السلطنة تشارك احتفالية الجامعة العربية بيوم الوثيقة العربية
1 نوفمبر، 2015
المعرض الوثائقي السادس
3 نوفمبر، 2015
افتتاح ندوة نزوى تاريخ وحضارة والمعرض الوثائقي السادس
2 نوفمبر، 2015

تتضمن 40 ورقة عمل ..
الوثائق والمحفوظات تفتتح ندوة ” نزوى تاريخ وحضارة ”
والمعرض الوثائقي السادس
• رئيس الهيئة: الندوة تسهم في اظهار الجوانب المشرقة لإنجازات نزوى الحضارية .. والمعرض السادس يعرض إنجازات الأنسان العماني وإسهاماته الحضارية
• أربعة محاور أساسية تتناول نزوى تاريخاً وجغرافياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

انطلقت صباح اليوم أعمال ندوة “نزوى تاريخ وحضارة” التي تنظمها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والتي تأتي احتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2015 وذلك تحت رعاية معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني مستشار الدولة وبحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وعدد من اصحاب السعادة والمسؤولين والباحثين والمهتمين والمختصين في مجال الثقافة والتاريخ، بفندق جراند هرمز، والتي تستمر الى 4 نوفمبر الجاري.
كما أفتتح معالي راعي الحفل المعرض الوثائقي السادس والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني 45 المجيد، والذي سيستمر الى الـ 7 من نوفمبر الجاري بفندق جراند هرمز، ويحتوي على أكثر من 300 وثيقة متنوعة، حيث يهدف المعرض إلى ابراز المخزون الوثائقي للسلطنة لمختلف الوثائق ذات القيمة التاريخية.
• كلمة سعادة الدكتور
وألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة كلمة في افتتاحية الندوة يُشرفنا أن نرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اليوم ونتقدم لكم بخالص التقدير على مشاركتكم في أعمال ندوة نزوى تاريخ وحضارة التي تقام بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية فقد دأبت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على تنظيم المؤتمرات والندوات المحلية والدولية والتي تُعنى بتاريخ وحضارة عمان وانطلاقاً من ذلك ينظم هذا الجهد المشترك بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة ومن خلال اللجنة المشكلة لإدارة فعاليات وأنشطة وبرامج هذه المناسبة التي أولتها سلطنة عمان جُل اهتمامها وأعدت لها برامج متعددة ورسخت مفاهيم مختلفة واظهرت جوانب مهمة من تاريخ نزوي التليد الذي أكدته المصادر التاريخية والوثائقية واحتوته المخطوطات والمصنفات على اسهامات نزوى في المجالات العلمية وإن إثارة الاهتمام بتاريخ نزوى وتراثها يسهم في تشجيع البحث الدائم في غمار التاريخ الذي شهدته عمان على امتداد تاريخها العريق الذي يعزز الثقة بالمستقبل تواصلاً مع الماضي التــــليد الذي يُحفـــل بإنجازات حضارية وإنسانية والأمة التي يستهين أبناؤها بماضيها هي أمة لا يؤمن حاضرها ولا تصان كرامتها إذ لا مناعة للحمتها ولا عصمة لعزتها الوطنية والقومية وايماناً من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بأهمية إيلاء الجوانب الحضارية والتاريخية والعلمية واسهاماتها في تعزيز القدرات وتقوية أواصر الوحدة الوطنية بين أبناء عمان الذين عملوا ويعملون اسهاماً منهم في الحضارة الإنسانية على امتداد التاريخ وبنائهم علاقات متينة مع جميع الشعوب العالم وقد أكدت لنا الوثائق التي تحصلت عليها الهيئة من الأرشيفات العالمية عن حجم هذه العلاقات وما اتصفت به من المحبة والسلام وحُسن التعامل ، مما يتوجب علينا إبراز تلك الأدوار في أشكال متعددة منها تشجيع البحوث والدراسات واتاحت فرص الاطلاع وعقد المؤتمرات والندوات وهو ما تمضى إليه الهيئة سعياً لتحقيق الأهداف المرجوة والغايات المنشودة ومن هنا يأتي تنظيم هذه الندوة نزوى تاريخ وحضارة وما حظيت به من إقبال الباحثين في تقديم بحوثهم ودراساتهم وفقاً لمحاور الندوة والتي ضمت أربعون بحثاً في مختلف المجالات التاريخية والعلمية والأدبية والثقافية والاقتصادية وانماط الحياة اليومية لمجتمع نزوى وتسهم تلك البحوث في إعطاء صورة مشرقة لهذا الإنجاز الحضاري لنزوي .
