انطلاق حلقة العمل التطبيقية بالجامعة
17 سبتمبر، 2014
اختتام حلقة العمل التطبيقية بالجامعة
18 سبتمبر، 2014
الفعاليات الثقافية للمعرض الوثائقي
18 سبتمبر، 2014

 

تتواصل الفعاليات الثقافية لمعرض عمان قريبة وان كانت بعيدة بتواصل أعمال المعرض الوثائقي بتوافد أفواجا كبيرة من الزوار، والتي تحمل معها أجمل رسالة في التعريف بالسلطنة وأبرز معلمها وحضارتها الراقية التي انبت على أسس راسخة منذ القدم وهي تحمل معاني انسانية راقيه جابت بها غباب البحار وشقة بها كل الصعاب بين السهول والجبال، فحملت راية السلام والإسلام بين بلاد العالم بحسن التعامل وطيب التعايش، فهذا التاريخ المجيد والمشرف لعمان لابد أن يفتح لجميع البشر في أنحاء العالم، ليكون مثلا مهما في تاريخ الشعوب التي تسعى إلى السلام وتقرأ التاريخ بمصداقيته وأمانته من خلال شواهد حيه تتمثل في الوثائق بكل أنوعها وأصنافها وكذلك المخطوطات القيمة، فامتدادا لهذا التاريخ تبقى عمان رمزا وحضارة إنسانية وفكرية وثقافية حاضرة في كل زمان ومكان.

فالمسابقة الثقافية التي تشرف عليها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والتي نظمها كلا من صندوق الأمير تيمور الدولي والمتحف الحكومي لتاريخ التيموريين وأكاديمية العلوم الأوزبكية بالتعاون مع السفارة العمانية وبالتنسيق مع أبرز الجامعات الأوزبكية وهي جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية، جامعة طشقند الإسلامية، جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية، جامعة أوزبكستان الوطنية، حيث أن التصفيات الأولية للمسابقة ابتدأت منذ أكثر من شهر، حيث أن كل جامعة من الجامعات الأربع تقوم بالمسابقة في حرمها الجامعة لتصفية الطلاب الذي يشاركوا في النهائيات، حيث تأهل أربع فرق من كل جامعة فريق واحد يمثلها، ويتكون الفريق من ثلاث طلاب ومشرف، وتمت التصفية خلال الفترة الماضية.

ابتدأت المرحلة النهائية بين الفرق الأربع والتي تميزت بشروط مختلفة وفريق تحكيم على مستوى ثقافي ودبلوماسي عالي، حيث ترأس فريق التحكيم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وكلا من سعادة السفير محمد بن سعيد اللواتي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية أوزبكستان، والفاضل محمود بن محمد الرئيسي نائب رئيس البعثة بجمهورية أوزبكستان، والبروفيسور بهرام عبدالحليموف نائب رئيس أكاديمية العلوم الأوزبكية، وخورشيد فيضييف مدير المتحف الحكومي لتاريخ التيموريين، وناظم حبيبلايف رئيس صندوق الأمير تيمور الدولي، و ميرولي عبد لايف نائب رئيس صندوق الأمير تيمور الدولي، والدكتور زاهد الله منوروف استاذ جامعي، بالإضافة لرؤساء الجامعات الأربعة.

في بداية المسابقة تم دعوة الفرق الأربعة والتعريف بهم والتنافس فيما بينهم حيث أن المسابقة انقسمت إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأول طلب من كل فريق تقديم تصوره عن سلطنة عمان من خلال تقديم عرض يشرحوا فيه هذا التصور عن عمان في مدة أقصاها خمس دقائق، فكانت هذه المرحلة متقاربة المستوى بين الفرق الذي قدموا فيها عروضا جيدة تحدثوا فيها عن السلطنة من تمثيليات ومسرحيات مميزة، كما كانت عروض فلمية عن السلطنة اعدها الطلاب بمونتاج عربي رائع، أما المرحلة الثانية، فكانت عبارة عن طرح اسئلة عن السلطنة بحيث يقوم كل فريق بطرح سؤال للفريق الآخر يجب أن يجيب على كل سؤال في ظرف ثلاث دقائق، احتوت الأسئلة معلومات عن سلطنة عمان وتاريخها ومنطقها والعلاقات القائمة بينها وبين جمهورية أوزبكستان، واصل بعدها التنافس المحتدم بين الفرق في المرحلة الثالثة والأخيرة بطرح اعضاء اللجنة لكل فريق سؤال خاص والتي حددت بفترة اجابة لا تزيد عن دقيقتين والتي إذا زادت عن الوقت المحدد تنقص درجة الإجابة والمحددة بعشر درجات لكل سؤال، وقبل اعلان نتائج المسابقة قدم مجموعة من الشبان الأوزبكيين قصائد عن السلطنة وجلالة السلطان قابوس قدموها بلغتهم الأوزبكية، وأخيرا الفريق الذي جمع أكثر نقاط في نهاية مسابقة ماذا تعرف عن عمان فريق جامعة طشقند الاسلامية ، وفي نهاية الحفل قام سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة وسعادة السفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية أوزبكستان بتسليم شهادات المشاركة وهدايا للفرق المشاركة بالإضافة لرؤساء الجامعات المشاركين ولجنة التحكيم، أما الفريق الفائز سيتم تكريمهم في حفل ختام المعرض الوثائقي عمان قريبة وان كانت بعيدة بالإضافة لزيارتهم لسلطنة عمان التي ستحدد تاريخها لاحقا.

