المعرض الوثائقي في باريس يواصل استقبال زوارة
لونغ خلال افتتاح المعرض :السلطان قابوس شخصية مفعمة بالسلام والاحترام
يواصل المعرض الوثائقي المصاحب لندوة عمان في الوثائق الفرنسية الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في الفترة من 7 – 10 ابريل 2015م في باريس، يهدف المعرض إلى ابراز المخزون الوثائقي للسلطنة لمختلف الوثائق ذات القيمة التاريخية، وكذلك إلى عرض الوثائق التي تمثل العلاقات العمانية مع جمهورية فرنسا ومع مختلف دول العالم بشكل عام .
وخلال افتتاح المعرض الوثائقي أبدى معالي جاك لونغ مدير معهد العالم العربي اعجابه بما يحتويه المعرض من مخطوطات و وثائق تأرخ العلاقات الفرنسية العمانية وارتباطها الوثيق منذ القدم، كما أنه ثمن أهمية هذه العلاقات من خلال التعاون المشترك واقامة الفعاليات والمؤتمرات والندوات الثقافية، وكذلك في الجوانب الأخرى التجارية والاقتصادية والفكرية، كما عبر عن سعادته حول التوصل إلى توقيع مذكرة التفاهم في مجال الوثائق والمحفوظات التي ستعزز التواصل والتعاون المشترك، ومن جهة أخرى عبر قائلا : “انه لخبر سعيد جدا عودة صاحب الجلالة السلطان قابوس إلى عمان، وأهنئ نفسي لعودته وأهنئ الشعب العماني بهذه العودة، أنا شخصيا معجب بجلالة السلطان قابوس الذي حقق انجازات كبيرة لبلدة ، في كل مرة أذهب فيها إلى عمان أكون مبهورا بجماليات الهندسة المعمارية واهتمام جلالة السلطان بالثقافة والفنون ، كالأوبرا السلطانية العمانية التي تعد تحفة معمارية ، وجلالة السلطان قابوس شخصية مفعمة بالسلام والاحترام، ومن الضروري لفرنسا أن تقيم علاقات وطيدة مع السلطنة، فجلالته يمثل القيم العليا والصفات النبيلة”.
وثائق تاريخية
تتناول الوثائق المعروضة فترات تاريخية مختلفة بدايةً من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين و تشمل وثائق العلاقات الدولية، والوثائق الخاصة، ومجموعة من المخطوطات القديمة، اضافة إلى الصور والطوابع والعملات ، والأفلام التاريخية.
زوايا المعرض
يشمل المعرض الوثائقي المصاحب للندوة عدة مواضيع أهمها : صور صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله- مع ابرز رؤساء الجمهورية الفرنسية وبعض الشخصيات المهمة والتي تمثل جانبا مهما من العلاقات العمانية الفرنسية الحديثة، وكذلك مواضيع من الوثائق تتحدث حول تاريخ عمان وتبرز نماذج من المراسلات بين الأئمة وسلاطين عمان لمختلف المواضيع والحقب الزمنية المتعاقبة بالعلاقات مع فرنسا ،كما تشمل أيضا دور سلاطين زنجبار في انتعاش الحضارة في شرق أفريقيا، ويتضمن المعرض أيضا العلاقات الدولية، والتي تأكد علاقات عمان منذ القدم مع دول العالم المختلفة مثل فرنسا وروسيا وتركيا والهند وبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول متنوعة المواضيع سياسية وثقافية واجتماعية وغيرها، وسيشمل المعرض أيضا على أهم الخرائط التي تضمها الهيئة لفترات زمنية مختلفة ،كما سيحتوي على مجموعة قيمة من المخطوطات والطوابع والعملات، و ستعرض كذلك صور من الصحف والمجلات القديمة التي تمتلكها الهيئة ومجموعة قيمة من الصور القديمة لعمان، وصور حديثة تبين التنمية العمانية على مختلف الأصعدة، وعرض أفلام عن نهضة عمان الحديثة.
ويضم المعرض أيضا جانبا من الحياة الاجتماعية والصناعات العمانية التقليدية التي مارسها العمانيون منذ اقدم العصور، بالإضافة إلى حضور المرأة العمانية في الحياة الاجتماعية والأسرية وفي مجالات التنمية .
الوثائق
ستتناول الوثائق المعروضة فترات تاريخية مختلفة بدايةً من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين و تشمل وثائق العلاقات الدولية، والوثائق الخاصة، ومجموعة من المخطوطات القديمة، اضافة إلى الصور والطوابع والعملات ، والأفلام التاريخية.