لقد عملت الهيئة على عرض إنجازات الإنسان العُماني واسهاماته الحضارية والتعريف بالمجتمع وحياته اليومية من خلال تنظيم المعارض الوثائقية التي تُمكن أفراد المجتمع مـــــن الاطلاع على تاريخ وطنه وإنجازاته من خلال عرض الوثائق والمحفوظات والمخطوطات والخرائط والعملات والطوابع والصور التاريخية النادرة وها هو المعرض الوثائقي السادس يفتتح هذا اليوم وبحضوركم الكريم والذي سيكون نافذة طيبة لزواره من أفراد المجتمع وطلاب المدارس والجامعات وفق برنامج تم ضبطه تنسيقاً مع وزارة التربية والتعليم والجامعات والكليات الجامعية كما أن معرض الوثائق والمحفوظات الدائم الذي سنشهد افتتاحه خلال الشهر القادم سيكون إطلاله دائمة لزوار عمان وأفراد المجتمع وفي الختام نتوجه بخالص الشكر والتقدير لمقام معاليكم على رعايتكم لافتتاحية الندوة والمعرض الوثائقي السادس والشكر موصول لجميع الباحثين الكرام الذي سيثرون أعمال هذه الندوة وبهذه المناسبة نشيد بجهود الأخوة والأخوات في الهيئة على الإعداد والتنظيم لأعمال الندوة وإعداد وتجهيز المعرض الوثائقي السادس ولكم جميعاً خالص الشكر والتحية .

بعد ذلك تم عرض فلم يحكي انجازات الهيئة في سطور تضمن الندوات والمؤتمرات اضافة الى المعارض التي تنظمها الهيئة المحلية منها والدولية، الى جانب مذكرات التفاهم التي وقعتها الهيئة مع الأرشيفات الدولية، كما احتوى العرض على توقيع النظام لمختلف مؤسسات الدولة والجهد الكبير التي تبذله الهيئة في سبيل الارتقاء بنظام أدارة الوثائق والمستندات. ومن ثم القاء الشاعر هلال الشيادي قصيدة شعريه بعنوان “نزوى عبق التاريخ” تطرق فيها الى تاريخ نزوى على مر العصور ومكانتها، كما تناول جهود الهيئة المبذولة في سبيل حفظ تاريخ السلطنة التليد بعدها قدم فن العازي الذي تشتهر به ولاية نزوى.

• الهدف
تسعى الندوة لبيان الدور الحيوي الذي قامت به نزوى في التواصل الحضاري مع العالم ومكانتها التاريخية والثقافية وأهم ما تميز به مع استعراض أهم منجزات ومحطات هذا التواصل على مر العصور وصولا إلى عصرنا الحاضر حيث تعتبر نزوى منذ القرون الأولى للهجرة النبوية صرحاً علمياً وثقافياً ودينياً، حيث تؤكد المصادر والوثائق التاريخية على إسهامات العلماء والمفكرين والأئمة في ازدهار حضارتها والنهوض بها في مختلف العلوم. ولعل مقولة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم “مدينة نزوى معقل القادة العظماء وموئل العلماء والفقهاء ومرتاد الأدباء والشعراء فأعظم بها من مدينة لها في قلوب العمانيين منزلة عالية ومكانة سامية وقدر جليل” هي ترجمة لأصالة هذه المدينة العريقة ومكانتها الرفيعة. ويأتي تنظيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة لندوة “نزوى تاريخ وحضارة” لتسليط الضوء عن كثب وإبراز الدور الحضاري والفكري لمدينة نزوى، كما تعد هذه الندوة تظاهرة علمية تاريخية تجمع كوكبة من الأكاديميين والباحثين في المجالات العلمية والتاريخية والأدبية لمناقشة مجموعة من الأفكار والرؤى المتعلقة بالدور التاريخي الذي لعبته مدينة نزوى عبر تاريخها الطويل وانعكاس ذلك الدور على تاريخ المدينة بوجه خاص وعلى التاريخ العماني على وجه العموم، وذلك من خلال استعراض ودراسة مجموعة من الوثائق والكتب والمخطوطات والروايات الشفاهية المتعلقة بموضوع الدراسة بشكل قائم على التحليل العلمي المنهجي.

