بدء فعاليات المؤتمر الدولي الرابع
10 أكتوبر، 2016
توقيع مذكرة تفاهم بين السلطنة وجمهورية السودان
12 أكتوبر، 2016
أسدال الستار على المؤتمر الدولي الرابع
12 أكتوبر، 2016
  • طالب المشاركون فيه بإنشاء متحف متكامل يعنى بتاريخ الصحافة العمانية في الجانب الاقتصادي والسياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية

 

 

أسدال الستار على المؤتمر الدولي الرابع “عمان في الصحافة العالمية”

 

اختتمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع ” عمان في الصحافة العالمية”، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي، وكيل وزارة التعليم العالي، والذي استمر على مدار يومين متتاليين، قدم خلالهما سبعة وعشرون ورقة بحثية توزعت على ستة محاور مختلفة، ناقشت مكانة عمان في الصحافة العالمية. حيث يندرج المؤتمر في سياق إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة عبر العصور التاريخية، وقد شارك في المؤتمر الدولي مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمفكرين من بلدان شقيقة وصديقة شملت كلاً من مصر واليمن والسودان وتونس والجزائر وروسيا وفرنسا وأمريكا وأوكرانيا والهند وجزر القمر وكينيا فضلاً عن نخبة من الباحثين العمانيين من مختلف المؤسسات الحكومية والأكاديمية.

ختام المؤتمر كان عبر طرح مجموعة من التوصيات، ادلى بها الباحث طالب بن سيف الخضوري مدير دائرة الاطلاع بالهيئة، من أهمها إنشاء وحدة متخصصة عن الصحافة داخل الهيئة تكون مهمتها التواصل مع المؤسسات الإعلامية وتحليل المقالات والأخبار المتعلقة بالسلطنة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقوم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بانتقاء جملة من الوثائق والصور المعبرة عن الحضور العماني في الصحافة العالمية، ورقمنتها وإتاحتها للباحثين في الفضاء الرقمي (الإنترنت)، إضافة الى إعداد بيليوغرافيا قائمة بالمواضيع المتعلقة بعمان في الصحافة العربية والعالمية وطباعتها وجعلها في متناول الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية العمانية العالمية، الى جانب الاستمرار في عقد مثل هذه المؤتمرات داخل الدولة وخارجها لتعريف بالدور الحضاري، والفكري، والتاريخي لعمان على مر العصور، وأوصى الباحثين التعاون مع جمعية الصحفيين العمانية لدعوة بعض الشخصيات الإعلامية المتميزة من كافة الدول العربية والأجنبية لإلقاء محاضرات متخصصة عن عمان في الصحافة العالمية وكذا عقد محاضرات لقدامى الصحفيين العمانيين لنقل خبراتهم الى الأجيال اللاحقة، الى جانب التعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لإنتاج برامج إذاعية أو تلفزيونية تتتبع مسألة الحضور العماني في الصحافة العالمية، وتقديمها للمستمع والمشاهد داخل السلطنة وفي كل أنحاء العالم، بجانب التواصل مع المؤسسات التربوية والأكاديمية والاعلامية بتنظيم مسابقات عن ” عمان في الصحافة العالمية” لتدريب الشباب العماني على كيفية قراءة الخبر وتحليله، كما خرج المؤتمر بالمطالبة بإدراج موضوع ” الحضور العماني في الصحافة العالمية” ضمن مواضيع أحد المقررات الجامعية ذات التخصص وتوجيه طلبة الدراسات العليا لتعمق في دراسة جزئيات هذا الموضوع، و تشجيع الباحثين العمانيين على المشاركة في مثل هذه المؤتمرات عن طريق الإعلان عن هذه المؤتمرات في كافة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وستعمل الهيئة بطباعة أوراق العمل للمؤتمر وتوزيعها على المؤسسات العلمية ومراكز الدراسات المختلفة وكذلك السفارات العمانية في الخارج لتكون متاحة أمام المهتمين بشأن العماني في الدول المختلفة، وستتاح جلسات المؤتمر على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) للوصول إلى أكبر قدر ممكنة من الفئات المستهدفة من مثل هذه المؤتمرات، كما شدد الباحثين على إيلاء مزيد من الاهتمام في إعداد أفلام وثائقية عن عمان في الصحافة العالمية باللغات العربية والأجنبية لإلقاء الضوء على كل ما يكتب عن السلطنة في الجوانب الحضارية والتاريخية والتنموية في الوقت الراهن، الى جانب مطالبتهم بأهمية دراسة محتوى المجلات العمانية التي لم تعد تصدر في الوقت الحالي، وعقد بعض المؤتمرات التي تتناول منجزات النهضة العمانية في الصحافة العمانية العالمية منذ عام 1970م وحتى الوقت الراهن، علاوة على قيام الجهات المختصة بإنشاء متحف متكامل يعنى بتاريخ الصحافة العمانية في الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والحضاري.

