يختتم اليوم
المعرض الوثائقي السابع يجسد تاريخ عمان في الصحافة العربية والعالمية
كشف المعرض الوثائقي السابع المشهد التاريخي والعمق الحضاري للسلطنة، وذلك من خلال ما يحتويه على أكثر من 300 وثيقة مختلفة من الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية وأصول الصحف والمجلات، حيث يضم المعرض ستة أركان مختلفة هي ركن عمان في الصحافة المحلية، وعمان في الصحافة العربية، وعمان في الصحافة الأجنبية، والركن الرابع خاص لأهم وأبرز الصور والمقالات لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، وركن عمان في صحافة زنجبار وركن خاص بالتاريخ الشفوي، فقد سعت الهيئة من خلاله الى ابراز الموروث والمخزون الوثائقي لدى الهيئة وتجسيد دورها في التواصل مع افراد المجتمع، الى جانب اطلاع الباحثين والدراسين والاكاديميين على هذا الموروث الحضاري والاستفادة منه في مجال الدراسات والبحوث العلمية، والذي تزامن اقامته مع المؤتمر الدولي الرابع عمان في الصحافة العالمية، والذي يقام بفندق جراند ميلينيوم مسقط في الفترة من 10- 13أكتوبر الجاري. وتعد المعارض الوثائقية أحد أهم الطرق المباشرة التي تربط الهيئة بجمهورها الخارجي وبالمجتمع، فهي تحاكي تراث السلطنة الحاضر والماضي، من خلال المشاركات المختلفة، كما ان إقامة المعارض على اختلافها ضرورة ثقافية من شأنها أن تشبع ميول المتلقي وتنمي قدراتهم، وتعرفهم بمدى أصالة السلطنة وعلاقاتها المختلفة مع العالم.
وثائق
ومن أبرز ما زخر به المعرض الوثائقي السابع مقال مجلة بيتوغسك 1841، يتحدث عن تاريخ مسقط وعمان وامتداد نفوذها إلى البحرين وجزيرة سقطرى، ومقاومة الغزو البرتغالي من عام 1507م وحتى 1645م، وتطرق المقال إلى ذكر أهمية مسقط في التجارة بين جزر الهند الشرقية والخليج الفارسي والخليج العربي، وتعد مسقط المحطة الوحيدة التي استقطبت الرحالة الأوربيين. إضافة إلى رسمة للسلطان برغش بن سعيد بن سلطان، سلطان زنجبار أثناء حضوره السباق السنوي للخيول في مدينة أسكوت في إنجلترا، والذي نشر بمجلة ( ذا اليستريتد لندن نيوز في عام 1875)، حيث كانت تتصدر غلاف المجلة مما يبرز مكانة وقوة سلاطين عمان على مر العصور. وأخرى رسالة من مدير تحرير جريدة المحروسة في مصر للسلطان حمود بن محمد سلطان زنجبار، ويتحدث موضوعها عن دفع قيم الاشتراك وطلب بعض النسخ من الكتاب المذكور، وهذا يدل على اهتمام السلطان بالصحافة العربية، ويبرز ذلك جلياً في تواصله مع مختلف الصحف.
كما يضم المعرض في الركن الخاص بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، مجموعة من الصور والمقابلات والمقالات لجلالته حفظه الله، نذكر منها، صورة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وهوه يتجول في مناطق السلطنة، وأخرى مع بعض مسؤولي الدولة أثناء دراسة مشاكل المواطنين وحلها بصورة فورية، إضافة الى صورة لجلالته تجمعه ببعض قادة الدول الأجنبية.
الى جانب صورة معبرة للقائد السلطان والأب والمعلم، عنونة بعنوان ” كان حلماً وأصبح علماً” وهي صورة اثناء زيارة جلالته لأحد الفصول الدراسية بإحدى المدارس العمانية، الصورة توضح حرص جلالته على تفقد سير العملية التعليمية بنفسه، بعد حركة التغير التي قادها السلطان مما أدى الى ارتفاع عدد المدارس، والشي الذي يلمسه المواطن بشكل ملحوظ، كما يضم المعرض تصريح للسلطان قابوس بن سعيد المعظم لصحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، وفيه يتناول التنمية والقضايا العربية والدولية في تلك الفترة، وعنونة ” دعائم النهضة في السلطنة قائمة على التعقل ولسنا من دعاة الإنجاز لمجرد الافتخار” .
