يختتم أعماله ويوصي بتحقيق الأمن والسلام والتعايش السلمي وإرساء مبادئ وقيم التسامح والعيش المشترك ونبذ مظاهر الغلو والتطرف
المؤتمر الدولي الحضارة والثقافة الاسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى و المعرض المصاحب
تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المكتب الوسط وجامعة السلام والتصالح البورونديين وجامعة بوروندي روكارا خلفان: جلالة السلطان دائما ما يقف إلى جانب شعوب أفريقيا لإحلال الأمن والسلام على هذه المنطقة، ومساندة التنمية فيها.
كهلان الخروصي :مبدأ التعارف من هدي القرآن الكريم ومن خلاله نستطيع أن نتواصل ونتحاور مع الآخر.
الضوياني:إتاحة البحوث والدراسات تخدم الدارسين، وتشجيعاً للبحث العلمي والإبداع الفكري.
اختتم المؤتمر الدولي الحضارة والثقافة الاسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى أعمال والذي استمر من 9 – 12 ديسمبر الحالي ، وتنظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المكتب الوسيط ببوروندي وجمعة بسلام والتصالح وجامعة بوروندي ، تحت رعاية معالي محمد روكارا خلفان الوسيط بجمهورية بوروندي على المرتبة البروتوكولية نائب رئيس الجمهورية، وحضور رسمي رفيع المستوى من الجانبين ونخبة من المثقفين والدارسين والباحثين والمهتمين، حيث تناول المؤتمر تناول طرح مجموعة من القضايا التي تتحدث حول التاريخ والحضارة العمانية ودورها في دول البحيرات العظمى فضلا عن التأثيرات الحضارية والإسلامية التي أدخلها العمانيون في المنطقة والتي كانت لها الأثر الإيجابي على التعايش السلمي والتطور الثقافي والاجتماعي والفكري والأدبي، واستمر المؤتمر على مدى أربعة أيام عمل نوقش فيها تسعة وأربعين بحثا وخرج بثلاثة وعشرين توصية ، حيث مثل هذا المؤتمر نشاط علمي ثقافي تاريخي وحضاري واجتماعي اجتمع فيه نخبة من الأكاديميين والمفكرين من مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية عبر مختلف دول العالم من سلطنة عُمان، جمهورية بوروندي، الكونغو، رواندا، أوغندا، تنزانيا، جزر القمر، كينيا، السودان، جمهورية مصر العربية، تونس، الجزائر، اليمن، العراق، هولندا، المملكة المتحدة، سلوفاكيا، الولايات المتحدة الأمريكية، سويسرا، وألمانيا، طرحوا فيه وناقشوا مجموعة من القضايا التي تخص الحضارة والثقافة والدور العماني في منطقة البحيرات العظمى الافريقية، وتأكيداً لكلمة فخامة رئيس جمهورية بوروندي في افتتاح المؤتمر، فقد حرص على تحقيق الهدف الأسمى له وهو الدعوة للسلام والتسامح بين الدول والشعوب لخير الإنسانية، وهو ما وضحته العديد من الدراسات والبحوث التي قدمت في هذا المؤتمر، والتي تؤكد على أن العُمانيون قد حضروا إلى أفريقيا كدعاة حضارة، وتمازجت حضارتهم مع الحضارة الأفريقية من خلال الزواج والمصاهرة.
حيث خرجت الندوة بمجموعة من التوصيات أهمها، تحقيق الأمن والسلام والتعايش السلمي وإرساء مبادئ وقيم التسامح والعيش المشترك ونبذ مظاهر الغلو والتطرف وأي شكل من أشكال العنصرية لكل الشعوب التي تسعى إلى التواصل الحضاري فيما بينها وذلك من خلال ما دعت إليه أوراق العمل والبحوث التي قدمت في هذا المؤتمر، وكذلك التأكيد على الحاجة إلى مزيد من الدراسات الأكاديمية الغير منحازة التي تبين دور العُمانيين في اكتشاف البحيرات العظمى في أفريقيا وتشكيل إمارات بها، وجاءت التوصية الثالثة تبين أهمية الحاجة لدراسات موضوعية تقوم بها المؤسسات أو المراكز العلمية والأكاديمية منطقة البحيرات لإزالة الغموض التاريخي حول دور السكان المحليين والعُمانيين الذين حضروا كدعاة حضارة، والتوصية الرابعة ركزت على تعميق البحث العلمي والالتزام بالأمانة العلمية وتحري الموضوعية والدقة في إعداد الدراسات والبحوث، وتعد الوثائق من أهم الأسس اللازمة في التمحيص ونفي الشبهات والمغالطات، كما أقرت الخامسة على تشجيع التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها، وترميمها، حيث أنها تعد مصدراً مكملاً للوثائق والمخطوطات في توثيق المعلومات التاريخية والحضارية، والسادسة أكدت على أهمية قيام الوسائل الإعلامية بدورها لنشر الحقائق وإزالة الغموض والبعد عن التحيز والعمل على نقل الحقائق، والسابعة حصر الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات العمانية الإفريقية في الأرشيفات الأوروبية والأفريقية وغيرها، أما التوصية الثامنة حثت على عقد المزيد من هذه المؤتمرات الدولية الهادفة إلى تبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات العلمية والثقافية، والتاسعة ركزت على الحرص والتأكيد على اعتماد الجانب العلمي والموضوعي باعتباره مكون من مكونات التحديث والتطوير لإنشاء بنك معلومات خاص بالعلاقات العُمانية الأفريقية مع التركيز على العلاقات مع شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى تشرف عليه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان بالتعاون مع الجهات العلمية المختصة في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى، والوصية العاشرة تضمين المناهج والمقررات الدراسية في المدارس والجامعات العربية والمؤسسات التعليمية في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى على جوانب الحضارة الإسلامية في هذه المنطقة والتي توضح أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين سلام وتسامح يدعوا إلى تلاقي الحضارات والثقافات وخير الإنسانية.