• المحاور:
تتضمن فعاليات الندوة حلقات واوراق عمل مختلفة بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والأساتذة والباحثين من داخل وخارج السلطنة، حيث يبلغ عدد أوراق العمل “40” ورقة مقسمه على مدار ثلاثة أيام تضمنت أربعة محاور رئيسه هي:
• المحور التاريخي والجغرافي والذي تضمن المكانة التاريخية لمدينة نزوى قبل ظهور الإسلام إضافة الى العلماء والمفكرين والشخصيات العمانية في المدينة كما أبرز المحور الهجرات الداخلية والخارجية عبر عصور مختلفة، كما تطرق المحور الى العمارة والمعالم الأثرية التي تم تشيدها في فترات زمنية وسياسية متنوعة، الى جانب تطرقه الى الإمامة الثانية ومؤسساتها، فضلاً عن مكانة نزوى من خلال الفترات التاريخية (النباهنة، اليعاربة، البوسعيد)، والموقع الجغرافي والتقسيم الإداري لمدينة نزوى.
• فيما أبرز المحور الثاني الجانب الاقتصادي والاجتماعي متضمن مظاهر الحياة الاقتصادية ونظام الأسواق والنظم والقوانين التجارية، الى جانب السكان ونمط الحياة الاجتماعية والنشاط الزراعي والحيواني، إضافة الى الصناعات والحرف التقليدية والأطعمة والمأكولات والزي واللبس التقليدي.

• ويتطرق المحور الثالث الجانب الثقافي والوثائقي الى المؤسسات التعليمية (الكتاتيب، المساجد، المجالس العلمية،) ونظام التعليم بنزوى، والإنتاجات الثقافية والعلمية للمفكرين والعلماء، ودور الصلات الثقافية والفكرية مع البصرة وبلاد المغرب وحضرموت، كما تطرق المحور الى المكانة التي احتلتها نزوى في الصحافة العالمية، الى جانب الأوقاف في تلك الحقبة الزمنية والاَ الآداب والفنون، ونزوى من خلال الوثائق والمخطوطات التاريخية، الى جانب احتوائه المدينة في كتابات الرحالة.
• ويناقش التاريخ الشفوي المحور الرابع في الندوة، حيث يعتمد المحور على الروايات والمقابلات الشفوية التي تتحدث عن مدينة نزوى من خلال مجموعة من التسجيلات والمقابلات التي أجريت مع اشخاص عاصروا حقب زمنية مختلفة فكانوا المصدر الأساسي لاستيحاء واستمداد المعلومات في مختلف مجالات الحياة على مر العصور.
وتتطلع الندوة أن تسهم هذه البحوث في خدمة الباحثين والدارسين ورفد المكتبات بالمساهمات العلمية والبحثية.
• جلسات الندوة:
تضمنت الجلسة الأولى ست أوراق عمل ترأسها الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، حيث جاءت الورقة الأولى للأستاذ الدكتور حميد بن احمد بن حمدان التميمي أستاذاً بقسم التاريخ ومعاوناً لعميد كلية الآداب بجامعة البصرة للشؤون العلمية والدراسات العليا بعنوان ” أئمة نزوى في تاريخ عُمان ” والتي أبرز فيها مكانة نزوى التاريخية الى جانب التكوين الجغرافي والسكاني للمدينة في ذلك الحين، كما يلقي البحث الضوء على تاريخ هذه المدة ولحين إمامة ناصر بن مرشد اليعربي الذي انتخبه العلماء في الرستاق، وكان قدوتهم يومئذ الشيخ العالم خميس بن سعيد الشقصي.