رئيس الهيئة: الاهتمام بالبحوث العلمية

أستهل حفل الختام بكلمة ألقاها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، توجه فيها بالشكر الجزيل وعظيم التقدير للمشاركين في اعمال المؤتمر الدولي الرابع عمان في الصحافة العالمية، مما كان له الأثر الإيجابي في اثراء المؤتمر بالحوارات الهادفة والمناقشات القيمة، للأخذ بها في تعزيز ما قدم من أوراق العمل من قبل الأساتذة، فضلاً لما يتوجب علينا قدماً نحو عقد المؤتمرات العلمية والتاريخية التي تسهم في التعمق بحثاً ودراسة لمسيرة التاريخ العماني على مر الحقب الزمنية المختلفة، وأضاف الضوياني بإن الوثائق والدراسات تمدنا بمعلومات تقودنا إلى التعمق اكثر في كتابة تاريخ عمان وحضارتها والأسهم العماني في مختلف العلوم الإنسانية، كما وتطلع سعادته الى قيام الباحثين في الجامعات والكليات القائمة في السلطنة إلى إيلاء البحث العلمي جلَ الاهتمام والمبادرة في المشاركة في المؤتمرات واللقاءات العلمية، وتوجيه طلاب العلم نحو استغلال الوثائق والمواد الأرشيفية في بحوثهم ودراساتهم العلمية.

كلمة المشاركين

من جانب اخر القاء الأستاذ الدكتور عبدالحميد شلبي، رئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر، كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر، قال فيها إنه لمن دواعي الاعتزاز والتقدير أن تحتضن سلطنة عمان ممثلة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المؤتمر الدولي الرابع بعنوان ” عمان في الصحافة العالمية”، وهذا ليس بجدير على هذه الهيئة الموقرة التي حملت على عاتقها جميع الوثائق المتعلقة بالشأن العماني في كافة المجالات، ومن كافة الأرشيفات ودور الوثائق الدولية والعربية، والافريقية، والاسيوية، والأوروبية، الأمريكية، من أجل إتاحة المعرفة والمصادر العلمية للباحثين والعاملين في المجلات العلمية المتعلقة بالتاريخ العماني.

