هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تستعرض الخطة السنوية لعام 2022م
11 يناير، 2022
مسندم في ذاكرة التاريخ العماني
23 يناير، 2022
الملامح من تاريخ وحضارة مدينة نزوى ج.2
16 يناير، 2022

الوثائق والمحفوظات الوطنية تصدر كتاب
ملامح من تاريخ وحضارة مدينة نزوى
الجزء الثاني

أصدرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الجزء الثاني من كتاب “ملامح من تاريخ وحضارة مدينة نزوى”، وذلك ضمن المجلد الثاني من السلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، ويسلط الإصدار الضوء على الدور الحيوي الذي لعبته نزوى في التواصل الحضاري مع العالم، وتوضيح المكانة التاريخية بمختلف جوانبها لمدينة نزوى، إلى جانب التعرف على مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها، وإبراز الإسهامات الثقافية والفكرية لمدينة نزوى، يقع الكتاب في 443 صفحة ويضم 17 ورقة بحثية موزعة على ثلاثة محاور المحور التاريخي والجغرافي والمحورالاقتصادي والاجتماعي والمحور الثقافي. ويعد الإصدار حصاد أبحاث ودراسات قُدِّمت في ندوة تاريخية متخصصة تحت عنوان: “نزوى تاريخ وحضارة”، وتشكل البحوث التي قدمت في الندوة بمختلف موضوعاتها عبر الأزمنة والعصور واحدة من وسائل التعرف عن مدينة نزوى موقعاً ومكانةً جغرافيةً، وصلة الموقع بما جاورها من مدن هي الأخرى شهدت جوانب حضارية وتاريخية، وأسهمت في جوانب عديدة في مسارات التاريخ العُماني.
الجدير بالذكر بإن دار لبان للنشر ستتولى توزيع إصدارات الهيئة داخل السلطنة وخارجها من خلال منافذ البيع أو المعارض المحلية والدولية التي تشارك فيها الدار وذلك بموجب الاتفاقية الموقعة مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وستتولى دار لبان عرض أكثر من 35 إصدارا لهيئة الوثائق في مكتبتها بمنطقة غلا الصناعية.
الضوياني: الكشف عن الحقائق المدعومة بشواهد الإثبات التاريخي
وفي مقدمة الكتاب يقول سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إن هذا الإصدار يبرز الجوانب الحضارية والتاريخية لإنجازات الإنسان العُماني على مر العصور من خلال البحوث والدراسات المتخصصة في مجال التاريخ والثقافة والاقتصاد والسياسة والآداب وغيرها، وذلك وفق منهجية عمل اعتمدتها الهيئة لغرض إجراء مزيد من البحث المعمق في المصادر الأساسية المعتمدة على الشواهد التاريخية المختلفة، بما في ذلك المخطوطات والوثائق والخرائط وغيرها؛ للكشف عن الحقائق المدعومة بشواهد الإثبات التاريخي، ووضع المحاور والاستدلالات لمسار البحوث ومنهجيتها. واضاف سعادته أن الهيئة نظمت ندوة تاريخية متخصصة تحت عنوان “نزوى تاريخ وحضارة”.
ووضح أن هذه الندوة هدفت إلى الكشف عن الجوانب التاريخية والحضارية لعدد من المدن العُمانية التي شهدت خلال الحقب التاريخية أحداثا، وأسهمت بدور فاعل في مجريات التاريخ العُماني ومسيرته، فأضحت بعضها عواصم لعهود تعاقبت خلالها نظم حكم من أئمة وسلاطين، وشكلت منارة علم يقصدها العلماء والمتعلمين، والقادة والساسة وغيرهم. وتصدرت نزوى بجانب مدن أخرى صدارة المدن التي حفل بها المؤرخون وكتب التاريخ؛ ولهذه الغاية فإن أوراق العمل والموضوعات الواردة في دفة هذا الإصدار تحكي جانباً من جوانب تاريخ نزوى، ويظل باب البحث والتعمق في تاريخ وحضارة مدينة نزوى مفتوحاً ومتاحاً للباحثين والدارسين.
الجهورية: نزوى منارة للعلم والثقافة
من جانبها قالت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية، المديرة المساعدة لدائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: يأتي الجزء الثاني من كتاب: “ملامح من تاريخ وحضارة مدينة نزوى” مكملاً للجزء الأول الذي ناقشت أبحاثه الموقع الجغرافي والمكانة التاريخية لمدينة نزوى، وملامح من الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة نزوى، فيما يناقش الجزء الثاني من هذا الإصدار من خلال سبعة عشر بحثاً، الدور الثقافي العميق والمؤثر الذي قامت به مدينة نزوى عبر حِقب تاريخية مختلفة، فكانت منارة للعلم والثقافة، ومحجاً لطلاب العلم والمعرفة. وبهذه المناسبة نوجه الشكر الجزيل للباحثين الكرام الذين أثروا الإصدار بأبحاثهم القيمة التي أضاءت على مواضيع متنوعة من الإسهام الثقافي والمعرفي لمدينة نزوى.