• التواصل الحضاري
وتحدثت الورقة الثانية حول ” التواصل الحضاري بين عمان وبلاد المغرب في العصر الحديث زيارات الوفود”، والذي قدمها الدكتور سعيد بن عبد الله بن سلام الصقري عضو التنسيق والمتابعة بوزارة التربية والتعليم، والتي تتحدث حول حرص دولة الإمامة في عمان على تقوية عرى التواصل بين جهة المشرق والمغرب عبر المراكز الحضارية المتمثلة في القاهرة وزنجبار مع بلاد المغرب العربي، وكانت الصحافة الميزابية تتابع مجريات الأحداث في دولة الإمامة آنذاك من أجل الوقوف على التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة على الصعيد العربي والعالمي، ومن جهة ثانية تناولت زيارات الوفود على الجانبين العماني والمغربي والتي مثلت نقلة حضارية كان لها أبعاد سعت إلى تقريب وجهات النظر ونقل معطيات التقدم التي تسهم في بناء الدولة العصرية الحديثة.
• نـــزوى فـــي فكــــر الإمـــــام
فيما تناولت الورقة الثالثة “صـــورة نـــزوى فـــي فكــــر الإمـــــام السالمـي بتحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ” للدكتور سعود بن سليمان بن مطر النبهاني عميد كلية العلوم التطبيقية بنزوى وأستاذ الدراسات الاجتماعية، هدفت الورقة إلى التعرف على صورة مدينة نزوى في فكر الإمام نور الدين السالمي من خلال تقديم دراسة تحليلية لكتاب تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان كأنموذج للنتاجات الفكرية التي ألفها الإمام السالمي، حيث تناول الباحث فيها التعريف بالإمام السالمي وكتابه ” تحفة الأعيان” الى جانب دراسة الصورة السياسية والفكرية والاجتماعية والجغرافية لمدينة نزوى في فكر الإمام السالمي.
• الأسر النزوانية
وعنونة الورقة الرابعة للأستاذ الدكتور إبراهيم عبد المنعم سلامة أبو العلا أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية بعنوان ” الأسر العلمية النزوانية في القرن الثالث الهجري ودورهم الثقافي ومواقفهم السياسية” وتهدَف الدراسة إلى إبراز ملامح الدور الذي أسهمت به تلك الأسر النزوانية في الحياة الثقافية بنزوى وأهميتها، ونتائجها، كما وتطرق في الدراسة الى أسماء تلاميذهم، ووقف الباحث على أثرهم في تكوينهم العلمي؛ مما أهّل بعضهم ليصبحوا من أبرز شيوخ الفقه والحديث بنزوى، وغيرها، ويتقلدوا بها مناصب علمية ودينية مهمة، ومنهم: أبو الحواري محمد بن الحواري بن عثمان القري تلميذ أبي جابر محمد بن جعفر الإزكوي، وله زيادات على كتاب شيخه جامع ابن جعفر. وتستهدف الدراسة أيضًا إبراز الدور السياسي لبعض رجالات تلك الأسر العلمية النزوانية في الفترة نفسها، فقد عضد العلامة الصقر بن عزان دولة الإمام المهنا بن جيفر اليحمدي (226-237هـ)، ووطد أركانها، بينما أظهر الشيخ الوضاح بن عقبة البراءة منه، وبايع الإمام الصلت بن مالك الخروصي (237-272هـ). ويتجلى ذلك من ظهور بعض الأسر النزوانية التي كان بعض رجالاتها مراجع علمية نهل منها العمانيون العلم والدين.
• ديوان أنوار الأسرار ومنار الأفكار
اما الورقة الخامسة التي قدمها الدكتور راشد بن حمد بن هاشل الحسيني أستاذ مشارك من كلية العلوم التطبيقية بنزوى والتي تحمل عنوان ” ديوان أنوار الأسرار ومنار الأفكار وموضوعاته وخصائصه الفنية لناظمه عامر بن علي بن مسعود العبادي النزوى “، شملت الدراسة التعريف بصاحب الديوان نسباً وسكناً واجتماعياً، كما تناول موضوعات الديوان الرثاء والأحداث والوقائع التي وقعت في عصر صاحب الديوان والمواعظ والإرشاد والحكم والحث لطلب العلم إضافة الى الخصائص الفنية في الديوان مثل التخميس والمعارضة والأسلوب واللغة والموسيقى الشعرية.