وأضاف بإن لا يمكن للمتابع المنصف لنشاط الهيئة أن ينكر جهودها في جمع الوثائق المتعلقة بالشأن العماني عن طريق التواصل مع كافة الأرشيفات في كافة الأقطار، وقد عقدت الهيئة عدد من البروتوكولات مع العديد من الأرشيفات لذات الهدف. وفي الداخل حملت الهيئة على عاتقها تعريف الأجيال العمانية بتراثها الثقافي والحضاري عن طريق تنظيم المعارض الوثائقية، تلك المعارض التي انتقلت بها الهيئة من ولاية إلى ولاية ومن محافظة إلى أخرى لتكون نبراسا يهتدي به أبناء عمان في استكمال مسيرة التقدم والتحديث، ومن الفعاليات والوسائل التي تستفيد بها الهيئة في تحقيق أهدافها هي إقامة المؤتمرات العلمية المتخصصة التي تجذب الباحثين من كافة أنحاء العالم، فقد أقامت الهيئة العديد من المؤتمرات الدولية داخل السلطنة وخارجها منها المؤتمرات التي عقدت في تركيا، زنجبار، بورندي، فرنسا، وهذا هو المؤتمر الدولي الرابع ” عمان في الصحافة العالمية” والذي تضمن سته محاور رئيسية استهدفت إبراز الحضور والوجود العماني في الصحف العربية، والإفريقية، والآسيوية، والخليجية، والأوروبية، والأمريكية. كما تنوعت بحوث المؤتمر التي وصل عددها سبع وعشرون بحثاً أعدها أساتذة متخصصون ومتميزون من أقطار شتى، عرضوا بحوثهم خلال يومي المؤتمر بطريقة علمية رصينة بعيدة عن السرد والإسهاب.

وأضاف الدكتور شلبي بإنه ترجع أهمية هذا المؤتمر الى أنه لأول مرة يقام مؤتمر بهذا الحجم والزخم العلمي سوى فيما يخص أعداد المشاركين أو الحضور المشرف من كافة المؤسسات العمانية. ولا شك أن موضوعات المؤتمر قد اشتبكت فيها الدراسات الإعلامية بالدراسات التاريخية، ولا عجب فالتاريخ والصحافة صنوان، فلا غنى للمؤرخ عن الصحافة، ولا غنى للصحفي عن التاريخ، وأكد المؤتمر على أهمية الصحيفة كمصدر هام من مصادر التاريخ. وفي النهاية ذكر شلبي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله” فمن المعلوم إن تنظيم مؤتمر علمي دولي بهذا المستوى الرائع من التنظيم والاعداد لم يكن بالأمر اليسير فقد احتاج إلى جهود حثيثة من التأمل، والبحث، والتخطيط، والاتصال، والحوار، ونشهد إن ما قامت به الهيئة من جهد قد فاق التوقعات.

وأخيراً وليس أخراً، اختتم شلبي كلمة المشاركين بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظة الله ورعاه، وإلى المسؤولين عن تنظيم المؤتمر وعلى رأسهم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومعاونوه الأكفاء وكافة اللجان المنظمة للمؤتمر ممثلة في اللجان التحضيرية، والعلمية، والإعلامية، والاستقبال، والبروتكول ولجنة الصياغة والتوصيات. كما وجه خالص الشكر إلى معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام لرعايته حفل الافتتاح. بعد ذلك قام سعادة الدكتور راعي الحفل بتكريم الأساتذة الباحثين المشاركين في المؤتمر.

جلسات العمل

وكان المؤتمر الدولي الرابع “عمان في الصحافة العالمية” قد شهد في يومه الختامي، عقد جلستين، ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور بوعزة بوضرساية، حيث قدمت الباحثة فاطمة بنت سالم البلوشية، باحثة في مركز الدراسات بمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان، الورقة الأولى من الجلسة بعنوان صورة عمان الحضارية في صحيفة الفلق الإفريقية بين عامي 1938-1939م “ حيث يحفل التاريخ العماني بالمشاهد الحضارية التي تحكي مسيرة الإنسان عبر التاريخ، وتبرز مشاعره وانفعالاته تجاه الأحداث المعاصرة، ولأن الصحافة واحدة من سبل تسجيل الأحداث والأخبار المقروءة؛ فإنها ولاشك واحدة من سبل توثيق التاريخ، إذ كلما مر الزمان تحولت الصحافة من وسيلة لنقل الخبر إلى وسيلة لحفظ التاريخ بمختلف صوره ومشاهده الحضارية المتعددة. من هنا جاءت فكرة البلوشية للتمعن في الصحافة العمانية في المهجر الإفريقي، وتحليلها من منطلق أهميتها للتوثيق التاريخي، وفي صحيفة الفلق قصة الحضارة العمانية في شرق إفريقيا، وهي من أهم الصحف العمانية في زنجبار، وأطولها عمراً، وأكثرها نجاحاً.