زوار المعرض
نادية جرباز مسؤوله عن العلاقات لخارجية في جمعية ترقية الثقافات والسفر: وردة إلينا دعوة من معهد العالم العربي لحضور فعاليات ندوة عمان في الوثائق الفرنسية، حيث أن برنامج الندوة كان ثريا من مختلف الجوانب المتعلقة بتاريخ والثقافة الاقتصاد والأدب، كما كان المعرض مستوفيا ومتكاملا من حيث عرض حجم العلاقات بين البلدين والامتداد التاريخي لها، وهو ما دفعني للعودة للمرة الثانية لتواجد في أروقة المعرض للمزيد من الاطلاع على الشواهد الحضارية لعمان، كما أنني مهمته كثيرا منذ زمن بعمان و حضارتها الجميلة، فقد تعرفت على الامتداد الحضاري لعمان في شرق أفريقيا ، كما أنني لم أكن على دراية بأن لعمان امتداد بحري إلا من خلال ما شاهدته من وثائق وخرائط تبين ذلك، وما أتمناه فعلا أن يتكرر المعرض في السنوات المقبلة لتتاح لنا فرص أخرى للتعرف بشكل أكبر وأوسع عن عمان.
منوسو لبوزيل تقول :تفاجأنا من خلال زيارتنا للمعرض على الكم لهائل والكبير من الوثائق والمخطوطات ، التي تتحدث عن التاريخ العماني وعلاقاتها مع دول العالم ومع فرنسا بالأخص التي لها بعد تاريخي وحضاري قديم، وهو أمر يشجع على استمرار هذه العلاقات الطيبة مع عمان، كما أن الصور التي تعرض عن عمان مدهشة وتحفزنا لزيارة عمان والتعرف على تاريخها وتراثها عن قرب.
وخلال زيارته يقول جوم بيغ من زوار المعرض: تجولنا في أروقت المعرض الذي يحوي الكثير من المخطوطات العمانية التاريخية المهمه، وهو نتاج تاريخي رائع، كما شعرت حين كنت أتجول ايضا في المعرض وكأنني أعيش قصه مختلفة كانوا أبطالها بحارة كبار وملاحه قادرين على ركوب البحر، وفعلا المعرض أعجبنا كفرنسيين وجميع من قام بزيارته يشيد بتلك المخطوطات والوثائق التاريخية والثقافية الممتدة، ونتمنى أن تكون هناك مشاركات أخرى وتنصب في التاريخ، لأنه فعلا تمثل فرصه للدارسين والباحثين للتعرف على تلك المقتنيات الثمينه من المخطوطات والتي من شأنها أن تقدم لهم معلومات كبيرة وقيمه لتخدمهم في الدراسات والبحوث التي يقومون بها، ومن الجميل أن يتم هناك تنسيق مع الجامعات والكليات لتعريفهم بما يحتويه المعرض، كما نتمنى أن ننال فرصة تواجد المعرض من جديد لما يمثله من تظاهرة ثقافية جميله وواسعه.
من جهته ذكر اسماعيل شافعي من معهد العام العربي: المعرض متميز جدا، وقد اطلعت على ما يحتويه من مخطوطات ووثائق عمانية تاريخيه، وقد أطلعنا ايضا على الوثائق التي تمثل حجم العلاقات العمانية الفرنسية والتي تبدو أنها كبيرة من الناحيه الدبلوماسية، هذا وقد لفت انتباهي ايضا تلك المناظر الخلابة التي جعلتني متلهف لزيارة عمان، فمثل هذه الوثائق والمخطوطات والمعروضات بالمعرض تجعلنا نهتم كثيرا في العمل على زيارتها، والتعرف على شعبها عن قرب، فمن خلال المعروض أجد أن تاريخ عمان كبير وواسع جدا وممتد جذورها الى مسافات كبيرة، في حقيقة الامر المعرض يكشف ايضا عن الامتداد الملاحي الذي لعبه العمانين منذ القدم.