• عُمان والخلافة العباسية
وجاء عنوان الورقة الأخيرة من الجلسة الأولى بعنوان ” علاقة عُمان بالخلافة العباسية (134-280هـ/751-893م) المسلمات والإشكاليات” قدمها الدكتور خالد بن خلفان بن ناصر الوهيبي أستاذ مساعد بتاريخ العصر الإسلامي الوسيط بجامعة السلطان قابوس، أبرز فيها علاقة عُمان بالخلافة العباسية في الفترة من 134-280هـ/751-893م ضمن ثلاث أفكار رئيسية أولها الحكم العباسي لعُمان بعد القضاء على الإمامة الأولى من 134-177هـ/751-793م. وتشمل دراسة للولاة العباسيون على عُمان، ودور آل الجلندى في حكم عُمان في هذه الفترة الزمنية، ثانياً العلاقة بين الخلافة العباسية القوية والإمامة الإباضية الثانية من 177-278هـ/793-893م، وتشمل دراسة لدور الموانئ العُمانية في التجارة الدولية، والحملة العسكرية لعيسى بن جعفر على عُمان، كما يشمل أيضا دور بني سامة في الخلافة العباسية وعُمان، واخرها سقوط الإمامة الإباضية الثانية.
• الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية ترأسها الدكتور الهادي جلاب، والتي احتوت على خمس أوراق عمل بدأت بورقة عمل قدمها الدكتور صالح بن عامر بن حارث الخروصي وزير مفوض بوزارة الخارجية بالسلطنة، والتي عنونها ” بالأهمية السياسية والفكرية لنزوى في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي” تحدث فيها عن الدور السياسي الذي لعبته نزوى خلال عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1749-1783)، ثم ابنه الإمام سعيد (حتى عام 1789)، ثم السيد حمد بن الإمام سعيد (1789-1792)، ثم السيد سلطان بن الإمام أحمد (1793-1804)، وذلك في ظل التنافس بين الهناوية والغافرية، والتنافس بين أبناء الإمام أحمد على الحكم، ومن الأمثلة على ذلك التنافس حادثة (بيت سليط) في نزوى في عهد الإمام سعيد، الذي اتخذ من حصن نزوى مقرا له، بينما تحصن المعارضون له في حصن (بيت سليط)، وكان من المتوقع قيام المعارضين بالهجوم على الحصن لإخراج الإمام سعيد، ولكنهم تريثوا انتظارا منهم للسلطان بن الإمام أحمد لما يمثله من دعم وثقل معنوي كبير، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى نزوى إذ اعترضه بنو رواحة في واديهم المعروف بوادي بني رواحه ومنعوه من الوصول لانتمائهم للحلف الهناوي المؤيد للإمام، وتتحدث الدراسة أيضا عن أهم ملامح الحياة الفكرية في نزوى في تلك الفترة، وأبرز العلماء الذين ظهروا فيها وفي مقدمتهم الشيخ العلامة سعيد بن أحمد الكندي.
• السَّبْلّ
وفي الورقة الثانية من الجلسة الثانية والتي كانت بعنوان ” الدور الاجتماعي والسِّياسي للمجالس العامة (السَّبْلّ) في نزوى من 1913 إلى 2012″ للدكتور الدكتور عبد العزيز بن هلال بن زاهر الخروصي مدير دائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، حيث كشف فيها بشيء من التفصيل والبحث العميق عن الدور الاجتماعي والسياسي لهذه المؤسسة الاجتماعية والأهلية، خلال الفترة من سنة 1913م ولغاية 2012م. كما تناول أسباب اختيار الأماكن والمواقع التي أقيمت فيها تلك السِّبل ومسمياتها، وبواعث بنائها وتشييدها، والأشخاص الذين قاموا بتمويل إنشائها والمسئولين عنها، وعرّج بنا إلى مواد وطريقة البناء، ومصادر المبالغ التي تُنفق لإصلاحها وصيانتها وتوسعتها. وركز أكثر على محاور المناقشات وجلسات الحوار واللقاءات التي تجري في هذه المجالس، والتي تمس هموم المجتمع وقضاياه. وذلك بدءاً من الأمور المعيشية العادية واستعراض العلوم والأخبار المحلية لأبناء الحارة، أو التي تخص مدينة نزوى، أو تلك الأخبار المتعلقة بالمناطق والولايات المجاورة، وحتى أخبار عُمَان والخارج.