محاسن حكام عمان

وفي الجلسة الثانية قدم الدكتور أبو ياسر مبورالي كامي، محاضر جامعة موئي ألدوريت بكينيا، ورقة عمل بعنوان “عمان في صحافة دول شرق أفريقيا زنجبار وكينيا نموذجا دراسة تحليلية وصفية”، حيث ان دول شرق أفريقيا لها تاريخ طويل وممتد مع سلطنة عمان ، فحكام عمان اتخذوا دول شرق أفريقيا موطن لهم ومركز لهم منذ بداية التاريخ في المنطقة، تطرقت عدة صحف في شرق أفريقيا عن محاسن حكام عمان وتاريخهم الممتد في المنطقة في عدة جوانب، يناقش الدكتور ما كتبت الصحف في شرق أفريقيا في مختلف اللغات العربية والإنجليزية ومنها السواحلية من تاريخ العمانيين في المنطقة وما قاموا به من أعمال عظيمة في مساعدة أهالي شرق أفريقيا، وركز الباحث على ذكر أسماء الصحف التي تناولت موضوع العمانيين في كل من كينيا وزنجبار وذلك بتحليل المحتويات المكتوبة مع القيام بتحليل الصور التي ظهرت في عدة صحف وإعطائها التحليل الكامل لمضمون الصور التي ظهرت في الصحف.

النشاط الحزبي

وجاءت الورقة الثالثة بعنوان “ التاريخ السِّياسي العُماني في شرق أفريقيا، قراءة في صحف الفلق والنّهضة والمُُرشد الصادرة بين عامي 1920 ــ 1964مقدمها الدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي مدير دائرة البحوث والدراسات بالهيئة، حيث

شهدت الفترة من 1920 إلى 1964م، وهي السنة التي وقع فيها الانقلاب الدموي ضد الحُكم العُماني العربي في زنجبار، صدور العديد من الصحف والمجلات العمانية التي أبرزت مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها، والتي ترأس تحريرها عدد من الشخصيات العُمانية التي أخذت على عاتقها توعية المجتمع ونشر الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية. أمّا المشهد السياسي في زنجبار والمناطق المجاورة وفي الوطن الأم عُمان، فقد حظي بتغطية وافرة من قبل الصحافة، التي سعت إلى أن تكون لها رؤيتها وكلمتها حول ما يجري من أحداث سياسيّة، فانبرى الكتاب إلى معالجة القضايا السِّياسيّة المختلفة، خاصة تلك المسائل المتعلقة بالنشاط الحزبي والدور البريطاني والغربي في السِّياسة المحليّة. تناول الخروصي ظروف نشأة الصحف الثلاثة مع إعطاء نبذة مختصرة عن الشخصيات التي تولّت تحريرها وكتابها ومراسليها، ونتطرق إلى أسلوب التغطية. كما تعالج الدراسة الحالة السِّياسيّة في زنجبار وشرق أفريقيا عبر رؤية الصحف، والأمور التي ركزت عليها أكثر عن غيرها، ويسعى الباحث إلى معرفة أوجه وثوابت التاريخ السِّياسي العُماني في شرق أفريقيا، وكذلك أساليب الحُكم والإدارة السِّياسيّة في زنجبار. ويكشف البحث مدى تمسك الحُكام من سلاطين وأولياء العهود وأركان الدولة من ولاة وقضاة وغيرهم بمبادئ الحُكم العُماني المتمثلة في الابتعاد عن الطائفية والمذهبية، ووصف مجالس الحكم والبرزة العُمانية والاحتفالات السِّياسيّة. كما أنّ الباحث تعرّض إلى العلاقات السِّياسيّة التي كانت تربط زنجبار مع الدول الأخرى لا سيما القوى الغربية الكبرى، والدول العربية والأفريقية وحالة تلك العلاقة، والزيارات المتبادلة بين الجانبين. وتقيم الحياة البرلمانية في زنجبار ونتائج الانتخابات في سنة 1961م، ومشاهد الانقلاب الدموي الذي وقع في عام 1964م، وكيف تناولت الصحافة هذا الحدث الأليم.