اهتمام كبير
إن العمل للمعرض الوثائقي في باريس تطلب جهدا وتنسيقا متواصلا مع مختلف القنوات بين السلطنة والسفارة العمانية في باريس والذي تم التحضير له بشكل مناسب مهد لظهور فعاليات الندوة والمعرض بشكل متميز، حيث يذكر حمد بن خليفة الصولي رئيس قسم التعاون الدولي بالهيئة في باريس حول الندوة والمعرض الوثائقي : إن العمل المشترك مع سفارة السلطنة في باريس وبالتعاون مع معهد العالم العربي كان جيدا جدا، خاصه وأن الفريق أتسم بالتعاون وحب العمل، والحمدالله الفعالية كانت مكللة بالنجاح، والندوة استوفت مختلف الجوانب الحياتية والارتباطات التاريخية بين السلطنة وفرنسا، كما أن الجميل في الامر أن المعرض تضمن مجموعه كبيرة من المخطوطات والوثائق التي تعد نتاج فكري وثقافي كبير ومهم، خاصه وأن زوار المعرض تدفقوا بشكل كبير لدرجة أنه كان مكتظ بالزوار الذين قدموا للاطلاع على حجم العلاقات والتعرف على التاريخ القديم لعمان، وحقيقة الأمر أنني كنت سعيد جدا بما تحقق خلال الفعالية والإشادة التي تلقاها المعرض من زواره .والجميل في الأمر تم توقيع اتفاقية بين البلدين تعنى بالوثائق والمحفوظات فيما يخص التعاون المشترك واستجلاب نسخ من الوثائق التي تخص لسلطنة وتبادل الخبرات وإقامة مؤتمرات وفعاليات مشتركة توصل الرسالة للمتابع والمهتم والمطلع لتلك العلاقات الطيبة والقديمة، من هنا أأكد أن عمان تظل بلدا مميزا بين باقي دول العالم، ونحن فخورين أن نكون من المميزين بين دول العالم ونرى كيف ترى الشعوب الاخرى لعمان، والحمدالله الكل فخور بما تحقق لعمان بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه لعمان قائدا لشعبها، فنحن نعيش تحت حكمة لا مثيل لها ولن تتكرر في تاريخ العالم، فالحمدالله على هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا.
وحول الإعداد للمعرض تقول حنان بنت محمود بن عودة أحمد – رئيسة قسم المعارض بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ، تولي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اهتماما بالغاً بالمعارض الوثائقية لما لها من أهمية و دور كبير في تمثل الذاكرة الوطنية لسلطنة عمان فهي نافذة لتاريخ السلطنة وتعد أرضا خصبة للبحثين والمهتمين والمفكرين، و مد جسور التواصل مع العالم الخارجي من خلال مشاركتها لمثل هذه المحافل الثقافية وتهتم الهيئة بالمشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية والمحلية، وكان من أبرزها المعرض الوثائقي السنوي احتفالا بالعيد الوطني المجيد وتنظيم المعرض الوثائقي الدولي في العاصمة الاوزبكية طشقند في سبتمبر الماضي والمعرض المصاحب للمؤتمر الدولي الثالث حول الحضارة والثقافة الاسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الافريقية في العاصمة البروندية بوجمبورا ، كما شاركت الهيئة في معارض وفعاليات متعددة لهذا العام في مختلف دول العالم في البرازيل وتونس وفي جمهورية مصر العربية متمثلة في جامعة الدول العربية وفي سلطنة بروناي دار السلام ، وتنظم المعرض الوثائقي المصاحب لندوة عمان في الوثائق الفرنسية والذي يقدم لغاية العشر من ابريل الحالي ، حيث تقدم الهيئة دورا كبير في في اعداد وتنظيم المعارض وتنفيذها بحيث تهتم بتنويع عرض الوثائق والمخطوطات في المعارض الدولية والمحلية وذلك من أجل التوعية الثقافية لمختلف شرائح المجتمع المحلي والدولي وتحقيقا لرؤية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والهدف من إنشائها لحفظ ذاكرة الوطن (سلطنة عمان) وابرازه للجمهور للاستفادة من هذا الإرث الثمين.
التحضير للمعرض
ويذكر أحمد بن محمد الصباحي مصمم داخلي اخصائي معارض بالهيئة: إن التحضير للمعرض يمثل فرصة كبيرة لعمل ابداعي جديد فمع تعدد المعارض الوثائقية نخرج بعمل تصميمي حديث مما يعزز لنا التفكير بما هو جديد في تصميم المعرض، ف المعرض الوثائقي المصاحب لندوة عمان في الوثائق الفرنسية سبقته أعمال وتحضيرات عدة ومن أهمها اجتماع فريق العمل والتنسيق مع السفارة العمانية في باريس من أجل التوصل إلى كيفية العرض المناسبة لوثائق عمان التاريخية باستخدام لوحات مصممة بشكل يتناسب مع الوثائق المعروضة وأهمية الحدث ومكان المعرض.
ومن جهته يؤكد وليد بن علي العبري رئيس قسم الدراسات بالهيئة : إن المعرض الوثائقي المصاحب أتى مكملا ومؤكدا على ندوة عمان في الوثائق الفرنسية الذي أبرز الكثير من الوثائق التاريخية لعمان، والعلاقات العمانية التي ترتبط عمان بها مع دول العالم، فما أتت به الندوة من أوراق عمل ثرية تبين العلاقات العمانية الفرنسية، والأهمية التاريخية لعمان التي أكسبتها دورا هاما بين دول العالم.