أضافة الى أنّ الدراسة تُلقي الضور على الدور السِّياسي التي لعبته المجالس العامة، من خلال ما يتم تداوله بين مرتاديها، والتي من أهمها تلك الأحداث السِّياسيّة الذي شهدتها نزوى والتي تجاوز تأثيرها النطاق الجغرافي لنزوى، خاصة خلال المدة من 1913-2012م. وممّا لا شك فيه أنّ السبلة كمصطلح ومفهوم عند العُمانيين قد تغيّر اسماً ومضموناً، وهو تغييرٌ كبير طرأ على دور السبلة، نظراً للظروف التي تمرّ بها المجتمعات من تطور وتقدم وحداثة، والذي يستدعي التطرق إليها بشيء من التمحيص والتدقيق. وأخيراً لسنا مبالغين إنْ قلنا بأن السَّبْلة من بين مظاهر وخصوصيات الهوية الوطنية العُمانية.
• نزوى في وجدان الشعراء
وكان لنزوى مكانة خاصة لدى شعراء العرب في مختلف الأنحاء فتغنوا بها في مختلف المناسبات وهذا ما قادنا فيه الدكتور جهلان محمد أستاذ بجامعة غرداية الجزائرية في ورقته الثالثة والذي تناول فيها المكانة المرموقة التي تحتلها عمان ونزوى في وجدان الشعراء الجزائريين، فالصلاتُ الفكريَّةُ والثقافيَّةُ بين عُمان والجزائر تمتدُّ جذورُها إلى القرون الإسلاميَّة الأولى، وإذا كانت نزوى “بيضة الإسلام” ـ كما تسمَّى ـ حاضنة للعلم والعلماء، ومقرًّا للحكم لعدَّة قرون، فإنَّ هذه الحاضرة بأئمتها، وعلمائها، وشعرائها، وبعامَّة أهلها، وبآثارها العريقة، وبمناظرها الطبيعة الشامخة، وبتاريخها الإسلامي المجيد، ما انفكت تمثِّل للمبدعين الجزائرييِّن مصدرَ إلهامٍ، وشعورٍ عميق بالاعتزاز والفخر والمحبَّة، حتى تحوَّلت في وجدانهم إلى أيقونة ورمز يختزل كثيرًا من المشاعر والأحاسيس والمعاني.
حيث يتناول الدكتور في بحثه هذا دور نزوى التاريخي في فترة تمتدُّ قرنا كاملا من الزمن من تاريخ 1914 إلى 2014، وتأثيرها الفكري في بلاد المغرب الى جانب نزوى وعُمان في صحافة أبي اليقظان الجزائري (1926-1938). وفي وجدان الشعراء الجزائرييِّن في فترة ما قبل النهضة (1914 ـ 1970) وفترة ما بعد قيام النهضة (1970 ـ 2015)، حيث وثَّـقَت أواصر التقارب بين شعبَي البلدين، فازدادت الزيارات والبعثات، وتنوعت الروابط والعلاقات، وبرزت في مؤلفات الجزائريين مكانة “نزوى” التاريخية أكثر من أي وقت مضى، وتجلى حبُّ عمان بوضوح في وجدان الشعراء ومؤلفات العلماء ومراسلات الأدباء.
• التفسير اللغوي
وقدم الدكتور إيهاب محمد أبو ستة أستاذ مساعد بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى ورقة بعنوان ” ملامح التفسير اللغوي عند الإمام جابر بن زيد”، حيث يعد الإمام جابر بن زيد المولود في (فرق) في نهاية العقد الثاني الهجري من كبار التابعين وأفقههم وأعلمهم؛ فقد روي عنه أنه أخذ العلم عن سبعين بدريًّا، واختص بأبن عباس الذي قال فيه: “عجبًا لأهل البصرة يسألونني وفيهم أبو الشعثاء، لو سأله أهل الأرض لوسعهم علمه”. وتعد مقولات الإمام جابر بن زيد حول الدلالة اللغوية للفظة القرآنية من أهم ما ورد في هذا الباب؛ حيث عصر الاستشهاد اللغوي وسلامة السليقة، وتحمل جابر عن نصر بن عاصم الليثي، وبعده عن المذهبيات، وأثر مقولاته في الفقه والأحكام. ويهدف البحث للوقوف على ملامح التفسير اللغوي عند أبي الشعثاء؛ مقدمة فاللغة مصدرًا من مصادر التفسير وتمهيد التفسير اللغوي والتعريف والنشأة والضوابط والأهمية والتفسير اللغوي عند الإمام جابر بن زيد فالاسم والفعل والحرف.