محاور الإصدار:
يناقش الإصدار ثلاثة محاور رئيسة وهي: المحور التاريخي والجغرافي ويناقش المكانة التاريخية لمدينة نزوى قبل الإسلام، إضافة إلى الإمامة الثانية ومؤسساتها، ومكانة نزوى خلال فترة حكم: (النباهنة، اليعاربة، البوسعيد)، إلى جانب الموقع الجغرافي والتقسيم الإداري لمدينة نزوى، والعمارة والمعالم الأثرية في نزوى. فيما يتطرق المحور الثاني الاقتصادي والاجتماعي إلى السكان ومظاهر من الحياة الاجتماعية، وكذلك مظاهر الحياة الاقتصادية ونظام الأسواق والنظم والقوانين التجارية، والنشاط الزراعي والحيواني، والصناعات والحرف التقليدية. اما المحور الثقافي فيناقش الإنتاجات الثقافية والعلمية للمفكرين والعلماء، والمؤسسات التعليمية (الكتاتيب، المساجد، المجالس العلمية)، ونظام التعليم بنزوى، إلى جانب الصلات الثقافية والفكرية مع البصرة وبلاد المغرب وحضرموت، ونزوى من خلال الوثائق والمخطوطات.
موضوعات وقضايا الكتاب
تجدر الإشارة إلى أن تقديم الكتاب احتوى على مدخل للموضوعات التي تناولتها الأبحاث والدراسات المقدمة في الندوة، ونبذة تعريفية مختصرة لكل الأبحاث 17 المنشورة في الجزء الثاني من هذا الإصدار منها “التبادل الثقافي بين بيضة الإسلام والبصرة في القرون الأولى للهجرة” وفيها تبرز الدور الثقافي والعلمي الذي مارسته مدينة نزوى في القرون الهجرية الأولى من خلال تسليط الضوء على علاقتها بمدينة البصرة، وما لهذه العلاقة من دور وإسهام في تشكيل العمق الثقافي لمدينة نزوى العريقة. كما تناول الإصدار “مدينة نزوى، “المدرسة الفقهية النزوية” من خلال دراسة تحليلية ونقدية لهذه المدرسة، مركزة على نشأتها وامتدادها، وخصائصها، وأشهر أعلامها، وأهم نتاجاتها العلمية وآثارها. وعن “الصلات الثقافية والفكرية لنزوى مع البصرة وبلاد المغرب وحضرموت” تتبعت الدراسة الصلات الثقافية والفكرية بين الشعوب الإسلامية كونها مظهراً من المظاهر الحضارية المهمة من خلال التركيز على التواصل بين عُمان بصفة عامة، ونزوى بصفة خاصة باعتبارها عاصمة الإمامة الإباضية ومركز إشعاع حضاري، لاسيَّما في القرون الهجرية الأولى، فركزت الدراسة على علاقة نزوى مع كل من البصرة وحضرموت وبلاد المغرب.
وتناول الإصدار “ملامح التفسير اللغوي عند الإمام جابر بن زيد”، فيعد تفسير جابر بن زيد من أقدم التفاسير في الإسلام بعد التفسير المنسوب لابن عباس، فالمقولات التفسيرية عن جابر بن زيد تملأ مصنفات التفسير وعلوم القرآن. فيما ركز الإصدار على الأدوار التي قامت بها المؤسسات التعليمية المختلفة من دور تعليمي، وتربوي، وأخلاقي وإصلاحي، من خلال التركيز على ثلاثة “مؤسسات تعليمية، (الكتاتيب، المساجد، المجالس العلمية) ونظام التعليم فيها”. ويناقش الكتاب “إسهام المساجد والأبنية الأثرية بمدينة نزوى في ازدهار ونشر الحركة العلمية والدينية في عُمان والعالم”، ودور المساجد والأبنية الأثرية وإسهامها بمدينة نزوى في ازدهار الحركة العلمية والدينية وانتشارها في ربوع عُمان كافة، والمناطق الأخرى التي وصل إليها العُمانيون في شرق أفريقيا. مع إبراز أهم علماء مدينة نزوى وأشهر أعمالهم العلمية، والدور الذي قاموا به في نشر العلم والإسلام. فيما تتناول الدراسة “محمد بن مدَّاد وقصيدته المرتدَّة، تحقيق وتعليق”، للشاعر محمد بن مداد الناعبي (ق: 10هـ/ 16م)، وهي قصيدة في التاريخ والفخر وعلم الكلام، تتكون من 10 صفحات، تكمن أهميتها في احتوائها على عشرات الأسماء من أعلام عُمان منذ العصور الهجرية الأولى.

كما استهدف الإصدار “الحياة الفكرية في نزوى في عهد دولة اليعاربة (1034-1157هـ/ 1624-1744م)”، من خلال التعرف على الدور الذي قام به العلماء في الحياة السياسية، ورصد النتاجات الفكرية لعلماء نزوى، وتوضيح دور المؤسسات كالمساجد والمجالس العامة والمكتبات في تنشيط الحركة الفكرية عموماً. إضافة إلى دراسة “السيرة العبادية، قراءة وصفية تحليلية”، التي تُنسب إلى من صنَّف الرسالة، وهو الشيخ علي بن مسعود العبادي (ت: 1225هـ/ 1810م). تتضمن الدراسة التعريف بالمخطوطة، والشخصيات الواردة فيها، وقراءة تحليلية لموضوع المخطوطة ولغتها ومنهج مؤلفها. وهي من المخطوطات المهمة التي أرّخت لبعض الأحداث التاريخية التي وقعت في نزوى.