وحول المسابقة قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة: “المسابقة الثقافية ماذا تعرف عن عمان والمصاحبة لفعاليات المعرض الوثائقي عمان قريبة وان كانت بعيدة، تدل على مدى الأهمية التي توليها كل من سلطنة عمان وجمهورية أوزبكستان لدعم العلاقات الاخوية القائمة بينهما والتبادل الثقافي المميز، كما أن المسابقة بطبيعتها ومن معنى الاسم الذي تحمله، تدل على أن أسئلتها تدور عن عمان والتي تزيد الكثير من المعلومات والمعارف للطلاب المشاركين وللحضور”.

وأضاف “هذه المسابقة لهي دليل راسخ على الأهمية التي توليها الحكومة الأوزبكية لهذه التظاهرة الثقافية والتقارب الكبير بين البلدين حكومة وشعبا ، حيث أنها قد شهدت هذه العلاقات – وبحمد الله- تطورا منذ استقلال أوزبكستان لتجسد اليوم في أبها صورها من خلال اقامة هذا المعرض والفعاليات المتعددة له وصولا لهذه المسابقة المتميزة”.

وأكد سعادة الدكتور ” بأن علاقات الصداقة والتواصل التي تجمع بين سلطنة عمان وجمهورية أوزبكستان منطلق أساسي لإقامة معرض وثائقي عماني في طشقند “عمان قريبة وإن كانت بعيدة” والمسابقة الثقافية ” ماذا تعرف عن عمان” بهذا المستوى الكبير، فضلا عن البعد الحضاري والتاريخي والثقافي الذي تزخر به البلدين ومدى اهتمامهما بهذا المجال، فعمان عبر تاريخها الكبير أنتجت فكرا وثقافة وضربت أروع الأمثلة في التسامح واحترام الغير” واضاف سعادته رئيس الهيئة “إن الدور الذي تقوم به سلطنة عمان من خلال هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تكوين رصيد وثائقي يشكل جزاء أساسيا من الذاكرة الوطنية، وعليه يمثل تاريخيا بحثيا بما توفره الوثائق من مادة مهمه وشاهد حي يستدل به الباحثين والدارسين والمهتمين في تاريخ الوطن في بحوثهم ودراساتهم المختلفة، فنتيح هذا المجال من خلال المعرض الذي يلاقي توافد مستمر من قبل الزوار بمختلف شرائح المجتمع الأوزبكي والمقيمين، والذي قمنا من خلاله بعرض وثائق وصور تاريخية نادرة وعملات وطوابع وخرائط تاريخية، حيث انقسم المعرض إلى مجموعة من الأقسام المختلفة وهي، ركن للعلاقات الدولية والذي يوضح العلاقات الدولية بين السلطنة وبقية دول العالم بما فيها جمهورية أوزبكستان الصديقة، وركن الوثائق الخاصة “الوثائق التي يمتلكها المواطنون”، وركن للخرائط القديمة والتي توضح المدن والقرى والموانئ والبنادر التي تجوب بها السفن العمانية، والتي تبين مدى أهمية تحديد المسارات البحرية التي تربط عمان والمحيط الهندي وشرق أفريقيا والجزيرة العربية والمناطق الآسيوية ومدى حجم التبادل التجاري بين عمان ودول العالم، و ركن وثائق الأصول والذي يشمل المراسلات وعقود البيع والشراء والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والوصايا والتهاني وغيرها. وركن يضم العملات والطوابع، وركن للمخطوطات القديمة لمؤلفين عمانيين في مختلف المجالات كالأدب والفقه والفلك وغيرها، وركن لأخبار عمان في الصحف والمجلات العالمية، وركن لبناء نظام ادارة الوثائق في الوحدات الحكومية والذي يوضح منظومة العمل وأهمية ارساء هذا النظام العصري لحفظ الوثائق ، وركن خاص بإنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية توضع فيها أهم فعاليات وأنشطة الهيئة وإنجازاتها. كم عرضنا مجموعة من الصور لبعض ولايات ومحافظات السلطنة وأبرز المعالم الأثرية والسياحية فيها إلى جانب مجموعة من الصور لجوانب التطور التي شهدتها السلطنة في المجالات العلمية والهندسية والزراعية ودور المرأة في دفع عجلة التطور والنمو، كذلك صور لمختلف الفنون الشعبية والحرف التقليدية في مختلف ولايات السلطنة، كما أن مسابقتنا الثقافية ماذا تعرفون عن عمان لهي تواصلا لمد الجسر العلمي والثقافي عن عمان”.