إما الوصية الحادية عشرة وضحت أهمية إيلاء مزيد من الاهتمام بتعليم اللغة العربية في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى.وجاءت الوصايا الأخرى كالتالي، الاهتمام والتحقق من إصدارات الرحالة والجغرافيين التي توضح دور الحضارة والثقافة الإسلامية في دول شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى. التأكيد على أهمية التعاون بين الجامعات في سلطنة عُمان ونظيراتها في الدول الأفريقية ودول البحيرات العظمى. العناية بالتراث العربي الإسلامي في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى الأفريقية من خلال تعزيز الدراسات التاريخية بأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإنسانية والحضارية. مد جسور التواصل الاقتصادي والاجتماعي والتربوي بين شعوب دول البحيرات العظمى وشرق أفريقيا والشعوب العربية والإسلامية لتوطيد أواصر المحبة والسلام والتواصل في مختلف المجالات. زيادة التبادل الثقافي بين المراكز والهيئات العلمية في دول البحيرات العظمى وشرق أفريقيا من خلال تبادل النتائج العلمية وتعزيز أساليب البحث وإقامة المؤتمرات والندوات العلمية وتبادل الزيارات الأكاديمية كي يتم تأمين التعارف المعرفي والارتباط العلمي. العناية بالآداب والتراث والفنون في دول البحيرات العظمى وشرق أفريقيا لما يعكسه من جذور تاريخية وحضارية. الاهتمام بالتاريخ الشفوي (المروي) من خلال دراسات ميدانية في دول البحيرات العظمى للأشخاص الذين لديهم الكثير من الروايات التاريخية في تلك المناطق. السعي لتدريب مرشدين مثقفين يقدمون الحضارة الإسلامية لمن يزور تلك الدول والمناطق في دول البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وفق حقائق تاريخية ومن مصادرها الأصلية. تبادل المنح الدراسية لطلاب الدراسات العليا في كل من سلطنة عُمان ودول البحيرات العظمى للدراسة في الجامعات والمعاهد العلمية في هذه الدول.
توجيه طلاب الدراسات العليا بالجامعات العُمانية والعربية والأفريقية لدراسة تاريخ الحضارة الإسلامية في دول البحيرات العظمى وشرق أفريقيا. نشر بحوث هذا المؤتمر وتوزيعها لجامعات الدول العربية والأفريقية والعالمية حتى يمكن الاستفادة منها. شكر الجهود التي بذلت من الحكومة العُمانية والبوروندية على العمل سوياً لنجاح هذا المؤتمر.
وجاء حفل الافتتاح بمجموعة من الرسائل والكلمات التي قدمت، فقد قدم فضيلة الشيخ كهلان بن بهان الخروصي مساعد المفتي العام بالسلطنة رسالة سلام عبر فيها عن أهمية التعايش والتقارب بين شعوب العالم وأهميته بالسلام ونبذ كل أشكال العنصرية، وأكد فضيلة الشيخ على أهمية مبدأ التعارف باعتباره من الهدي القرآني الكريم، وقال من خلال هذا المبدأ نستطيع أن نتواصل ونتحاور مع الآخر، ونعرف غيرنا بما لدينا، ونتعرف بما لديهم، دون أن نتحسس من هذا التواصل بدعوى أنه يهدد هويتنا، ويعرضها للخطر، داعيا إلى إزالة الحواجز من أنفسنا، ونزيح الخوف من الآخر والتعرف على ما عنده بطمأنينية، مذكرا بقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته البيانات (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)، وقول الله سبحانه وتعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) ، كما قدم الجانب البوروندي عبر البطريك جنوفال نزوسابا رسالة سلام، ومن جهته قدم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني كلمة في ختام المؤتمر والمعرض المصاحب له حيث قال ” يسعدنا أن نحييكم تحية مقرونة بالشكر الجزيل والتقدير العظيم لكم جميعاً فرداً فرداً إجلالاً لما قدمتموه من بحوث ودراسات علمية وإثراء فكري تجلى في المناقشات والمداخلات التي أسهمت في كشف الغموض وتأكيد الحقائق العلمية للموضوعات التي طرحها الباحثون المتميزون من خلال أوراق العمل التي قدمت على مدار أربعة أيام متواصلة أثبت لنا حرصكم الدائم انتظاما والتزاما حضوراً ومشاركة ببرنامج المؤتمر وأوقاته مما كان له بالغ الأثر في تحقيق أهدافه وتطلعاته مكن ذلك من التعمق في دراسة تاريخ الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية انطلاقا لما تشكله هذه الحقب التاريخية الزمنية من فترات ما زالت تحتوي على موضوعات وقضايا عديدة وأحداث تحتاج منا لمزيد من الدراسات والبحوث وتحقيقها بمنهج علمي يزيل غموضها ويكشف ملابستها وتأثيراتها وهو ما يدعونا إلى قيام الباحثين والدارسين للعمل اعتمادا على الوثائق والمصادر التي تفضى لوصول لنتائج علمية تعين الجهات المختصة لإدراجها في خططها وبرامج عملها وتساعد على إتاحتها خدمة للباحثين تشجيعاً للبحث العلمي والإبداع الفكري وإيلاء مزيد من الاهتمام لدراسة العلاقات العمانية الأفريقية”.