وكذلك دراسة “لديوان أنوار الأسرار ومنار الأفكار “وموضوعاته وخصائصه الفنية لناظمه عامر بن علي بن مسعود العبادي النزوي، (ق: 12 و13هـ/ 18 و19م) من خلال التعريف بصاحب الديوان نسباً وسكناً، ودراسة موضوعاته: (الرثاء، والأحداث، والمواعظ، والحكم، وغيرها)، والتعريف بالخصائص الفنية في الديوان: (التخميس، والمعارضة، والأسلوب واللغة، والموسيقى الشعرية). إضافة إلى “حديث الإنصات، دراسة في مجلس المُفَضّلي النزوي وابن رزيق”، تتناول الدراسة نصاً أدبياً ورد في مخطوط “الصحيفة العدنانية”، وهذا النص يؤرخ مجلساً أدبياً جرى بين ابن رزيق وسليمان بن أحمد المُفضلي النزوي (1225هـ/ 1810م)، فتمَّ تحليل الخطاب المتضمن في هذا النص الأدبي ببيان موضوعاته ومنهجه وأسلوبه وطريقة التحاور، وتوضيح دور المجلس في تجلية المُتداول في الحياة الثقافية في نزوى. إلى جانب التعريف بـ “صورة نزوى في فكر الإمام السالمي، تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان أنموذجاً”، من خلال تقديم دراسة تحليلية لكتاب تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان كونه أنموذجاً للنتاجات الفكرية التي ألَّفها الإمام السالمي، متضمنة دراسة الصورة السياسية والصورة الفكرية والصورة الاجتماعية والصورة الجغرافية لمدينة نزوى.
التواصل الحضاري بين عُمان وبلاد المغرب
فيما تناول الإصدار دراسة بين دولة الإمامة في عُمان مع بلاد المغرب العربي من خلال الورقة البحثية بعنوان “التواصل الحضاري بين عُمان وبلاد المغرب في العصر الحديث، زيارات الوفود نموذجاً”، وذلك عبر المراكز الحضارية المتمثلة في القاهرة وزنجبار، من خلال عدة أوجه، مركزة على زيارات الوفود بين الجانبين العُماني والمغربي كونه نموذجاً في تقريب وجهات النظر، ونقل معطيات التقدم في بناء الدولة العصرية الحديثة. ويرصد الكتاب أيضًا “الصلات الثقافية بين علماء نزوى وبلاد المغرب في مجال التأليف خلال القرنين 13 و14هـ/ 19 و20م”، وذلك من خلال توضيح التشارك العلمي والخدمة المتبادلة في مجال التأليف بين العلماء المشارقة والمغاربة؛ وذلك برصد نتاجهم الفكري خلال القرنين 13 و14هـ/ 19 و20م، مع التركيز على أعمال علماء نزوى على مؤلفات أهل المغرب، وأعمال علماء إباضية المغرب على مؤلفات علماء نزوى.
اما عن “القيّم التربوية في الحكايات الشعبية العُمانية، الحكاية الشعبية النزوية أنموذجاً”، تتناول الدراسة التعرف على دور الحكايات الشعبية في ولاية نزوى في ترسيخ القيّم التربوية الحميدة من خلال تحليل مجموعة من تلك الحكايات تحليلاً علمياً، حيث تعد الحكايات الشعبية نتاجاً فكرياً أنتجته الشعوب عبر تاريخها الطويل، فجاءت لتعكس بعض جوانب الحياة الإنسانية والأحداث التاريخية المختلفة. إضافة إلى “حضور نزوى وعُمان في وجدان الشعراء الجزائريين منذ حوالي 250 سنة إلى العصر الحديث”، حيث تكشفت الدراسة الحضور الأدبي العُماني في الوجدان الشعري الجزائري عموماً، وحضور نزوى في وجدان الشعراء الجزائريين على وجه الخصوص. وسجَّلت الحضور الشعري المشترك الجزائري العُماني في مواسم الحج، فقد كانت مواسم الحج فرصةً سنويَّة للقاء والتبادل الثقافي والفكري والأدبي بين الشعبين منذ قرون عديدة وحتى قبل ظهور حركة الطباعة، وتولِّي الصحافة مهمَّة نقل الأخبار، وتقريب الرُّؤى والأفكار، ولحم الروابط بين الأمصار. وتناول الكتاب أيضًا “نزوى في شعر المناسبات الوطنية (1970-2015م)”، القصائد التي قِيلت عن نزوى في المناسبات الوطنية خلال الفترة (1970- 2015م)، من خلال التركيز على قصائد الأعياد الوطنية، وقصائد الجولات السلطانية، وقصائد افتتاح المؤسسات الحكومية في نزوى. قامت الدراسة باستقراء شعر المناسبات من حيث البنية المعنوية، والبنية اللفظية.