ارتحل الإمام جابر إلى أم المؤمنين عائشة يسأل عن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم -وتلقى الحديث عن أبي هريرة وغيره من الصحابة. كان جابر بن زيد من أجل الفقهاء المحدثين المفسرين. وتفسير جابر بن زيد الذي يُعد من أقدم التفاسير في الإسلام بعد التفسير المنسوب لابن عباس ما يزال بحاجة لكثير من الدراسة، فالمقولات التفسيرية عن جابر بن زيد تملأ مصنفات التفسير وعلوم القرآن، وهي غزيرة جدًا في تفاسير ابن كثير، والألوسي، وابن عاشور، والشنقيطي، وابن عادل، والسمعاني، والسمين الحلبي، وغيرهم، وكذلك كتب علوم القرآن نحو “أحكام القرآن للقرطبي ولابن تيمية”، و”الإتقان للسيوطي”.
• الأرض والزراعة
وختمت الجلسة الثانية بورقة الدكتور محمد بن عبد الله بن احمد القدحات أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة السلطان قابوس والتي ركز فيها على ” الأرض والزراعة في عمان من خلال كتاب المصنف للشيخ احمد بن عبد الله الكندي النزوى(557هـ)” كما ركز للكشف عن أهمية المدونات الفقهية في إعادة كتابة تاريخ عمان الحضاري، وتناولت الدراسة الأرض وأنواعها، من أرض الرموم والسبيل والوقف، وطرق استغلالها من قبل المواطنين في تلك الحقب الزمنية وكذلك تتطرق إلى ملامح النشاط الزراعي وطرقه ووسائل الري، إضافة إلى أهم المنتجات الزراعية التي تمتاز بها في تلك الفترة.

• المعرض الوثائقي
يأتي المعرض الوثائقي السادس والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد بالإضافة إلى الاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، وقد سعت الهيئة إلى إظهار أبرز الوثائق والمخطوطات بالإضافة إلى الصور والمقالات والخرائط والطوابع والعملات المعدنية والورقية في هذا المعرض، وقد تنوعت الوثائق المعروضة في هذا المعرض من ناحية الموضوعات والفترات التاريخية بالإضافة إلى الوثائق التي تتحدث عن العلاقات التاريخية بين عمان ومختلف الدول التي كان لها وجود في المنطقة، بالإضافة إلى عرض وثائق تم الحصول عليها من بعض الأرشيفات الدولية تتحدث عن عمان.
كما قامت الهيئة بإظهار بعض الوثائق التي قام المواطنين بتسجيلها، وذلك من أجل تشجيع الناس على المبادرة بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة وللتعريف أيضاً بالمخزون الوثائقي الذي يمتلكه المواطن العماني، بالإضافة إلى تمكين الباحثين والمستفيدين في مجال التاريخ العماني بكل جوانبه الاستعانة بهذه الوثائق في البحوث والدراسات.
• أبرز الوثائق
ومن أبرز الوثائق التي يتم عرضها في المعرض وثائق تتناول الجانب الاجتماعي وعلاقة السلطان بالرعية رسالة من السلطان سعيد بن سلطان إلى الشيخ محسن بن زهران العبري يخبره بسفره إلى زنجبار وأنه سوف يعود إلى عمان بعد ستة أشهر 8/6/1249هـ -23/10/1933م، كما يتم عرض العديد من الوثائق التي تتناول عمليات تقسيم حصص ماء الأفلاج وبيع بعض حصص الماء لصالح أشخاص من فلج الملكي وفلج وصاد وفلج الحديث وفلج المقام وغيرها من الأفلاج، منها إقرار من الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ببيع أثر ماء من حصة بيت المال من فلج الملكي بإزكي ليونس بن صالح المعمري 29/3/1342 هـ -8/1/1923م، الى جانب عرض وثائق عديدة هي عبارة عن وصفات طبية لبعض الأمراض وكيفية معالجتها سواء على هيئة مراسلات أو قصائد شعرية، منها وصفة طبية على هيئة قصدية شعريه لعلاج مرض الطحال.