قوة الحجة

فيما تناولت الورقة الرابعة “دور الصحافة الزنجبارية في التثقيف والتنوير العماني من 1890م إلى 1963م” للباحث الدكتور عيسى الحاج زيدي مدير كلية اللغة السواحلية واللغات الأجنبية بجامعة زنجبار الحكومية، تنزاني، يعود تاريخ الصحافة المعاصرة في زنجبار إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر بافتتاح السلطان برغش المطبعة السلطانية عام 1879م، وتبعها نشر الكنيسة الأنجليكانية صحيفتها الأولى المسماه (Msimulizi) في 1888م، ثم صدرت الصحيفة الرسمية عام 1892م (Gazzete). وقد تم نشر صحيفة (Samachar) و(Zanzibar Akhbar) عام 1902م، وصحيفة النجاح عام 1911م. وبحلول عام 1963م، أصبحت زنجبار تصدر أكثر من خمسين صحيفة، تميزت عشر منها بالدفاع عن مصالح العمانيين أينما وجدوا بقوة الحجة ومنها النهضة، والإصلاح، والفلق، والمرشد، والأمة، والصحيفة، والمعرفة، والمعلمين، والشروق. ولقد ركزت على الدعوة بالاهتمام بالوحدة الوطنية ونبذ الفرقة، والاهتمام بالهوية العمانية، كما ناشدتهم بتعليم أبنائهم لغة آبائهم ودينهم ورسولهم.

ازدهار الصحافة

وعنونة الورقة الخامسة من الجلسة “دور الصحافة الأفريقية في إبراز الحضور الاجتماعي العماني في زنجبار” قدمتها الباحثة هاجر بنت سليمان الهنوية، أخصائية وثائق ومحفوظات بالهيئة، قدمت الباحثة قراءة حول دور الصحافة الأفريقية في إبراز الحضور الاجتماعي العماني في زنجبار، حيث إن سبل الاتصال التي نشأت بين عمان وشرق أفريقيا، أدت إلى توطيد العلاقة بين البلدين، فلم تقتصر العلاقات بينهم على التبادل التجاري والبحري فحسب، بل امتدت تلك العلاقات لتصل إلى الجانب الاجتماعي، وليس أدل على ذلك من نشوء علاقات التأثر والتأثير المتبادل، من ناحية اختلاطهم وتزاوجهم مع بعضهم، فضلا إلى جانب العادات والتقاليد واللغة، وفنون البناء والهندسة المعمارية، مما أسهم إسهاما كبيراً في انتقال الثقافة العمانية إلى زنجبار. وقد شهد إنشاء المطبعة السلطانية في عهد حكم السلطان برغش بن سعيد بن سلطان البوسعيدي، حدثاً عظيما أدى إلى قيام الصحافة العمانية المهاجرة في أرض المهجر، فازدهرت بذلك الصحافة، ونشطت الحركة العلمية وبلغت أوّجها.