وأوضح سعادته بأن الفريق الفائز في المسابقة بالإضافة لعضويين من اللجنة سيحضون بزيارة إلى السلطنة، حيث سينظم لهم رحلات متنوعه في المؤسسات التعليمية والثقافية، كما سيتعرفون على المعالم التاريخية والأثرية في عمان، وستكون لهم زيارة خاصة لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والتي سيتعرفون من خلالها لأهم اختصاصات الهيئة وأعمالها فهي واسعة الأفق وفي غاية الأهمية فهي تقوم بحفظ الإرث الحضاري التي تتشعب مجالاته في السلطنة بشكل واسع للغاية لما للسلطنة من تاريخ حافل بالإنجازات والتي تقوم الهيئة بتجميع وحفظ الوثائق العمانية عبر عصورها المختلفة، كما أنهم سيتعرفون على اهتمام الهيئة الكبير في إرساء نظام متكامل لإدارة الوثائق العامة والتي تتعلق بالوحدات الحكومية الخاضعة لقانون الوثائق، كما أن الوثائق الخاصة لها جانب كبير جدا من الاهتمام لما لها من أهمية كبيرة تعود بالنفع للصالح العام والخاص وتثري البحث العلمي للدارسين والباحثين، فالهيئة تسعى إلى استحداث نظام الوثائق والمحفوظات وتساهم في تطويره والعمل على النهوض به وتبادل الخبرات مع الدول التي تعمل في هذا المجال، و تقوم بتقديم الدعم الفني لتنظيم الوثائق العامة الجارية منها والوسيطة بالوحدات الحكومية الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات، فضلا عن قيامها بجمع المحفوظات الوطنية وترتيبها وحفظها حماية للتراث الوطني والعمل على استغلال المحفوظات ،كما تهتم وبشكل منظم على جمع وحفظ الوثائق المتعلقة بالدولة في الخارج وتمكين المستفيدين من الاطلاع عليها لاحقا، وتتولى إعداد ونشر أدوات البحث في المحفوظات من فهارس وأدلة وقواعد وبيانات، أيضا هناك أعمال أخرى تقوم بها الهيئة تتعلق بإرساء قانون الوثائق والمحفوظات، كما سيتمكن الفريق الفائز والذي سيزور السلطنة من التعرف على النشاط والحراك الدؤوب في تنظيم الندوات وحلقات العمل في الوحدات الحكومية والمناطق المختلفة والذي يمثل عمل متواصل تقوم به الهيئة لتحقيق الأهداف التي تسعى لإنجازها”

وفي ختام حديثه قال سعادته : أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في اقامة معرض عمان قريبة وان كانت بعيدة والفعاليات المصاحبة والتي من أبرزها هذه المسابقة التي تترك الأثر الكبير في نفوس الجميع والتي تحمل أسمى المعاني الطيبة والأثر الرائع ، ونخص بالشكر الجزيل إلى إدارة المتحف الحكومي لتاريخ التيموريين و صندوق الأمير تيمور الدولي ، و أكاديمية العلوم الأوزبكية، ونشكر الجامعات التي ساهمت في انجاح المسابقة الثقافية وصولا إلى التصفية النهائية، وكل من ساهم في انجاح المعرض الوثائقي عمان قريبة وان كانت بعيدة”.

من جهة أخرى يواصل المعرضاستقباله للزوار من مختلف شراح المجتمع الأوزبكي خاصة من الباحثين والمهتمين والمستشرقين، كما تتزايد أفواج الطلبة من مختلف المراحل الدراسية متفاعلين بحضورهم وملامسة الحضارة العمانية من خلال هذا المعرض، حيث سيستمر المعرض حتى يوم الجمعة القادم 19 سبتمبر الجاري وسيختتم بحفل على مستوى كبير.