إقبال كبير
ويشهد المعرض الوثائقي السابع إقبالا كبيرا من قبل زواره، حيث يستقطب مجموعة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع حيث تمثل المؤسسات التعليمية الشريحة الأكبر في الإقبال على المعرض، هذا ما يعكس حرص المؤسسات التعليمية والقائمين عليها على تشجيع الطلاب للاهتمام والاطلاع على الموروث الحضاري لعمان، فزائره يجد ما يشبع رغبته من الكم الهائل من المعرفة المتمثلة في مختلف الوثائق والمخطوطات والطوابع وغيرها، ويتضح جليا من خلال اهتمام الزائر والتركيز الكبير لشرح القائمين على المعرض، إلى جانب تدوين ما يلزم من المعلومات وتضمينها في البحوث والتقارير المختلفة.
انطباعات
ومن خلال الزيارات العديدة للمعرض الوثائقي الذي نال اعجاب الزائرين، لما وجدوه من تنظيم على مستوى عالي من القائمين عليه، حيث يعد نقطة انطلاق لتوثيق الإنجازات العمانية عبر التاريخ كما شهدت بها الصحافة العالمية، رصدنا بعض الآراء والانطباع من الزوار حول المعرض ومنها:
استشراق مسيرة
قال محمد بن عامر العيسري بإن المعرض فرصة سانحة لاستشراق مسيرة رصد التاريخ العماني، من خلال أرشيفات الصحافة العالمية، وما رصدته الهيئة من صحف وجلات أطلت على عمان بما نشرته من اخبار صحفية وحوارات وتحقيقات ومقالات وصور، إنما هو قطرة في بحر وأحسب أن الدرب لازال طويلاً ويقتضي مضاعفة الجهود وتكاتفها مع جهود الجهات الأخرى الرسمية والأهلية على حد سواء.
كنوز معرفية
من جانبه قدم صالح بن سليمان الفارسي، بعد زيارته للمعرض، الشكر للقائمين على هذا المعرض الرائع، متمنياً كل التوفيق والسداد للهيئة في سبيل حفظ التاريخ العماني، وأضاف بإن المعرض يحوي بين جنباته الكثير من الكنوز المعرفية، التي ينبغي للباحثين سبر أسرارها من خلال البحث والتمحيص والتحليل الدقيق لما نشر في الصحافة العربية والعالمية، والعمل على نشرها للعريف بتاريخ عمان المشرق.
امتداد اصيل للعروبة
كما ابداء فضل أبو طالب من الجمهورية اليمنية، دهشته بالمعرض الوثائقي السابع، بوصفه يحكي نبذة مختصرة لتاريخ عمان والذي امتد على مساحة واسعة من الجزيرة العربية، بل تعدها إلى زنجبار وصنع حضارة وتاريخ لا تنساه الشعوب سواء في الجزيرة العربية او في افريقيا. وأضاف أبوطالب بأن عمان تمثل امتدادا أصيل للعروبة والحضارة ولازالت تقدم في مسيرتها السياسية والتنموية الدروس في الحكمة والعدل والتقدم والتطور في جميع مستوياته.
بلد حضاري
فيما قال أحمد بن ناصر الراشدي، عضو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، سعدت جلاً بزيارة المعرض الوثائقي السابع الفخم، حيث زرت تاريخ وحضارة بلد عميق وحضاري تتنافس دول العالم في تغطيته أخباره، وأن اتاحة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لهذه الكنوز المعرفية للشباب والناشئة يعزز ويؤصل الولاء والانتماء الحضاري والوطني فيهم، لبلدنا العظيم عمان، كما ان هذه الوثائق تعد منجماً معرفياً من حيث الصور واللباس والمعمار والطبيعة، لكل الفنانين والكتاب والمخرجين لاستثمارها فنياً.
التواصل الحضاري
وأضاف منصور بن علي الجابري، من دولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة، حول زيارته للمعرض بإن ما شاهدته خلال زيارتي يعكس مدى التاريخ الكبير الذي أسسه السلاطين العمانيين منذ زمن طويل، ومدى التسامح والتواصل الحضاري مع شعوب العالم، واختتم زيارته بالشكر الجزيل على المجهود الكبير للحفاظ على هذا التاريخ في عيون الصحافة.
حضارة ماجدة وخالدة
وقال هلال الشيادي بإن المعرض تطواف جميل في صفحات الصحف، يسطر التطور العملي والعلمي والتنموي الذي شهدته السلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة بلسان عماني وبألسنة كل دول العالم، لتكون شاهد صدق عبر القرون لهذه الحضارة الماجدة الخالدة، فشكراً لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.