تأصيل وتوثيق

واختتمت الجلسة الأولى من اليوم الثاني بورقة عمل الدكتور أحمد صالح رابضة، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة عدن اليمنية، بعنوان ” التراث والثقافة العمانية في الصحافة اليمنية” وتطرق فيها الدكتور الباحث الى إضاءات وإيماءات لصور شتى من التراث والمآثر والثقافة العمانية في الصحافة اليمنية، قبل بزوغ فجر النهضة العمانية وبعدها. إضافة الى ابراز البحث صورا من التراث والثقافة العمانية في الصحافة اليمنية التي وقفنا عليها، وسلطة الدراسة الضوء على بعض المآثر، والمعالم، والعلاقات الأدبية والفكرية بين البلدين وما وقف عليه من صورعن العلاقات المتجذرة بين البلدين. وهدف الباحث من خلال البحث إلى تأصيل وتوثيق صورة عمان في الصحافة اليمنية في شتى مجالات المعرفة، والتعرف على صور من العلاقات بين المفكرين والعلماء والشعراء في كلا البلدين، وبعض من فعالياتهم في اليمن.

عمان بعيون إيطالية وفرنسية

واستهلت الجلسة الثانية من اليوم الختامي التي ترأسها محمد بن أحمد الحبسي، بورقة الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري، أستاذ التعليم العالي في التاريخ والعلوم الإسلامية بجامعة الزيتونة بتونس، بعنوان “عُمان في الصّحافة الإيطاليّة فرغم بعد المسافة بين إيطاليا وسلطنة عمان وانتماء هذين البلدين إلى قارّتين مختلفتين وإلى ديانتين مغايرتين، فإنّ الصّحافة الإيطاليّة ما انفكّت تولي اهتماماً متزايدا بسلطنة عُمان، ويمكن أن نعزو ذلك إلى اعتبارين يبدوان أكثر أهمّية من غيرهما، ويتمثّل العامل الأوّل في تقدّم وسائل تكنولوجيّات الاتّصال، أما العامل الثّاني فيكمن في حرص كلّ دولة في العالم على ربط علاقاتها بغيرها من الدّول في ظلّ التحدّيات الدّوليّة الرّاهنة، ويهدف البحث إلى الكشف عن طبيعة اهتمام الصّحافة الإيطاليّة المتزايد بمجالات سلطنة عمان، فضلا عن الإسهام في إثراء رصيد سلطنة عُمان المعرفيّ التّوثيقيّ المدوّن باللّسان الإيطالي، ووضعه على ذمّة المهتمّين بدراسة العلاقات بين سلطنة عُمان وإيطاليا.

الصحافة الفرنسية

وفي الورقة الثانية تطرق الباحث أولغا أندريانوفا، أستاذ بجامعة باريس، بورقة عمل “وضع الأحداث في سياقها: التاريخ العماني في مرآة الصحافة الفرنسية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين” حيث تعد الصحيفة الدورية جازيت (Gazette) الأولى في فرنسا منذ عام 1631، ولكن لم تتطور الصحافة كمصدر إعلامي ديموقراطي وكوسيلة قوية لتشكيل الرأي العام إلا بعد الثورة الفرنسية، في القرن التاسع عشر الميلادي. تقدم في هذه الورقة لمحة تحليلية للمحتويات الخاصة بعمان من عدة الصحف التي ظهرت خلال هذا العهد الذهبي للصحافة الفرنسية مثل صحيفة لا برس (La Presse) التي نشرت من 1836 إلى 1932 وكانت مشهورة لثمنها المعقول ولجودة مقالاتها، وصحيفة لي تمب (Le Temps) التي نشرت من 1861 إلى 1942 وأصبحت بفضل شبكة مراسليها الواسعة وسيلة إعلامية غير رسمية للدبلوماسية الفرنسية.

فيما تناول الأستاذ الدكتور بوعزة بوضرساية، أستاذ التعليم العالي بجامعة الجزائر، في الورقة الثالثة، “الأهمية التجارية لزراعة القرنفل في زنجبار من خلال دورية علمية فرنسية” تتضمن الدراسة العمل الذي نشرته مجلة فرنسية علمية متخصصة في علم النبات والعلوم الغابية والمعروفة دوليا آنذاك باسم “مجلة النباتات التطبيقية والفلاحة الاستوائية” (Tropical revue de la botanique appliqué et l’agriculture tropical) لعام 1936، وكانت الناطق الرسمي لهيئة الوثائق العلمية للزراعة والبحث الغابي تحت عنوان “زراعة شجر القرنفل”. وكيف اعتنى بها حكام زنجبار العمانيين وشجعوا المزارعين العرب على نشرها على نطاق واسع حتى نقلوها إلى غاية منطقة بامبا.

