فدراسة التاريخ من الوثائق تعد أساسها لفهمه ويساهم في تفسيره لمتتبعيه ومؤرخيه.
وتعد الوثائق المكتوبة هي المصدر الأول لأي باحث تاريخي بل هي شاهد العيان الذي ينقل تفاصيل الحدث التاريخي بزمانه ومكانه وأشخاصه وجزيئاته فالوثيقة هي تسجيل للحدث ساعة حدوثه بما يحفظ تفصيلات الموضوع ويحميها من عوامل التغيير والزيادة والنقص. كما أن الوثائق هي الركيزة الحقيقية التي يعتمد عليها الباحثون عن الحقيقة ففيها يجدون ما يؤكدون به نظرياتهم وتحليلاتهم، عن القرون الماضية وهو ما أكدت عليه الكثير من الوثائق التي حصلنا عليها. فالوثائق هي الأصول التاريخية والتاريخ يعتمد اعتماد أساسياً على الأصول لذلك إذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ ويقصد بالأصول الآثار التي خلفها الزمن.
الوثائق الخاصة
تشكل الوثائق الخاصة جزاء أساسيا من عمل الهيئة، والتي تمثل ذاكرة للأمة والوطن ومرجعاً تاريخياً وثقافياً لهذا البلد، لذا فإن كل الوثائق الخاصة التي تحصل عليها الهيئة عن طريق الهبة أو الوصية أو الشراء تعتبر وثائق عامة، فهي تنتقل من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة، وتعتبر مصدراً للبحث العلمي والإبداع الفكري.
وتمثل الوثيقة المكتوبة مرجعا تاريخيا وشاهدا حيا ومعتمدا وقد يكون فريدا من نوعه في الحفاظ على المعلومة و التأكيد عليها أو الانفراد بتفاصيلها أو حتى الإشارة إليها وهذا كله مما دعا هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إلى استحداث قسم الوثائق الخاصة لأهميته الكبيرة في رفد الذاكرة الوطنية، حيث أفرد قانون الوثائق والمحفوظات الوطنية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم ٦٠/٢٠٠٧ فصلاً خاصاً للوثائق الخاصة التي تهم الصالح العام لما لها من أهمية في الذاكرة الوطنية للبلاد.
ويأتي المعرض الوثائقي الخامس متخصصا في الوثائق الخاصة التي بادر المواطنين بتسجيلها لدى الهيئة، والذي يمثل بعدا أساسيا في أهمية الوثيقة التي يبادر المجتمع بتسجيلها ومكانتها الحضارية، فهي تكون رصيدا وثائقيا مهما وتشكل جزاء من الذاكرة الحية للوطن، فيأتي دور المعارض في تجسيد هذا الإنجاز والدور الحيوي للهيئة وما تقوم به من مهام تبين من خلاله الغرض الذي أنشأت من أجله، كما أن إقامة المعرض يتيح للباحثين والدارسين الأكاديميين الاطلاع على الموروث والمخزون الوثائقي لدى الهيئة ، ويبين دور الهيئة في التواصل مع أفراد المجتمع وخاصة مالكي وحائزي الوثائق الخاصة.