وتابع سعادته “وفي هذا المقام يشرفني أن أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى جميع الباحثين والأساتذة الكرام المشاركين في أعمال هذا المؤتمر الذي شهد بجهودكم حضوراً وتفاعلاً متميزاً وعلماً نافعاً أسهم في تحقيق الأهداف والغايات المنشودة.
وإنه لمن المناسب الإشادة بالرعاية الكريمة لفخامة رئيس جمهورية بوروندي واهتمامه ومتابعته لأعمال المؤتمر مما شكل ذلك دعامة أساسية لهذا النجاح إعداداً وتنظيماً وباسمكم جميعاً ننقل تحياتنا وتقدير لفخامة الرئيس ولحكومة الموقرة متمنياً لهذا البلد الطيب والشعب البوروندي الكريم الودود كل التقدم والازدهار والأمن والأمان ولبلدنا عُمان العزيزة الرفاه والرخاء والتقدم والازدهار ولنهضتنا المباركة التي يقودها جلالة السلطان قابوس المعظم كل التوفيق والنجاح ولجلالته حفظه الله دوام الصحة والعمر المديد. وفي الختام يسرني أن يتقبل منا أعضاء اللجنة الرئيسة المنظمة من الجهات العمانية والبوروندية كل التقدير والشكر والعرفان لما قدموه من جهود كبيرة في سبيل أعمال المؤتمر وتحقيق أهدافه ولكم منا جزيل الشكر والتقدير لحضوركم المتواصل والدائم خلال فترة انعقاده”. واختتم الحفل معالي الدكتور محمد روكارا خلفان وسيط جمهورية بوروندي بكلمة ختامية ثمن من خلالها الدعم اللامحدود لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ لجمهورية بوروندي، مشيرا: “نحن نعلم أن جلالة السلطان المعظم طالما كان واقفا إلى جانب شعوب شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى الأفريقية، ووقوفه إلى جانب إحلال الأمن والسلام على هذه المنطقة، ومساندة التنمية فيها.
وقدم معاليه في كلمته التي ألقاها الشكر للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وإخراجه بالصورة الحسنة التي سار عليها، مؤكدا إن الدرسات المعمقة التي أجراها الخبراء بشأن الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات الأفريقية، حدثت معارف المشاركين بشأن القواسم المشتركة بين العمانيين والبوروندين على عدة قرون، موضحا أن هناك عمانيون لديهم علاقات زواج مع بورونديين، والعكس صحيح، مقدما في هذا الصدد الدعوة للعمانيين للإستثمار في بلاده، على غرار استثماراتهم السابقة في هذه المنطقة.
الجدير بالذكر أن اليوم الرابع للمؤتمر شهد طرح مجموعة من أوراق العمل والتي جاءت بالعناوين التالية، إسهامات العمانيين في تنجا تنزانيا الساحلية، وفي الجماعات الداخلية في البحيرات العظمى بأفريقيا الشرقية للدكتور عبدين شندي أستاذ مشارك في الدراسات الأفريقية والإسلامية جامعة أديلفي، الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك ورقة بعنوان الأبعاد الدلالية لنصية الشعر العماني في المهجر الأفريقي للدكتور عيسى بن محمد بن عبدالله السليماني أستاذ مشارك النقد الأدبي الحديث بكلية العلوم التطبيقية بنزوى سلطنة عمان، و ورقة أخرى بعنوان التأثير الإيجابي لتعايش اللغات والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في دول شرق أفريقيا والبحيرات العظمى: دراسة ميدانية للغات السواحلية والعربية والكيروندية للدكتورنغينداكومانا ويلي جامعة السلام والمصالحة بجمهورية بوروندي، و أيضا أحمد بن ماجد ودوره الملاحي للدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي أستاذ مشارك للتاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس.
ومن جهته أسدل الستار عن فعاليات المعرض الوثائقي والذي صاحب المؤتمر الدولي على أربعة أيام، وعرض فيه مجموعة قيمة تاريخ الحضارة العمانية والدور الرائد في مختلف الحقب التاريخية.