الهوية العمانية

وأبرز الدكتور محمد بن جمعة الخروصي، رئيس قسم كلية العلوم التطبيقية بالرستاق، من خلال ورقة العمل الرابعة بعنوان ” الهُوية السياسية العمانية في الصحافة الأوروبية الصحافة الإنجليزية في الفترة من 1970-2016 أنموذجاً”، حيث تمر المجتمعات في تطورها بمراحل متعددة يكون للخطاب الإعلامي والصحفي دورا بارزا في التأثير على نظرة الآخر لهذه المجتمعات وفي تكوين الصورة النمطية لها إيجابا كان ذلك أو سلبا. ولذا فإن الخروصي ركز على الهُوية الثقافية العمانية كما يعكسها الخطاب الإعلامي والصحفي الإنجليزي، ومعرفة كيف يعالج هذه الخطاب الإعلامي لقضايا الهُوية العمانية. وتنبع أهمية الدراسة من كون أن الإعلام والصحافة الإنجليزية يشكلان دورا أساسيا في تكوين توجهات الأفراد وكذلك في تشكيل وتوجيه الرأي العام، وهو يمثل أحد أبرز أوجه الإعلام العالمي في التأثير على المتلقين.

 البعد الاقتصادي والسياسي

اما الورقة الخامسة جاءت بعنوان ” عمان في الصحافة الفرنسية جوانب من التاريخ الاقتصادي والسياسي” للدكتور بن نعمية عبد المجيد أستاذ التعليم العالي بجامعة وهران بالجزائر،حيث اهتمت الصحافة الفرنسية بنشر مواد إعلامية حول عمان وخاصة في المجال الاقتصادي والسياسي. وقد أصبح بالإمكان الاعتماد على هذا المحتوى الإعلامي كوثيقة تفيد في كتابة التاريخ يستفيد منها المؤرخ. من خلال دراسة وتحليل جوانب من هذا المحتوى الإعلامي، ومن هذا المنطلق سعى الباحث إلى معرفة الصور التي عرضتها الصحافة الفرنسية حول عمان وخاصة في بعدها الاقتصادي والسياسي. ومن بين المجلات ذات العلاقة نجد مجلة الجغرافيا التي كانت تصدر سنويا تقارير مقتضبة حول دول العالم وكان من بينها الإشارة إلى عمان وإلى زنجبار باعتبارها منطقة تابعة لعمان. فمن خلال تلك التقارير المختصرة يمكن التعرف على الحركة الاقتصادية وعلى تطورها في عمان وخاصة ما تعلق بالمبادلات التجارية.

العلاقات مع دول الجوار

وعنونة الورقة السادسة “عمان في جريدة العالم الدبلوماسي الفرنسية 1970-2004م” للدكتور فايد بشير محاض ربقسم التاريخ والآثار بجامعة الدكتور محمد الأمين دباغين بالجزائر، تعتبر جريدة العالم الدبلوماسي (Le Monde Diplomatique) من الصحف الفرنسية العريقة والمرموقة، تأسست عام 1954م، من قبل السيد هوبير (Hubert)، حيث ترافق ظهورها مع الأحداث الكبرى التي عرفتها الساحة العالمية آنذاك، وعبر تاريخها الطويل، نشرت الجريدة عددا هاما من المقالات والتحقيقات والأخبار حول سلطنة عمان، تناولت مواضيع متنوعة شملت: التاريخ والجغرافيا، الإرث القبلي، المذهب الإباضي، النظام السياسي، الثروة النفطية، النظام الاقتصادي، قطاع السياحة، الحياة الاجتماعية والثقافية، الجيش، العلاقات مع دول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية وإيران، الحضور العربي والدولي، الآفاق المستقبلية.