ومن أبرز الوثائق التي تعرض في المعرض الوثائق السادس والتي تم الحصول عليها من بعض الأرشيفات الدولية كمعاهدة الصداقة والتجارة والملاحة بين ملك بريطانيا وايرلندا والسلطان سعيد بن تيمور سلطان مسقط وعمان 20/12/1950م (الأرشيف السريلانكي)، كما يتم عرض صورة من كتاب باللغة الهولندية للسيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان توضح الأناقة الملكية للعائلة الحاكمة في عمان وزنجبار (الأرشيف الهولندي)، كذلك يعرض المعرض بعض مقالات الصحف القديمة التي أظهرت بعض جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية سواء في عمان أو شرق أفريقيا. هذا بالإضافة إلى عرض بعض الخرائط القديمة التي توضح امتداد الإمبراطورية العمانية وبعض خرائط العالم، منها خارطة لجزيرة هرمز تعود إلى عام 1750م وخريطة لخط سير السفن في العالم يظهر فيها بحر عمان 1903م.
وإلى جانب عرض الوثائق العملات المعدنية والطوابع يتم أيضاً عرض بعض من المخطوطات العمانية النادرة في جوانب الفقه والأدب واللغة العربية وغيرها، منها ديوان الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي نسخه سعيد بن خميس بن حمد المدسري البهلوي يحتوي على قصائد شعريه في المدح والرثاء وشحذ ال همم25/10/1313هـ -9/4/1896م، والجزء الثاني من كتاب بيان الشرع تأليف الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي يتناول هذا المخطوط أحكام التوحيد وصفات الله سبحانه وتعالى 5/2/950هـ -10/5/1543م.

• أهداف المعرض
يهدف المعرض الى ابراز الحقب التاريخية للذاكرة الوطنية لسلطنة عمان وذلك من خلال عرض مختلف الوثائق ذات القيمة التاريخية والحضارية وتعريف المواطن وطلاب المدارس والكليات والجامعات لهذا التاريخ العريق والحاضر المشرق وأظهر هذا المعرض إحدى ركائز الإرث والمخزون الحضاري والثقافي الذي تحتويه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ،وتشجيع البحث العلمي والابداع الفكري والفني ،وتعريف المجتمع عن الهيئة وأهدافها ورسالتها ورؤيتها في حفظ وصيانة الوثائق والمحفوظات ويهدف المعرض لدعوة المواطنين بأهمية المبادرة في تسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة وذلك من اجل الحفاظ على ذاكرة الوطن.
• جديد المعرض
يعرض المعرض جميع إصدارات الهيئة التاريخية والأبحاث والتي سيتم بيعها خلال المعرض لهذا العام، وذلك لتشجيع البحث العلمي والفكري، حيث يوفر هذا المعرض مكتبة معرفية للزوار للاستفادة من هذه الإصدارات والوثائق القيمة التي تحتويها.
• تصميم المعرض
تم تصميم منصات العرض لهذا العام بطريقة حديثة تتناسب مع مضمون المعرض واستخدام مادة الاكرليك بلون غامق، لتبرز الوثيقة وتكون واضحة للجمهور، كما تم تصميم خلفية الوثيقة بما يتناسب مع مضمون المعرض والمحتوى وتم استنباط عناصر التصاميم من الحدث المقام وهي احتفالات البلاد بالعيد الوطني الخامس والاربعون المجيد، واختيار نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية لعام ٢٠١٥م التي من خلالها برزت الهوية العمانية، احتوى التصميم على عناصر مهمة من أبرزها: كزخرفة هندسية تم استنباط هذه الزخرفة الهندسية من قبة مسجد جامع نزوى، وباترن ( خلفية ) لوثيقة قديمة جدا ودمجها مع الألوان بطريقة مميزة وجميله، و تم اعتماد لونين بارزين وهما اللون الرمادي والزخرفة بلونين الأبيض والبني الفاتح ، حيث يعطي بروز أكثر للخلفية وجمالية رائعة.