محط أنظار واهتمام

تعتبر سلطنة عمان إحدى أهم المكونات الاجتماعية والسياسية في المجتمع العربي خاصة والمجتمع الدولي عامة، وقد لعبت وتلعب دوراً بارزاً في الأحداث التاريخية طوال التاريخ السياسي العالمي، وهي قطب مهم، ولاعباً رئيساً في التاريخ السياسي، وهذا ما ناقشه الدكتور ضرار محمد فضل المولي أحمد، مدير الإدارة العامة لتنظيم البث، الهيئة السودانية للبث الإذاعي والتلفزيوني، في ورقة عمله بعنوان “سلطنة عمان في الصحافة الروسية 1883م-2014م كنموذج لاستراتيجية روسيا في بلاد الشرق”. يهدف ضرار الى إلقاء الضوء على دور هذه الدولة في هذه الفترة الزمنية المهمة من تاريخ عمان. وقد شهدت عمان كثيراً من المنعطفات التاريخية على المستوى الداخلي والخارجي، جعلتها محط أنظار واهتمام القوى الكبرى في العالم خلال العقد الأول والثاني من القرن التاسع عشر، وتنتهي فترة الدراسة في مرحلة مهمة من مراحل تاريخ البناء السياسي العماني، وتتمثل في الدور الريادي الإقليمي والدولي للسلطنة، ولذلك أولت روسيا اهتماما خاصا بالدولة العمانية، وأفردت لها حيزا كبيرا في استراتيجيتها في بلاد الشرق.

عمان في الصحافة الأمريكية

واختتمت الجلسة بالورقة الثامنة للدكتور أحمد سعيد السيد زيدان، دكتور التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الإسكندرية بمصر، بعنوان “رؤية الصحافة الأمريكية للسياسة الخارجية العمانية منذ بداية عهد السلطان “قابوس بن سعيد” حيث شهدت سلطنة عمان تطوراً ملحوظاً في كافة المجالات منذ بداية عهد السلطان “قابوس بن سعيد”، والتي انعكست على ممارسة السياسة الخارجية العمانية، وهو الأمر الذي عنيت به الصحافة العالمية بوجه عام، والصحافة الأمريكية بوجه خاص. يلقي الباحث الضوء على بعض ما كتبته وتناولته الصحافة الأمريكية حول السياسة الخارجية العمانية، وذلك من خلال استقراء صحف “مجلة الشرق الأوسط” (Middle East Journal)، ومجلة “سياسة الشرق الأوسط” (Middle East Policy)، حيث تهدف تلك الدوريات أو الصحف الربع سنوية إلى مخاطبة القارئ الأمريكي وتوعيته بالمشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية والمتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه بلدان الشرق الأوسط.

من جانب اخر يواصل المعرض الوثائقي السابع في استقبال زواره ومرتاديه من الباحثين والطلبة، والذي سيستمر حتى 13من أكتوبر 2016م بفندق جراند ميلينيوم بالخوير، ويحتوي على أكثر من 300 وثيقة مختلفة من الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية وأصول الصحف والمجلات، حيث يضم المعرض ستة أركان مختلفة هي ركن عمان في الصحافة المحلية، وعمان في الصحافة العربية، وعمان في الصحافة الأجنبية، والركن الرابع خاص لأهم وأبرز الصور والمقالات لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، وركن عمان في صحافة زنجبار وركن خاص بالتاريخ الشفوي. الجدير بالذكر بأن المعرض يفتح ابوابه على فترتين، الفترة الصباحية من الساعة 9:00 الى 1:00 ظهرا، وفي الفترة المسائية من الساعة 4:30 عصرا الى الساعة 9:30 مساء.